و في قصة الرجل الذي كان يعبد صنماً في البحر ، و التي نقلها ابن الجوزي عن عبد الواحد بن زيد دلالة على أن التوكل نعمة من الله يمتن بها على من يشاء من خلقه حتى و إن كان حديث العهد بالتدين ، فهذا الرجل لما جمعوا له مالاً و دفعوه إليه ، قال: سبحان الله دللتموني على طريق لم تسلكوه ، إني كنت أعبد صنماً في البحر فلم يضيعني فكيف بعد ما عرفته ، و كأنه لما أسلم وجهه لله طرح المخلوقين من حساباته ، فغنيهم فقير ، و كلهم ضعيف و كيف يتوكل ميت على ميت: (وتوكل على الحي الذي لا يموت و سبح بحمده). " الفرقان: 58 ". و في الحديث:" لو أنكم توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصاً و تروح بطاناً " رواه أحمد و الترمذي و قال: حسن صحيح. وتوكل على الحي الذي لا يموت - منتدى نشامى شمر. و كان من دعاء رسول الله صلى الله عليه و سلم:" اللهم أسلمت وجهي إليك و فوضت أمري إليك و ألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك ". رواه البخاري و مسلم و كان يقول: " اللهم لك أسلمت و بك آمنت و عليك توكلت و إليك أنبت و بك خاصمت ، اللهم إني أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلني ، أنت الحي الذي لا يموت و الجن و الإنس يموتون ". رواه مسلم ، و كان لا يتطير من شئ صلوات الله و سلامه عليه ، و أخذ بيد رجل مجذوم فأدخلها معه في القصعة ثم قال: "كُلْ ثقةً بالله و توكلا عليه " رواه أبو داود و ابن ماجة.
وتوكل على الله
أيها المؤمن، كن إيجابيًا واعقلها وتوكل. "ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير"
فاعرض عنهم وتوكل على الله
متن حديث: بل اعقلها وتوكل
عن أنس بن مالك رضي الله عنه: "أنَّ رجلًا أتى رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال يا رسولَ اللهِ أُرْسِلُ ناقتي وأتوكَّلُ أم أعقِلُهَا وأتوكَّلُ قال بل اعْقِلْها وتوكل". [١] وفي رواية أخرى عن عمرو بن أمية رضي الله عنه: "قال رجُلٌ لِلنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أُرسِلُ ناقتي وأتوكَّلُ ؟ قال: اعقِلْها وتوكَّلْ". [٢]
صحة حديث: بل اعقلها وتوكل
روى الإمام الترمذي هذا الحديث في سننه عن أنس بن مالك، وفي سنده من هذه الطريق ضعف لذلك ضعَّفه الترمذي وقال: حديث غريب، غير أنَّ ابن حبان أورده في صحيحه وحسَّنه، وأشار بأنَّ الحديث رجاله ثقات، أخرجه الحاكم في المستدرك على الصحيحين والقضاعي في مسند الشهاب والهيثمي في المجمع وأشار الذهبي إلى أنَّ سنده جيد، كما رواه الطبراني من عدة طرق أحدها رجاله رجال الصحيح. فأعرض عنهم وتوكل على الله. [٣]
تفسير قوله بل اعقلها وتوكل
وردَ الحديث عن الصحابي أنس بن مالك وعن غيره أيضًا، أنَّه أتى رجلٌ إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يطلبُ مشورته في أمر يخصُّ موضوع التوكُّل على الله، سائلًا إياه بين أن يُطلِقَ ناقته دون أن يقيِّدها ودونَ أن يربطها برباط يمنعها من التحرك والضياع ويتوكَّل على الله، ويقصِد بذلك أن التوكًَّل على الله تعالى يغني عن عقلِ الناقة أو ربطها، ولكنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بيَّن له بثلاث كلمات مختصرات قاعدةً عظيمةً في الحياة، فقال له: "بل اعقلها وتوكل"، ومعنى ذلك أن يربطَ ناقته ويوثقها ثمَّ يتوكًّل على الله، وهو حثٌّ على الأخذ بالأسباب.
فأعرض عنهم وتوكل على الله
أما بعدُ:
فيا عبادَ اللهِ:
إنَّ التوكلَ على اللهِ عبادةٌ عظيمةٌ جعلَ اللهُ جزاءَ التوكلِ عليه كفايةُ عبدِه مما أهمَهُ ﴿ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ﴾ [الطلاق: 3]. ومِنْ ثِمَارِ التوكلِ على اللهِ عز وجل حقَ توكلِهِ:
أحدها: دخولُ الجنةِ بغيرِ حسابٍ ولا عذابٍ. ثانيها: تيسيرُ الرزقِ لعبدِه كما يرزقُ الطيرَ تغدو خماصًا وتروحُ بطانًا. ثالثها: أنَّه أعظم الأسبابَ في جلب المنافع. رابعها: أنه أعظم الأسباب في دفع المضار. خامسها: أنه يورثُ العبدَ طمأنينة وراحةٌ في القلب. سادسها: رضى العبدُ بما قدرَهُ اللهُ له وأنَّ الخيرَ فيما كُتِبَ له. فاعرض عنهم وتوكل على الله. سابعها: التوكلُ على اللهِ دليلٌ على قوةِ الإيمانِ. عباد الله:
إن خيرَ الكلامِ كلامُ اللهِ، وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ بن عبدِالله، وشرَ الأمورِ محدثاتُها، وكلَ محدثةٍ في دينِ اللهِ بدعةٌ، وكلَ بدعةٍ ضلالةٌ، وكلَ ضلالةٍ في النارِ، يقول الله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].
وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا
قال ابن مسعود: وَمَا مِنَّا إِلَّا، وَلَكِنَّ اللَّهَ يُذْهِبُهُ بِالتَّوَكُّلِ. والمسلم الحق عليه أن يلجأ إلى الله تعالى في كل أحواله، فلا أشقى من عبد وكله الله إلى نفسه، قال سبحانه:{ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفى بِاللَّهِ وَكِيلً} [النساء: 81].
فالتوكل مجموع لأمرين:
الأول: الثقةُ باللهِ وأنه مسببُ الأسبابَ ومصرفُ الأمورَ وكلُ شيءٍ بيدِه. الثاني: الأخذُ بالأسبابِ. فالتوكلُ في الشرع هو مَن عَمِلَ السببَ، وفوضَ الأمرَ إلى اللهِ عز وجل في الانتفاعِ بالسببِ، وفي حدوثِ المسبَّبِ من ذلك السبب، وفي توفيقِ اللهِ وإعانتِه فإنه لا حولَ ولا قوةَ إلا به عز وجل. والتوكلُ كما قالَ الإمامُ أحمدُ رحمَهُ اللهَ: عملُ القلبِ، فالتوكلُ عبادةٌ قلبيةٌ محضةٌ؛ ولهذا كان إفرادُ اللهِ عز وجل بها واجبًا، وكان صرفُها لغيرِ اللهِ عز وجل شركًا. القاعدة الثلاثون: (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) - عمر بن عبد الله المقبل - طريق الإسلام. لكنَّ التوكلَ على غيرِ اللهِ قسمان:
أحدهما: التوكلُ في الأمورِ التي لا يقدرُ عليها إلا اللهُ، كالذين يتوكلونَ على الأمواتِ والطواغيتِ في رجاءِ مطالبهم من النصرِ والحفظِ والرزقِ والشفاعةِ، فهذا شركٌ أكبرُ، فإن هذه الأمورَ ونحوها لا يقدرُ عليها إلا الله ُتباركَ وتعالى. الثاني: التوكلُ في الأسبابِ الظاهرةِ العاديةِ، كمن يتوكلُ على أميرٍ أو سلطانٍ فيما جعلَهُ اللهُ بيدِه من الرزقِ أو دفعِ الأذى ونحو ذلك، فهذا نوعُ شركٍ خفي؛ ولهذا قال طائفةٌ من أهلِ العلمِ: إذا قال: (توكلتُ على اللهِ وعليكَ) فإنَّ هذا شركٌ أصغرُ؛ ولهذا قالوا لا يجوزُ أنْ تقول: (توكلتُ على اللهِ ثَّم عليكَ) لأنَّ المخلوقَ ليسَ له نصيبٌ مِنَ التوكلِ.
سبحان ربي! تأمل هذه الجملة البسيطة "الحمد لله كثيرا" لكن معناها عظيمًا، وأجرها أعظم.. النبي صلى الله عليه وسلم قال "قال رجل الحمد لله كثيرا فأعظمها الملك أن يكتبها فراجع فيها ربه عز وجل فقال اكتبها كما قال عبدي كثيرا" [رواه الطبراني وحسنه الألباني].. تعالوا نتعلم كيف نشكر نعمة الله علينا، لأن هذا هو طريق الوصول إلى الله جل وعلا... فالطريق إلى الله لا يقطَع بالأقدام وإنما تقطعه بقلبك، وقلبك لن يتحرك تجاه ربك إلا إذا استشعر مدى نعمة الله عليه.
رؤيا عن بلاد الشام - الحمد لله الحمد لله كثيرًا | منتدى الرؤى المبشرة
نعمة التوبة.. ما أعظم أن يمنّ الله عليك بالتوبة وينجيك من وحل الذنوب والمعاصي، فتتغير حياتك ويبدلك الله خيرًا عن كل ما تركته لأجله سبحانه.. وكم من رسالة قد أرسلها الله عز وجل ليوقظك من الغفلة، سواءًا عن طريق آيات القرآن أو الرؤى أو المواقف التي تمر بها في حياتك فتنبهك موت صديق، تجارب الفشل والكرب، فتكون هذه النعمة سببًا في معرفتك بالله عز وجل وتجعلك أكثر قربًا من ذي قبل.. فالحمد لله كثيرا. قال تعالى {وَإِن تَعدّوا نِعمَةَ اللَّهِ لَا تحصوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفورٌ رَحِيمٌ} [النحل: 18].. فمهما حاولنا أن نعدد نعم الله عز وجل علينا، لن نستطيع أن نحصيها كثرة.. فابحث عن هذه النعم وعددها واشكر الله عليها. وإليك بعض الواجبات العمَليَّة لتحمَد الله على نعمه: 1) كثرة حمد الله عز وجل.. قال أعرابيًا للنبي صلى الله عليه وسلم علمني دعاء لعل الله أن ينفعني به، قال "قل اللهم لك الحمد كله وإليك يرجع الأمر كله" [رواه البيهقي وحسنه الألباني].. فإن لم تستطع أن تحفظ جميع صيغ الحمد التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم، فيكفي أن تحمد الله علي ما وهبك من النعم ولكن مع ذكر النعمة حتي لا تكون مجرد كلمة نرددها على ألسنتنا.. وستجد أنك بدأت تتحدث بالنعمة وتشعر بها من داخلك فتحمد الله عليها.
الحمد لله كثيرا - الكلم الطيب
الحمد لله كثيرا - YouTube
الحمد لله حمدا كثيرا على نعمه ، جملة مثبتة او منفية - المتصدر الثقافي
خذ ما أتيتك وكن من الشاكرين.. كن دائمًا أبدًا شاكرًا لأنعم الله،، فاللهم لك الحمد كله وإليك يرجع الأمر كله،،
2) كشكول النعم.. داوم على كتابة النعم التي تشعر بها تجاه ربك سبحانه وتعالي.. والهدف هو أن نحبب الله عز وجل إلى قلوب العباد. 3) التخلص من صفة الكنود.. قال تعالى {إِنَّ الإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنودٌ} [العاديات: 6].. والكنود هو الذي يعدد المصائب وينسى النعم، كحال أغلب الناس الذين يعتقدون إن كثرة الشكوى ستقيهم من شر الحسد.. فإياك أن تعدد المصائب وتنسى النِعم. 4) إياك أن تنسب النعم إلى نفسك.. فيكون حالك كحال قارون، الذي {قَالَ إِنَّمَا أوتِيته عَلَى عِلمٍ عِندِي.. } [القصص: 78].. فكان مصيره كما قال تعالى {فَخَسَفنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرضَ فَمَا كَانَ لَه مِن فِئَةٍ يَنصرونَه مِن دونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المنتَصِرِينَ} [القصص: 81] 5) تذكر إنك ستسأل عن كل هذه النِعم.. قال تعالى {ثمَّ لَتسأَلنَّ يَومَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} [التكاثر: 8].. فهذا سيدفعك لأن تشكر نعم الله عليك. 6) كثرة الدعاء بأن يجعلك الله شاكرًا له.. كما أوصى النبي صلى الله عليه وسلم معاذ قائلاً " فلا تدع أن تقول في دبر كل صلاة رب أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك" [رواه أحمد وصححه الألباني] 7) سجدة شكر.. النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أتاه أمر يسره أو يسر به خر ساجدًا شكرا لله تبارك وتعالى [رواه ابن ماجه وحسنه الألباني].. وهذه تكون سجدة حب، فتعدد نعم الله عليك وأنت ساجد لخالقك سبحانه، فتحمده عليها وتناجيه بها.. فتجعلك تقطع المسافات التي تفصل بينك وبين ربك وتدخلك رياض محبته جل وعلا.