وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (116) ( وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله) عن دين الله ، وذلك أن أكثر أهل الأرض كانوا على الضلالة ، وقيل: أراد أنهم جادلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين في أكل الميتة ، وقالوا: أتأكلون ما تقتلون ولا تأكلون ما قتله الله عز وجل؟ فقال: ( وإن تطع أكثر من في الأرض) أي: وإن تطعهم في أكل الميتة يضلوك عن سبيل الله ، ( إن يتبعون إلا الظن) يريد أن دينهم الذي هم عليه ظن [ وهوى] لم يأخذوه عن بصيرة ، ( وإن هم إلا يخرصون) يكذبون.
&Quot;وان تطع اكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله&Quot; خالد الجليل - Youtube
فأهل العقائد الفاسدة في أمر الإلهية: كالمجوس ، والمشركين ، وعبدة الأوثان ، وعبدة الكواكب ، والقائلين بتعدد الإله ؛ وفي أمر النبوة: كاليهود والنصارى ؛ [ ص: 25] وأهل القوانين الجائرة من الجميع ، وكلهم إذا أطيع إنما يدعو إلى دينه ونحلته ، فهو مضل عن سبيل الله ، وهم متفاوتون في هذا الضلال كثرة وقلة ، واتباع شرائعهم لا يخلو من ضلال وإن كان في بعضها بعض من الصواب ، والقليل من الناس من هم أهل هدى ، وهم يومئذ المسلمون ، ومن لم تبلغهم دعوة الإسلام من الموحدين الصالحين في مشارق الأرض ومغاربها الطالبين للحق.
وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله - الشيخ عبد العزيز السعيد - Youtube
الاتباع يكون عن بينة.
ويقول النبي -صلى الله عليه وسلم- مبيناً كثرة البدع والمحدثات في آخر الزمان وكثرة أتباعها: " فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ، تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ " [أبوداود (4607)]. أيها الناس: لقد مضت سنة الله -سبحانه وتعالى- في الناس أن يكون أهل الهداية قلة، وأهل الضلالة كثرة، ( وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) [هود: 119]. فعلينا أن نتفكر في هذه الحقيقة الإلهية، ونتتبع شواهدها في التاريخ والواقع، فإنها من أعظم الحوافز التي تدعو إلى التمسك بالهداية، والتشبث بأسبابها، والحذر من عوامل سلبها، فالذي يعلم أنه بالإيمان الله والتمسك بدينه قد التحق بالموكب الكريم الخالص من المؤمنين الصالحين، وانتمى إلى الصفوة المختارة القليلة من عباد الله المتقين، فإنه سيعمل بأقصى جهده ليتبوأ أفضل مقعد في هذا الموكب القليل، ويحاول دائماً أن يكون الأول بين هؤلاء القليل، ويجاهد نفسه ويحملها على الأحسن والأصوب، حتى يدرك من المراتب ما لا يشاركه فيه إلا القليل من القليل.
ويفسر أيضاً هذا الحديث بأن الله يبعد عن العبد بعض الأشياء التي يريدها العبد ولكن في قربها شر كبير له، فيعتقد العبد أن الله لا يحبه، ولكن هذا غير صحيح لأن ذلك دليل كبير على محبة الله للعبد لأنه ابعد عنه الشر الذي كان يقرب منه. علامات محبة الله للعبد. من علامات محبة الله للعبد هي أن يتبع المسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما قال الله سبحانه وتعالى في واصفاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم:( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم)، وتدل هذه الآية على محبة الله للمؤمنين المتواضعين لهم ولحبهم لدين الله عز وجل. كما وصف الله تعالى العباد الذي يحبهم قائلاً بأنهم متواضعون، ولا يتكبروا على بعضهم، فقال الله تعالى في آية أخرى( يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم). من محبة الله للعبد أن يجعله مقبول بين الناس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا أحب الله العبد نادي جبريل: إن الله يحب فلاناً فأحبه، فيحبه جبريل، فينادي جبريل في أهل السماء إن الله يحب فلاناً فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض).
علامات حب الله تعالى للعبد وعلامات حب العبد لله - جريدة الوطن
[١٩]
حُسن تدبير الله تعالى للعبد
يجعل الله -تعالى- العبد مشغولاً بعبادته، ويُشغل لسانَه بذِكره، ويُشغل جوارحه بطاعته وعبادته، ويكون همّه نيل رضوان الله -تعالى-، ومن ذلك اصطفاء الله -تعالى- لأنبيائه إبراهيم وموسى -عليهما السلام-. [٢٠]
موافقة العبد لله فيما يقول من كلام وأحكام
ويكون ذلك تأييداً من الله -تعالى- للعبد، ومثال ذلك ما حدث في شروط صلح الحديبية التي ظنّها المسلمون شرّاً لهم، واعتقدوا أنّها تضعهم في موقف ضَعف، إلّا أنّ الله أيَّدَّ نبيه ونصره وكان هذا الصلح خيراً لهم، وكان كلام أبي بكر -رضي الله عنه- مُوافقاً لكلام الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-، وهذا من توفيق الله وحبّه له. [٢٠]
قراءة العبد للقرآن بتدبُّر
يقرأ المسلم القرآن ؛ لأنّ الغاية والهدف من قراءته فهمُ معانيه، ومناجاة الله -تعالى- من خلاله، واستجلاب مَحبّته، كتكرار أحد الصحابة -رضي الله عنهم- لسورة الإخلاص؛ نظراً لحبّه إيّاها. علامات حب الله تعالى للعبد وعلامات حب العبد لله - جريدة الوطن. [٢١] [٢٢]
وقد ورد ذلك عن عائشة -رضي الله عنها-: (أنَّ النبيَّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- بَعَثَ رَجُلًا علَى سَرِيَّةٍ، وكانَ يَقْرَأُ لأصْحَابِهِ في صَلَاتِهِمْ فَيَخْتِمُ بقُلْ هو اللَّهُ أحَدٌ، فَلَمَّا رَجَعُوا ذَكَرُوا ذلكَ للنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: سَلُوهُ لأيِّ شيءٍ يَصْنَعُ ذلكَ؟، فَسَأَلُوهُ، فَقالَ: لأنَّهَا صِفَةُ الرَّحْمَنِ، وأَنَا أُحِبُّ أنْ أقْرَأَ بهَا، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أخْبِرُوهُ أنَّ اللَّهَ يُحِبُّهُ).
بتصرّف. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 2685، صحيح. ↑ ابن قدامة المقدسي (1978)، مختصر منهاج القاصدين ، دمشق: مكتبة دار البيان، صفحة 349. بتصرّف. ↑ أبو حامد الغزالي، إحياء علوم الدين ، بيروت: دار المعرفة، صفحة 329، جزء 4. بتصرّف. ↑ "معنى الإحْسَان لغةً واصطلاحًا" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 8-4-2020. بتصرّف. ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 2396، حسن. ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 1704 ، صحيح. ^ أ ب محمد المنجد، دروس الشيخ محمد المنجد ، صفحة 5-9، جزء 62. بتصرّف. ^ أ ب رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين ، الصفحة أو الرقم: 7375، صحيح. ^ أ ب ت ث "من أسباب محبة الله للعبد (1 – 2)" ، ، 22-8-2013، اطّلع عليه بتاريخ 31-3-2020. بتصرّف. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6502، صحيح. ↑ سورة البقرة، آية: 152. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2736، صحيح. ^ أ ب ابن قيم الجوزية (1996)، مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين (الطبعة الثالثة)، بيروت-لبنان: دار الكتاب العربي، صفحة 8-9، جزء 3.