قصة سورة البقرة من القصص الفريدة والتي تعلمنا الكثير من الأمور المهمة، أهمها أن يمتثل الإنسان لأوامر الله، دون جدل في الأمور الثابتة من الدين، فنحن مأمورون بطاعة جميع أوامر الله كما أنزلت؛ لأن الله عز وجل أعلم بما هو أنفع للإنسان، وما فيه الخير له في حياته كلها، فهو من خلقنا وهو العالم بتدبير شؤوننا. كما تعلمنا أن الإنسان لا بد وأن يدفع ثمن أفعاله بحسب نوعها، فمن فعل الخير وسعى إليه، لا بد وأن يأتي الوقت الذي يحصد فيه نتيجة سعيه ذلك، ومن هم بفعل أمر من الأمور التي نهى الله عنها، لا بد وأن يأتي الوقت الذي يدفع فيه ثمن أفعاله تلك، حتى وإن تأخر موعدها، فإن ربك لبالمرصاد ولا بد وأن يحاسب كل فرد بما فعل، وأن يكشف الأسرار مهما طال غموضها.
قصه سوره البقره للاطفال
تقدم موسوعة إليك عزيزي القارئ قصة سورة البقرة وهي ثاني سورة بالمصحف الشريف بعد سورة الفاتحة، قيل عنها أنها فسطاط القرآن لعظمتها وكثرة فضلها ومواعظها، وهي أطول سورة في القرآن الكريم حيث تتكون من جزأين ونصف تقريباً، كما أنها تشتمل على ألف أمر وألف نهي، ألف حكم وألف خبر. قصه وردت في سوره البقره. وقد سميت بالبقرة لأنها تضمنت قصة بقرة بني إسرائيل في الآيات من 67 إلى 73، وهو ما سنعرضه في السطور التالية كما سنذكر فضل قراءة سورة البقرة على نفس المسلم وبيته. هي أول سورة نزلت في المدينة بعد هجرة النبي محمد_صلى الله عليه_وسلم إليها، وقد كان في بني إسرائيل رجلاً صالحاً يملك بقرة وكان يرعاها ويربيها، يتركها تأكل من المروج الخضراء، ويحافظ عليها ليتركها إرثاً لابنه بعد موته وكان دائماً يستودعها الله ويدعوه لحمايتها وبعد موته بقيت تلك البقرة لابنه. تبدأ أحداث القصة عندما قتل شاب فاسد عمه الغني العقيم ليرثه، ثم قام بإلقاء جثته أمام بيت واحد من بني إسرائيل واتهم صاحب البيت بقتل الرجل. بدأ الرجل بالدفاع عن نفسه هو وأهله وإنكار قيامه بالقتل، فأشار عليهم أحدهم بالذهاب لنبي الله موسى وطلبوا منه أن يساعدهم لإيجاد القاتل، فأوحى الله لموسى بذبح بقرة وضرب المقتول بلحمها حتى يصحو ويشهد بالقاتل الحقيقي، يقول تعالى في سورة البقرة الآية67(وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تَذْبَحُوا بَقَرَةً ۖ قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا ۖ قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ).
العجل في كل زمان: القَصَص القرآني لم يُذكر عبثاً ، ولا لمجرد سرد الأحداث والتاريخ، بل لأجل أن يأخذ كل مسلمٍ منه العبرة والعِظة ، فعجل بني إسرائيل هو دلالةٌ على كل ما يعبد من دون الله، أو يُبعد عن الله، كالمال، وحب الرئاسة والجاه، وما شابه. فليحذر المسلم أن يقلد بني إسرائيل بعبادة عجل هذه الأمة، أيْ الدنيا، أو يتنافسوا فيها. وللعلم ورد لفظ ( العجل) في آيتين أخريين في القرآن الكريم بمعنىً آخر تماماً، هما الآيتان: 69 من سورة هود ، والآية 26 من سورة الذاريات، حيث وردت فيهما بمعنى العجل الحنيذ الذي شواه سيدنا ابراهيم عليه السلام إكراماً لضيوفه قبل أن يعلم أنهم من الملائكة.