والمكر: خدالة الساق. وامرأة ممكورة الساقين. والمكر: ضرب من الثياب. ويقال: بل هو المغرة; حكاه ابن فارس. وقيل: " مكر الله " إلقاء شبه عيسى على غيره ورفع عيسى إليه ، وذلك أن اليهود لما اجتمعوا على قتل عيسى دخل البيت هاربا منهم فرفعه جبريل من الكوة إلى السماء ، فقال ملكهم لرجل منهم خبيث يقال له يهوذا: ادخل عليه فاقتله ، فدخل الخوخة فلم يجد هناك عيسى وألقى الله عليه شبه عيسى ، فلما خرج رأوه على شبه عيسى فأخذوه وقتلوه وصلبوه. ثم قالوا: وجهه يشبه وجه عيسى ، وبدنه يشبه بدن صاحبنا; فإن كان هذا صاحبنا فأين عيسى وإن كان هذا عيسى فأين صاحبنا فوقع بينهم قتال فقتل بعضهم بعضا; فذلك قوله تعالى: ومكروا ومكر الله. وقيل غير هذا على ما يأتي. ومكروا ومكر ه. والله خير الماكرين اسم فاعل من مكر يمكر مكرا. وقد عده بعض العلماء في أسماء الله تعالى فيقول إذا دعا به: يا خير الماكرين امكر لي. وكان عليه السلام يقول في دعائه: ( اللهم امكر لي ولا تمكر علي). وقد ذكرناه في الكتاب الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى ، والله أعلم. تفسير الطبري
القول في تأويل قوله: وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (54) قال أبو جعفر: يعني بذلك جل ثناؤه: ومكر الذين كفروا من بني إسرائيل، وهم الذين ذكر الله أنّ عيسى أحسّ منهم الكفر.
- موقع هدى القرآن الإلكتروني
- القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة آل عمران - الآية 54
- القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة آل عمران - الآية 54
- ( ومكروا ومكر الله ) - ملتقى أهل التفسير
موقع هدى القرآن الإلكتروني
والممكورة من النساء الملتفة والمكر طين أحمر شبيه بالمغرة. وثوب ممكور إذا صبغ بذلك الطين. والمكر الاحتيال على العبد، لالتفاف المكروه عليه. وحد المكر: خب ء يختدع به العبد لايقاعه في الضر. والفرق بين المكر والحيلة أن الحيلة قد تكون، لاظهار ما تعسر من الفعل من غير قصد إلى الاضرار بالعبد. والمكر حيلة على العبد توقعه في مثل الرهق. 1 - سورة البقرة آية: 194. 2 - سورة النور آية: 37. 3 - سورة النحل آية: 30. 4 - سورة القيامة آية: 22 - 25. 5 - اللسان (زنا)، (دان) وجمهرة الأمثال للعسكري: 169 وغيرها وقد نسبه في اللسان إلى خويلد بن نوفل الكلابي. وقيل: هو لبعض الكلابيين. وقيل: ليزيد بن الصعق الكلابي. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة آل عمران - الآية 54. وقد مر البيت في 1: 36 وروايته هناك (بأنك ما تدين تدان). وروايته اللسان: يا حار أيقن أن ملكك زائل * واعلم بأن كما تدين تدان وحار: ترخيم حارث. والمخاطب هنا الحارث بن أبي شمر الغساني وكان قد اغتصب ابنة الشاعر فخاطبه في قصيدة منها هذا البيت.
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة آل عمران - الآية 54
* * * وكان مكرهم الذي وصفهم الله به، مُواطأة بعضهم بعضًا على الفتك بعيسى وقَتْله، وذلك أن عيسى صلوات الله عليه، بعد إخراج قومه إياه وأمّه من بين أظهُرِهم، عاد إليهم، فيما:- 7131 - حدثنا محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي: ثم إن عيسى سار بهم = يعني: بالحواريين الذين كانوا &; 6-454 &; يصطادون السمك، فآمنوا به واتبعوه إذ دعاهم = حتى أتى بني إسرائيل ليلا فصَاح فيهم، فذلك قوله: فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ الآية [سورة الصف: 14]. * * * وأما مكر الله بهم: فإنه - فيما ذكر السدي - إلقاؤه شبَه عيسى على بعض أتباعه حتى قتله الماكرون بعيسى، وهم يحسبونه عيسى، وقد رفع الله عز وجل عيسى قبل ذلك، كما:- 7132 - حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال: حدثنا أسباط، عن السدي: ثم إن بني إسرائيل حَصروا عيسى وتسعةَ عشر رجلا من الحواريِّين في بيت، فقال عيسى لأصحابه: من يأخذ صورتي فيقتل وله الجنة؟ فأخذها رجل منهم، وصُعِد بعيسى إلى السماء، فذلك قوله: " ومكرُوا ومكر الله والله خير الماكرين ". فلما خرج الحواريون أبصرُوهم تسعةَ عشر، فأخبروهم أن عيسى قد صُعد به إلى السماء، فجعلوا يعدّون القوم فيجدُونهم ينقصون رجلا من العِدّة، ويرون صورةَ عيسى فيهم، فشكُّوا فيه.
القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة آل عمران - الآية 54
وعلى ذلك قتلوا الرجل وهم يُرَوْن أنه عيسى وصَلبوه، فذلك قول الله عز وجل: وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ [سورة النساء: 157]. * * * وقد يحتمل أن يكون معنى " مكر الله بهم "، استدراجُه إياهم ليبلغ الكتاب أجله، كما قد بينا ذلك في قول الله: اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ [سورة البقرة: 15]. (2) ----------------------- الهوامش: (2) انظر ما سلف 1: 301-306.
( ومكروا ومكر الله ) - ملتقى أهل التفسير
هذا في قوم صالح، كان في المدينة التي كان يدعو الناس فيها إلى الله تسعة رهط- أي: أنفار- {تقاسموا بالله لنبيتنه وأهله} [النمل: 49]؛ يعني: لنقتلنه بالليل، {ثم لنقولن لوليه ما شهدنا مهلك أهله وإنا لصادقون} [النمل: 49]؛ يعني: أنهم قتلوه بالليل؛ فما يشاهدونه. لكن مكروا ومكر الله! قي {ومكرا}:ما خرجوا ليقتلوه، لجؤوا إلى غار ينتظرون الليل؛ انطبق عليهم الغار، فهلكوا، وصالح وأهله لم يمسهم سوء، فيقول الله: {ومكروا مكرًا ومكرنا مكرًا}. * {ومكرا}: في الموضعين منكرة للتعظيم؛ أي: مكروا مكرًا عظيمًا، ومكرنا مكرًا أعظم. الآية الرابعة: في الكيد، وهي قوله: {إنهم يكيدون كيدًا وأكيد كيدًا} [الطارق: 15- 16]. * {إنهم} ؛ أي: كفار مكة، {يكيدون} للرسول صلى الله عليه وسلم {كيدًا} لا نظير له في التنفير منه ومن دعوته، ولكن الله تعالى يكيد كيدًا أعظم وأشد. * {ليثبتوك} ؛ يعني: كيدًا أعظم من كيدهم. ومن كيدهم ومكرهم ما ذكره الله في سورة الأنفال: {وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك} [الأنفال: 30]: ثلاثة آراء. 1- {ليثبتوك} ؛ يعني: يحبسوك. ( ومكروا ومكر الله ) - ملتقى أهل التفسير. 2- {يقتلوك} ؛ يعني: يعدموك. 3- {يخرجوك} ؛ يعني: يطردوك. وكان رأي القتل أفضل الآراء عندهم بمشورة من إبليس؛ لأن إبليس جاءهم بصورة شيخ نجدي، وقال لهم: انتخبوا عشرة شبان من عشر قبائل من قريش، وأعطوا كل واحد سيفًا ثم يعمدون إلى محمد صلى الله عليه وسلم، فيقتلونه قتلة رجل واحد، فيضيع دمه في القبائل؛ فلا تستطيع بنو هاشم أن تقتل واحدًا من هؤلاء الشبان وحينئذ يلجئون إلى الدية، فتسلمون منه.
[التوحيد للشيخ الصدوق، ص163]
إذن يختصّ المكر الإلهي بمن يمكر ويحتال مع الله سبحانه ويعتبر جزاءً مناسباً لعملهم. وهذا المكر له درجات ويجب أن لا يرى أي شخص نفسه في أمان من مكر الله سبحانه؛ لأن النفس البشريّة محتالة جدّاً، قال تعالى: {أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُون} [سورة الأعراف، 99]
كمثال على ما نقول عندما يقوم الفرد بأعماله الدينية يرى نفسه أفضل من الآخرين ويريد أن يجعل من هذه الأعمال فخّاً لصيد الآخرين وجذبهم وبهذا يتصوّر بأنه يخدع الله سبحانه، فجزاء الله سبحانه يتمّ بإيكاله إلى نفسه وعدم منعه من هذا المكر بشتى الوسائل وعدم إيقاظه من سبات الغفلة، فهذا هو المكر الإلهي الحسن الذي هو في الواقع جزاء المكر، أما مكر الإنسان فله أصول في الشر. ففي الواقع نفس مكر الفرد يعود بتبعاته عليه وهذا هو معنى مكر الله. ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين. بعض العلماء شبّه أفعال الله سبحانه في مقابل الإنسان بالشمس التي تشع على الجميع بمستوىً واحد لكن لو منع جسم ما نور الشمس يتكون الظلّ، فلو حرّكنا هذا الجسم يمنةً ويسره يتحرك الظل معه تباعاً فأنانية الإنسان كالجسم المظلم في مقابل نور الله سبحانه، فهي التي تجلب الظلمة (كالعذاب وغيره) فلو لم يكن لهذه الأنانية وجود لا يكون فعل الله سبحانه في قبال هذا الشخص إلّا هداية ومحبة كما يفعل الله سبحانه بعباده المخلصين الذين لا تسلط للشيطان عليهم.