قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنتُكُمْ عَلَىٰ أَخِيهِ مِن قَبْلُ ۖ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا ۖ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (64) قوله تعالى: قال هل آمنكم عليه إلا كما أمنتكم على أخيه من قبل أي قد فرطتم في يوسف فكيف آمنكم على أخيه!. فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين نصب على البيان ، وهذه قراءة أهل المدينة وأبي عمرو وعاصم. و الله خير حافظا. وقرأ سائر الكوفيين حافظا على الحال. وقال الزجاج: على البيان; وفي هذا دليل على أنه أجابهم إلى إرساله معهم; ومعنى الآية: حفظ الله له خير من حفظكم إياه. قال كعب الأحبار: لما قال يعقوب: فالله خير حافظا قال الله تعالى: وعزتي وجلالي لأردن عليك ابنيك كليهما بعدما توكلت علي
- الله خير حافظا - موضوع
- الله خير حافظ - الطير الأبابيل
الله خير حافظا - موضوع
دخل المهدي الخليفة العباسي مسجد الرسول -عليه الصلاة والسلام- وفي المسجد أكثر من خمسمائة من طلبة الحديث والعلماء وأهل المدينة، فقام الناس جميعاً إلا ابن أبي ذئب وهو أحد العلماء من رواة البخاري ومسلم، فقال الخليفة المهدي العباسي: يا ابن أبي ذئب! قام الناس لي جميعاً إلا أنت لم تقم! الله خير حافظا وهو. قال: والله الذي لا إله إلا هو لقد أردت أن أقوم لك، فلما تهيأت للقيام تذكرت قوله تعالى: ( يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ) [المطففين:6]، فتركتُ هذا القيام لذاك اليوم. فقال الخليفة: والله يا ابن أبي ذئب ما بقِيَتْ في رأسي شعرة إلا قامت. ثم انصرف من عنده والناس من حوله في دهشةٍ وذهول!. عباد الله: وَمَن حفظ الله فلا يخاف على أولاده وذريته، ولا المستقبل المجهول الذي ينتظرهم من بعده، فبسبب صلاحه وتقواه فإن الله يحفظ ذريته، قال تعالى: ( وليَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُواْ عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُواّ اللَّهَ وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً) [النساء:9]. فلنحفظ الله بصدق وعزيمةٍ، ولْنكثر مما كان يدعو به النبي صلى الله عليه وسلم كل صباح ومساء: " اللهم إني أسألك العفو والعافية، في ديني ودنياي وآخرتي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي، وآمِنْ رَوعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي، وعن يميني وعن شمالي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي " رواه أبو داود وصححه الألباني.
الله خير حافظ - الطير الأبابيل
أيها المؤمنون عباد الله: ما أكثر الفتن والمصائب والابتلاءات التي تعصف بالمسلم في حياته! والتي يحتاج معها إلى قوة تسنده وتقف بجانبه، وتحفظه، وتؤمِّن خوفه، وتهدئ من روعه, يأنس بها، ويتفاءل بوجودها، ويركن إليها, وليس هناك قوة في الدنيا أكبر ولا أعظم من قوة الله التي يحفظ بها عباده؛ فالأموال لا تنفع ولا تحفظ صاحبها ولو كان أغنى الناس، قال تعالى عن قارون الذي ملَك خزائن الأرض من الذهب والفضة: ( فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ) [القصص:81]، والجاه والسلطان والأتباع قد لا يكونون سبباً في حفظ العبد، وتأمين خوفه، وجلب السعادة والحياة الطيبة له؛ والحسب والنسب لا يغنى عن صاحبه شيئا.
قال بعض أهل التفسير: سمِعَت الملائكة قول يونس بن متى وهو في الظلمات: ( لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) [الأنبياء:87] فبكوا وقالوا: يا رب! الله خير حافظا - موضوع. عرفنا الصوت، ولكن لا ندري أين يونس؟ الملائكة لا تعرف في أي قارة هو أو في أي بحر أو محيط! لكن الواحد الأحد يدري أين هو، ( وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) [الأنعام:59]، فماذا كانت النتيجة؟ لقد حفظه الله ونجَّاه، قال تعالى: ( فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ) [الأنبياء:88]. وحفظ الله يوسف عليه السلام لما ضاع وألقي في غيابت الجب، وقال إخوته لأبيهم أكله الذئب، فقال يعقوب عليه السلام: ( فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) [يوسف:64]، وتذكر أن الفرقة حلت بينه وبين ابنه الحبيب، وتذكر أن فلذة كبده لا يدري هل يعود أم لا؟! فقال: ( فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) [يوسف:64].