طالعي للأهمية جواب السؤال رقم ( 196054). وتحسن مطالعة كتاب "أخلاق أهل القرآن" للآجري رحمه الله تعالى. وكتاب "التبيان في آداب حملة القرآن" للنووي رحمه الله تعالى. والله أعلم.
- وجوب العمل بالقرآن
- تحميل كتاب العمل بالقرآن الكريم بين الترغيب والترهيب PDF - مكتبة نور
- كتب العمل بالقرآن الكريم - مكتبة نور
وجوب العمل بالقرآن
( وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ) محمد (8 – 9). قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
" فمن أبغض شريعة الرسول عليه الصلاة والسلام، أو أبغض شعيرة من شعائر الإسلام، أو أبغض أي طاعة مما يتعبد به الناس في دين الإسلام فإنه كافر، خارج عن الدين لقول الله تعالى: ( ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ). ولا حبوط للعمل إلا بالكفر، فمن كره فرض الصلوات فهو كافر ولو صلى، ومن كره فرض الزكاة فهو كافر ولو زكى " انتهى. "تفسير جزء عمّ" (ص 334). وجوب العمل بالقرآن. الركن الثاني:
أن يعمل بأوامره قدر استطاعته ويجتنب نواهيه. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ( دَعُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ، إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِسُؤَالِهِمْ وَاخْتِلاَفِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ، فَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَاجْتَنِبُوهُ، وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ) رواه البخاري (7288) ومسلم (1337). وقد فصلت السّنة أوامر القرآن وبينت الواجب منها والنافلة، فإذا اقتصر المسلم على الواجبات مع اجتناب المحرمات فقد فاز.
تحميل كتاب العمل بالقرآن الكريم بين الترغيب والترهيب Pdf - مكتبة نور
أيها المسلمون.. لقد أثمرت التوجيهات النبوية المباركة جيلاً من الصحابة الكرام يقرؤون القرآن ويفهمونه ويعملون به.
كتب العمل بالقرآن الكريم - مكتبة نور
هرعوا - رضي الله عنهم - مباشرة إلى العمل والتطبيق امتثالاً للأمر واجتناباً للنهي، وأهرقوا دنان الخمر وما رجعوا إليها أبداً. 6- وعن عائشةَ - رضي الله عنها - قالت: «يَرْحَمُ اللهُ نِسَاءَ المُهَاجِرَاتِ الأُوَلِ، لمَّا أَنْزَلَ اللهُ: ﴿ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ﴾ [النور: 31]. كتب العمل بالقرآن الكريم - مكتبة نور. شَقَقْنَ مُرُوطَهُنَّ [12] فاخْتَمَرْن بِهَا [13] » [14]. وفي روايةٍ أُخرى تقولُ عائِشَةُ - رضي الله عنها -: «أَخَذْنَ أُزْرَهُنَّ فَشَقَّقْنَهَا مِنْ قِبَلِ الحَوَاشِي، فَاخْتَمَرْنَ بِهَا» [15]. وعن أُمِّ سَلَمَةَ - رضي الله عنها - قالت: «لَمَّا نَزَلَتْ: ﴿ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلاَبِيبِهِنَّ ﴾ [الأحزاب: 59]، خَرَجَ نِسَاءُ الأَنْصَارِ كَأَنَّ على رُؤُوسِهِنَّ الغرْبَانُ مِنَ الأَكْسِيَةِ» [16]. وهكذا كانت نساؤهم؛ كرجالهم، يُسارعن إلى امتثال أمرِ الله تعالى: ﴿ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ﴾ [النور: 31]، وأمرِه تعالى: ﴿ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلاَبِيبِهِنَّ ﴾ [الأحزاب: 59]. فلا ينتظرن شراء خُمُرٍ جديدة، ولا ينتظرن العودة للمنازل، بل يسارعن فيشققن مروطهن ويلقينها على جيوبهن رضي الله عنهن ورضي الله عنهم أجمعين.
[١١] وتدبر القرآن سنة نبوية تنعكس على صاحبها بالقلب المنشرح والعلمٍ الوافر، [١٢] فالتَّدبر منزلةٌ أعلى من مجرد القراءة والحفظ وتحتاج إلى إعمال للعقل والقلب عند الوقوف على آيات الله -تعالى-. وترك التَّدبر للقرآن الكريم علامةٌ من علامات القلب المُقْفَل لقوله -تعالى-: ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾ ، [١٣] وقد كان -عليه الصلاة والسلام- يُطَبق التَّدبر بشكلٍّ عَمليٍّ في صلاته. تحميل كتاب العمل بالقرآن الكريم بين الترغيب والترهيب PDF - مكتبة نور. فقد كان النبي -عليه الصلاة والسلام- كما روى حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه-: ( إذَا مَرَّ بآيَةٍ فِيهَا تَسْبِيحٌ سَبَّحَ، وإذَا مَرَّ بسُؤَالٍ سَأَلَ، وإذَا مَرَّ بتَعَوُّذٍ تَعَوَّذَ). [١٤]
تطبيق أحكامه
يقول الله -تعالى-: ﴿الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ أُوْلَـئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمن يَكْفُرْ بِهِ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾ ، [١٥] وقد فسَّر عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- الآية السابقة فقال: "والذي نفسي بيده إنّ حق تلاوته أن يحل حلاله ويحرم حرامه". [١٦] فبيَّن أنَّ حق تلاوة القرآن تكون بالعمل بما دلَّ عيله من الحلال واجتناب ما دلَّ عليه من الحرام.
فيقول -صلى الله عليه وسلم-: (تَعاهَدُوا القُرْآنَ، فَوالذي نَفْسِي بيَدِهِ لَهو أشَدُّ تَفَصِّيًا مِنَ الإبِلِ في عُقُلِها) ، [٤] ومعنى تفصّياً أيّ تفلتاً وخروجه من صاحبه بمعنى نسيانه. [٥] وكان السابقون من الصحابة يتعلمون عشر آياتٍ فقط في كلّ مرةٍ، ليسهُل عليهم العمل بها وتطبيقها واتقانها ويستمروا في التدبر والحفظ. [٦] وقد علم السَّلف الصالح بأنَّ الشيطان يسعى لأنْ ينسوا ما حفظوا لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (بِئْسَ ما لأحَدِهِمْ يقولُ: نَسِيتُ آيَةَ كَيْتَ وكَيْتَ، بَلْ هو نُسِّيَ). [٧] [٨] ولذلك اجتهد الصحابة ومن تبعهم في قراءة القرآن وحفظه، حتى أنَّ أحدهم كان يقوم بالقرآن كله في ليلةٍ واحدة، وآخر يختم القرآن مرتين في كلّ يوم في رمضان. [٨] ولكننا اليوم ومع تقدم الحياة وتسارعها، وكثرة الإلتزامات التي تشغل الفرد فإن بإلتزام الورد اليومي يكون حسنًا، ويجعل قلب الإنسان متعلق بالقرآن، فقليل دائم خير من كثير منقطع. [٩]
حسن تدبره
يقول الله -تعالى-: ﴿كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ ، [١٠] ويُقصد بتدبر القرآن التأمل فيه والتَّفكر والتَّبصُر في معانيه وأحكامه وآياته.