انتهى من "الإحكام" (1/ 46).
ما هي الشريعة - موضوع
ربانية المصدر والغاية
المراد بربانية المصدر والغاية، أن مصدر الشريعة الإسلامية من الله تعالى، ومنتسب إلى رب الخلق والكون سبحانه، والهدف من أحكام الشريعة بلوغ رضاه، فالمسلم يستمد شرائعه المختلفة من مصدرين أصيلين، هما القرآن الكريم الذي أوحاه الله بحروفه، ثم السنة النبوية، وهي أقوال النبي – صلى الله عليه وسلم – وأفعاله وتقريراته التي أمر الله بالتأسي بها بقوله تعالى: {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} (الحشر: 7)، فالنبي يحمل رسالة الله إلى الناس، وما يقرره بقوله وفعله إنما هو بوحي الله وأمره { وما ينطق عن الهوى – إن هو إلا وحي يوحى} (النجم: 3 – 4). ما هي الشريعة - موضوع. ومن هذين المصدرين وتأسيساً على قواعدهما اشتق العلماء عدداً من المصادر الفرعية للشريعة كالإجماع والقياس والاستصحاب والاستحسان والعرف وغيرها. والخروج عن هذه المصادر إلى أحكام البشر إنما هو تحاكم إلى الهوى ومشاركة لغير الله في إحدى خصائصه تبارك وتعالى {ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين} (الأعراف: 54)، فكما خلق وحده فإنه يشرع وحده[6]. ويتفرع عن هذه الخاصية الأولى معنيان يجب الاعتبار بهما حين يطلق اللفظ:
1 – ربانية الغاية والوجهة، إشارة إلى أن الغاية من الإسلام حسن الصلة مع الله تعالى والحصول على مرضاته، فهذه هي غاية الإسلام وهي بالتالي غاية الإنسان ووجهة الإنسان ومنتهى أمله وسعيه في الحياة.
وقد أثر فيه الكثير من العلماء القدماء والمحدثين من أمثال الإمام الجويني في كتابيه البرهان والورقات وتابعه في ذلك تلميذه الغزالي في كتابه المستصفى في علم الأصول ومن المحدثين الشيخ الطاهر بن عاشور وعلال الفاسي وأحمد الريسوني. ما هي الشريعه الاسلاميه. مقاصد الشريعة الإسلامية في القرآن الكريم [ عدل]
إن النصوص القرآنية الدالة على تعليل أفعاله تعالى وأحكامه كثيرة، ولو كانت الأحكام غير معللة لكانت لهواً وعبثاً، وهو منزه عن ذلك عز وجل، يقول تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاء وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ﴾ (16) سورة الأنبياء، والقرآن يشير إلى المقاصد بالصيغ الآتية:
إما -بالنص على أنه من مقاصد الشريعة كذا... بلفظ الإرادة، كما في قول الله:﴿ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾البقرة 185. قال الإمام الطبري:"يريد الله بكم –أيها المؤمنون- التخفيف عليكم لِعِلمِه بمشقة ذلك عليكم في هذه الأحوال". [2]
صيغة من صيغ التعليل، وهي كثيرة منها:كي، لام التعليل، باء السببية فمثال"كي"قوله تعالى: ﴿لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُور﴾ الحديد23.