وحينها يفزع من في السماوات ومن في الأرض، وذلك إلا من شاء الله. وترى الجبال بمعنى تشاهد الجبال في وقت النفخة وتجدها ثانية وواقفة مكانها. مقالات قد تعجبك:
ولكن في الحقيقة هي تمر كالسحاب، وتشبه في ذلك المطر حينما يتم ضربه غي الريح، فهي تسير سيره. تفسير ابن كثير
كما أن ابن كثير أضاف في تفسير: وترى الجبال تحسبها جامدة. وهي تمر مر السحاب أي أنك تراها وكأنها ثابتة على ما كانت عليه، ولكنها تمر مر السحاب. أي أنها تزول عن أماكنها، وذلك ما أجمع عليه أغلب أصحاب التفسير في الماضي. وذلك بأن مرور الجبال مر السحاب هو بعض مما سوف يراه الإنسان يوم القيامة. وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن . [ النمل: 88]. الشبه بين الجبال والسحاب
قيل في تفسير: وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب أن شبه مر الجبال بمر السحاب بأنها تسير سيرًا وسطا. أو كام وضح الأعشى بأن مشيتها من بيت جارتها، تكون كما مر السحاب لا ريث ولا عجل. كما أن المشهور في وجه الشبه أن حال الجبال بشبه حال السحاب في تخلخل الأجزاء، بالإضافة إلى انتفاشها. معاني مفردات آية وترى الجبال تحسبها جامدة
بعد التعرف على تفسير: وترى الجبال تحسبها جامدة من سورة النمل، يجب علينا أن نسلط الضوء على معاني مفردات الآية لتفسيرها بشكل أوضح، وذلك فيما يلي:
ترى: معناها أي شاهد بعينيه ونظر وأبصر، والفاعل منها راءٍ.
- تفسير قوله تعالى : وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب
- وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن . [ النمل: 88]
- تفسير: وترى الجبال تحسبها جامدة - مقال
تفسير قوله تعالى : وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب
أى: في هذا اليوم الهائل الشديد، يفزع من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله، وترى الجبال الراسيات الشامخات، تَحْسَبُها جامِدَةً أى ثابتة في أماكنها، والحال أنها تمر في الجو مر السحاب، الذي تسيره الرياح سيرا حثيثا. وهكذا تصور الآيات الكريمة أهوال ذلك اليوم هذا التصوير البديع المعجز المؤثر، فالناس جميعا- إلا من شاء الله- فزعون وجلون، والجبال كذلك كأنها قد أصابها ما أصاب الناس، حتى لكأنها- وهي تسرع الخطا-. السحاب في خفته ومروقه وتناثره، ثم يعقب- سبحانه- على كل ذلك بقوله صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ. تفسير قوله تعالى : وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب. ولفظ صُنْعَ يجوز أن يكون منصوبا على الإغراء أى: انظروا صنع الله- تعالى- الذي أتقن كل شيء فقد أحسن- سبحانه- ما خلقه وأحكمه، وجعله في أدق صورة، وأكمل هيئة، وصدق الله- تعالى- إذ يقول وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً. قال صاحب فتح القدير: وانتصاب «صنع» على المصدرية، أى: صنع الله ذلك صنعا. وقيل هو مصدر مؤكد لقوله: وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ وقيل منصوب على الإغراء. وجملة: إِنَّهُ خَبِيرٌ بِما تَفْعَلُونَ تعليل لما قبله. أى: صنع الله ما خلقه على هذا الإحكام العجيب، والإتقان البديع، لأنه- سبحانه- خبير بما تفعلونه ومطلع على ما تخفونه وما تعلنونه.
وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن . [ النمل: 88]
والحالة الثالثة أن تصير كالهباء وذلك أن تتقطع بعد أن كانت كالعهن. والحالة الرابعة أن تنسف لأنها مع الأحوال المتقدمة قارة في مواضعها والأرض تحتها غير بارزة فتنسف عنها لتبرز ، فإذا نسفت فبإرسال الرياح عليها. والحالة الخامسة أن الرياح ترفعها على وجه الأرض فتظهرها شعاعا في الهواء كأنها غبار ، فمن نظر إليها من بعد حسبها لتكاثفها أجسادا جامدة ، وهي بالحقيقة مارة ، إلا إن مرورها من وراء الرياح كأنها مندكة متفتتة. والحالة السادسة أن تكون سرابا. فمن نظر إلى مواضعها لم يجد فيها شيئا منها كالسراب قال مقاتل: تقع على الأرض فتسوى بها. ثم قيل هذا مثل ، قال الماوردي: وفيهما ضرب له ثلاثة أقوال:أحدها: أنه مثل ضربه الله تعالى للدنيا يظن الناظر إليها أنها واقفة كالجبال ، وهي آخذة بحظها من الزوال كالسحاب; قاله سهل بن عبد الله. الثاني: أنه مثل ضربه الله للإيمان تحسبه ثابتا في القلب وعمله صاعد إلى السماء. الثالث: أنه مثل ضربه الله للنفس عند خروج الروح والروح تسير إلى العرش. تفسير: وترى الجبال تحسبها جامدة - مقال. و ( ترى) من رؤية العين ولو كانت من رؤية القلب لتعدت إلى مفعولين. والأصل ترأى فألقيت حركة الهمزة على الراء فتحركت الراء وحذفت الهمزة ، وهذا سبيل تخفيف الهمزة إذا كان قبلها ساكن ، إلا أن التخفيف لازم ل ( ترى).
تفسير: وترى الجبال تحسبها جامدة - مقال
(وَأَنْ أَتْلُوَا) الواو حرف عطف ومضارع منصوب بأن، والفاعل مستتر (الْقُرْآنَ) مفعول به، والجملة معطوفة على ما قبلها. (فَمَنِ اهْتَدى) الفاء حرف استئناف ومن اسم شرط جازم مبتدأ وماض فاعله مستتر (فَإِنَّما) الفاء رابطة وإنما كافة ومكفوفة (يَهْتَدِي) مضارع فاعله مستتر (لِنَفْسِهِ) متعلقان بالفعل والجملة في محل جزم جواب الشرط وجملتا الشرط والجواب خبر المبتدأ من. (وَمَنْ ضَلَّ فَقُلْ) إعرابها مثل إعراب سابقتها. (إِنَّما) كافة ومكفوفة. (أَنَا) مبتدأ. (مِنَ الْمُنْذِرِينَ) متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ، والجملة الاسمية مقول القول.. إعراب الآية (93): {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آياتِهِ فَتَعْرِفُونَها وَما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (93)}. (وَقُلِ) الواو حرف عطف وأمر فاعله مستتر والجملة مستأنفة (الْحَمْدُ لِلَّهِ) مبتدأ والجار مجرور متعلقان بالخبر والجملة مقول القول (سَيُرِيكُمْ) السين للاستقبال ومضارع والكاف مفعوله الأول والفاعل مستتر (آياتِهِ) مفعول به ثان والجملة مقول القول (فَتَعْرِفُونَها) الفاء حرف عطف ومضارع وفاعله ومفعوله والجملة معطوفة على ما قبلها (وَما) الواو حالية وما ناهية تعمل عمل ليس (رَبُّكَ) اسمها والباء حرف جر زائد (غافل) اسم مجرور لفظا منصوب محلا على أنه خبر ما (عَمَّا) مؤلفة من عن وما الموصولية ومتعلقان بغافل (تَعْمَلُونَ) مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعله والجملة صلة ما.
(حَتَّى) حرف غاية وجر (إِذا جاؤُ) ظرفية شرطية غير جازمة وماض وفاعله، والجملة في محل جر بالإضافة. (قالَ) ماض فاعله مستتر والجملة جواب شرط غير جازم لا محل لها (أَكَذَّبْتُمْ) الهمزة حرف استفهام توبيخي وماض وفاعله (بِآياتِي) متعلقان بالفعل والجملة مقول القول (وَلَمْ تُحِيطُوا) الواو حالية ومضارع مجزوم بلم والواو فاعله (بِها) متعلقان بالفعل (عِلْماً) مفعول به والجملة حال. (أم) حرف إضراب وانتقال (ما) مبتدأ (ذا) خبر والجملة الاسمية مستأنفة (كُنْتُمْ) كان واسمها (تَعْمَلُونَ) مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعله والجملة الفعلية خبر كنتم وجملة كنتم.. صلة الموصول لا محل لها.. إعراب الآية (85): {وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِما ظَلَمُوا فَهُمْ لا يَنْطِقُونَ (85)}. (وَوَقَعَ الْقَوْلُ) الواو حرف عطف وماض وفاعله (عَلَيْهِمْ) متعلقان بالفعل، والجملة معطوفة على ما قبلها (بِما) الباء حرف جر وما مصدرية (ظَلَمُوا) ماض وفاعله والمصدر المؤول من ما والفعل في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلقان بالفعل قبلهما (فَهُمْ) الفاء حرف عطف (هم) مبتدأ (لا يَنْطِقُونَ) (لا) نافية ومضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعله والجملة الفعلية خبر المبتدأ، والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها.. إعراب الآية (86): {أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهارَ مُبْصِراً إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (86)}.
الجبال والألوان تأمل معي قول الحق عز وجل عن أنواع الجبال ودور المياه في تشكيلها: (ألم تر أن الله أنزل من السماء ماءً فأخرجنا به ثمرات مختلفاً ألوانها ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود * ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه كذلك إنما يخشى الله من عباده العلماء إن الله عزيز غفور) [فاطر:27-28]. فالله تعالى يُنْزِِل الماء الواحد فيعطي ثمرات مختلفة الألوان، وكذلك نجد الألوان في عالم الجبال وعالم المخلوقات والحيوانات وجميعها تشرب من ماء واحد فكيف جاء هذا التنوع؟ إنها قدرة الله تعالى. ومن المحتمل وجود علاقة بين نوع الماء وبين لون البيئة. لأن القرآن ربط بين لون الجبال وبين الماء. ومع أن الماء واحد في شكله ولونه وطعمه أحياناً، ولكن ما يدخل فيه من شوائب ونسبة أملاح وغير ذلك من المركبات الكيميائية تجعل الماء يختلف من بقعة لأخرى على سطح الأرض، بسبب اختلاف نسبة هذه العناصر فيه. صورة لسلسلة من الجبال الشاهقة، لاحظوا معي كيف تتلون بألوان داكنة مثل الأسود والبني والأخضر، إن وجود هذه الألوان في عالم الجبال، وحديث القرآن عنها ليشهد على صدق القرآن، لأن النبي الأعظم لم يكن لديه فكرة عن جبال الدنيا، ولو كان القرآن تأليف محمد صلى الله عليه وسلم لوجدنا فيه الحديث عن جبال مكة فقط، ولكن الحديث عن الجبال هو دليل على أن منزل القرآن هو خالق الجبال تبارك وتعالى!