تفسير و معنى الآية 2 من سورة طه عدة تفاسير - سورة طه: عدد الآيات 135 - - الصفحة 312 - الجزء 16. ﴿ التفسير الميسر ﴾
ما أنزلنا عليك - أيها الرسول - القرآن؛ لتشقى بما لا طاقة لك به من العمل. ﴿ تفسير الجلالين ﴾
«ما أنزلنا عليك القرآن» يا محمد «لتشقى» لتتعب بما فعلت بعد نزوله من طول قيامك بصلاة الليل أي خفف عن نفسك. ﴿ تفسير السعدي ﴾
مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى أي: ليس المقصود بالوحي، وإنزال القرآن عليك، وشرع الشريعة، لتشقى بذلك، ويكون في الشريعة تكليف يشق على المكلفين، وتعجز عنه قوى العاملين. تفسير سورة طه - تفسير قوله تعالى طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى. وإنما الوحي والقرآن والشرع، شرعه الرحيم الرحمن، وجعله موصلا للسعادة والفلاح والفوز، وسهله غاية التسهيل، ويسر كل طرقه وأبوابه، وجعله غذاء للقلوب والأرواح، وراحة للأبدان، فتلقته الفطر السليمة والعقول المستقيمة بالقبول والإذعان، لعلمها بما احتوى عليه من الخير في الدنيا والآخرة. ﴿ تفسير البغوي ﴾
( ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى) وقيل: لما رأى المشركون اجتهاده في العبادة قالوا ما أنزل عليك القرآن يا محمد إلا لشقائك ، فنزلت ( ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى) أي لتتعنى وتتعب ، وأصل الشقاء في اللغة العناء.
- ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى - الشيخ بندر بليلة - YouTube
- إِلا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى - مع القرآن - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام
- تفسير سورة طه - تفسير قوله تعالى طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى
ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى - الشيخ بندر بليلة - Youtube
{طه * مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى * إِلا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى * تَنْزِيلا مِمَّنْ خَلَقَ الأرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى * الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى * لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى * وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى * اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ لَهُ الأسْمَاءُ الْحُسْنَى} طه. أنزل الله تعالى الوحي بالقرآن ليبين للناس طريق السعادة و ليس طريق الشقاء و التعنت, فالشريعة الإسلامية ميزان الاعتدال في كل شيء لا عوج فيها فلا إسراف و لا تقتير و لا غلو و لا تمييع و لا تشدد في الأمور و لا تفريط. ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى - الشيخ بندر بليلة - YouTube. أنزل الله تعالى الرسالة ليعمل بها المتقون و تذكرهم بطريق سعادتهم و توضح لهم معالمه, و تربط قلوبهم بالرحمن الذي أنزلها من فوق سبع سماوات رحمة بعباده و لطفاً بهم, فهو خلقهم و هو وحده يملك لهم الرزق و هو سبحانه وحده يملك لهم المنهج الذي يسيرون به حتى يلقوه فهو مالك السماوات و ما فيهن و الأراضين و ما فيهن, الكل عبيده طوع أمره, له الكمال المطلق في صفاته و أفعاله و أسمائه سبحانه و تعالى. { طه * مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى * إِلا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى * تَنْزِيلا مِمَّنْ خَلَقَ الأرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى * الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى * لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى * وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى * اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ لَهُ الأسْمَاءُ الْحُسْنَى} طه.
إِلا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى - مع القرآن - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام
{لَهُ الأسْمَآءُ الْحُسْنَى} بكل دلالتها في صفات الكمال والجلال المطلقة، في ما يمثله التصور الصحيح للعقيدة الإلهية التوحيدية التي توحي بالتفرُّد المطلق بالربوبية في كل شؤونها، بعيداً عن مماثلة المخلوقين في أي شيء من صفاتهم وأوضاعهم. وهذا هو الأسلوب القرآني الذي يحرك الإيمان بالله في كل موقع من المواقع التي يمكن أن يطل منها الإنسان على الله، سواء في الحديث عن وحيه، أو عن مخلوقاته، بحيث يستحضر ذكر الله في جوانب عظمته، أو في امتداد ربوبيته، أو في الانفتاح على عظمته في ذاته المقدسة. فنحن نلاحظ أن الحديث قد انطلق في البداية عن النبي في مسؤوليته الرسالية عن الدعوة إلى الله بما أنزل عليه من القرآن الذي كان تنزيلاً من الله، وهكذا بدأ الحديث عن الله في ما يراد له من تأكيد التصور التوحيدي في أكثر من موقع، لئلا يغيب عن الوجدان في جميع الحالات. إِلا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى - مع القرآن - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام. ـــــــــــــــــــــ
(1) نقلاً عن تفسير الميزان، ج:14، ص:125. (2) انظر: الدر المنثور، ج:5، ص:549. (3) نقلاً عن: تفسير الميزان، ج:14، ص:128.
تفسير سورة طه - تفسير قوله تعالى طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى
وفي هذا تنويه أيضاً بشأن المؤمنين الذين آمنوا بأنهم كانوا من أهل الخشية ولولا ذلك لما ادّكروا بالقرآن. وفي هذه الفاتحة تمهيدٌ لما يرد من أمر الرسول عليه الصلاة والسلام بالاضطلاع بأمر التبليغ ، وبكونه من أولي العزم مثل موسى عليه السلام وأن لا يكون مفرطاً في العزم كما كان آدم عليه السلام قبل نزوله إلى الأرض. وأدمج في ذلك التنويه بالقرآن لأن في ضمن ذلك تنويهاً بمن أنزل عليه وجاء به. والشقاء: فرط التعب بعمل أو غمّ في النفس ، قال النابغة: إلاّ مقالةَ أقوام شَقِيت بهم... كانت مقالتهم قَرعا على كبدي وهمزة الشقاء مُنقلبة عن الواو. يقال: شَقاء وشَقاوة بفتح الشين وشِقوة بكسرها. ووقوع فعل { أنْزَلْنَا} في سياق النفي يقتضي عموم مدلوله ، لأنّ الفعل في سياق النفي بمنزلة النكرة في سياقه ، وعموم الفعل يستلزم عموم متعلقاته من مفعول ومجرور. فيعمّ نفي جميع كلّ إنزال للقرآن فيه شقاء له ، ونفي كل شقاء يتعلق بذلك الإنزال ، أي جميع أنواع الشّقاء فلا يكون إنزال القرآن سبباً في شيء من الشقاء للرسول صلى الله عليه وسلم وأول ما يراد منه هنا أسف النبي صلى الله عليه وسلم من إعراض قومه عن الإيمان بالقرآن. قال تعالى: { فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفاً} [ الكهف: 6].
قال القرطبي ما ملخصه: «وأصل الشقاء في اللغة العناء والتعب، أى: ما أنزلنا عليك القرآن لتتعب، بسبب فرط تأسفك عليهم وعلى كفرهم.. أى: ما عليك إلا أن تبلغ وتنذر.. وروى أن أبا جهل والنضر بن الحارث قالا للنبي صلّى الله عليه وسلّم إنك لشقى لأنك تركت دين آبائك، فأريد الرد على ذلك بأن دين الإسلام، وهذا القرآن هو السلم إلى نيل كل فوز، والسبب في درك كل سعادة، وما فيه الكفرة هو الشقاوة بعينها. وروى أنه- عليه الصلاة والسلام- صلى بالليل حتى اسمغدّت قدماه- أى: تورمت- فقال له جبريل: أبق على نفسك فإن لها عليك حقا، أى: ما أنزلنا عليك القرآن لتنهك نفسك في العبادة، وتذيقها المشقة الفادحة، وما بعثت إلا بالحنيفية السمحة... ويبدو لنا أن الآية الكريمة وإن كانت تتسع لهذه المعاني الثلاثة، إلا أن المعنى الأول أظهرها، وأقربها إلى سياق الآيات الكريمة، فإن قوله- تعالى- بعد ذلك: إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشى بيان للحكمة التي من أجلها أنزل الله- تعالى- هذا القرآن. ﴿ تفسير ابن كثير ﴾
وقوله ( ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى) قال جويبر ، عن الضحاك: لما أنزل الله القرآن على رسوله ، قام به هو وأصحابه ، فقال المشركون من قريش: ما أنزل هذا القرآن على محمد إلا ليشقى!