القرآن الكريم أمانة في عنق كل مسلم، والعلماء من واجبهم التفسير والتبيين للعامة من الناس، الأمانة التي وضعها الله في عنق الإنسان كما جاء في "تفسير انا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال فابين ان يحملنها"، الأمانة مصطلح كبير يجب علينا التأمل والتفكير به جيداً، وجمع أكثر معلومات عنها في كتب التفاسير، ولقد أوجزنا بعضا منها علها تمكننا من فهم ميزان الأمانة عند الله.
- ما معنى: {إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ}؟
- تفسير " إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض " | المرسال
ما معنى: {إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ}؟
تاريخ النشر: الخميس 3 جمادى الأولى 1434 هـ - 14-3-2013 م
التقييم:
رقم الفتوى: 200521
18376
0
348
السؤال
يقول الله تعالى: إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا. 1- هل العرض هنا عرض إلزامي أم اختياري؟
2- إن كان العرض إلزاميا فهل الإنسان لديه الاختيار داخل اختبار لم يختر دخوله من الأساس ؟
وماذا لو أن الإنسان يريد أن يكون عدما ولا يحاسب ولا يدخل الدنيا ( كما يفعل المنتحرون)؟
3- إن كان العرض اختياريا فمن اختاره ؟ وإن كان سيدنا آدم عليه السلام قد اختاره فلماذا نحمل نحن الأمانة ونورثها عنه؟ ففي المسيحية يرثون خطأ آدم عليه السلام ونحن كيف نرث حملا تحمله أبونا ؟
4- قرأت أننا كنا في أصلاب سيدنا آدم عند عرض الأمانة، وبالتالي أنها عرضت علينا.
تفسير &Quot; إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض &Quot; | المرسال
وليس قوله: (إنّه كان ظَلومًا جَهولاً) نقضًا لهذا التكريم، فإن مجرّد استعداده لتلقِّي التكاليف دون غيره من المخلوقات هو مَناط التكريم، وكونه يَفِي بالعهد أو ينقض من مظاهر الاستعداد الذي ليس لغيره. فهو ظلوم إن تعدَّى حدود التكليف وهو يَعلَم بها، وجهول إن كان لا يعلمُها وعنده أمانة العقل الذي يَهديه إلى علمها، وليس هناك كائن غير الإنسان يوصَف بالظلم والجهل؛ لأنّه لا يعرف حَدًّا يقف عنده. وما وصف الإنسان بالظلم والجهل إلا لأنّه يصِحُّ أن يوصَف بضدهما من العدل والعلم كما قال المحقِّقون. تفسير " إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض " | المرسال. هذا بعض ما قيل في تفسير الآية، ولعل فيه الكِفاية. وعن حذيفة بن اليمان قال: حدثنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حديثين، قد رأيت أحدهما وأنا أنتظر الآخر … حدثنا أن الأمانة نزلت في جِذْر قلوب الرجال، ثم نزل القرآن فعَلِمُوا من القرآن وعَلِموا من السُّنة، ثم حدَّثنا عن رفع الأمانة " رواه البخاري ومسلم. وعرْض الله الأمانة على السموات والأرض والجبال: إن أدَّوْها أثابهم، وإن ضيَّعوها عذبهم، فكَرِهوا ذلك وأشْفَقوا من غير معصية، ولكن تعظيمًا لدين الله عز وجل ألا يقوموا به. ثم عَرَضَهَا على آدم فَقَبِلَها بما فيها، قال النحاس: وهذا القول هو الذي عليه أهل التفسير.
وقوله: (وحملها الانسان) أي اشتمل على صلاحيتها والتهيؤ للتلبس بها على ضعفه وصغر حجمه (انه كان ظلوما جهولا) أي ظالما لنفسه جاهلا بما تعقبه هذه الأمانة لو خانها من وخيم العاقبة والهلاك الدائم. وبمعنى أدق لكون الانسان خاليا بحسب نفسه عن العدل والعلم قابلا للتلبس بما
(٣٥٠)
الذهاب إلى صفحة:
««
«...
345
346
347
348
349
350
351
352
353
354
355...
»
»»