فقال: قد كفانيهم الله، ثم دَفَعه إلى جماعة آخرين وأمرَهم أن يركبوا البحر في قُرقُور ( سفينة)، فإذا بلغوا لُجَّة البحر عرَضوا عليه أن يرجع عن دِينه، فإن لم يفعلْ رمَوْه في البحر، فلمَّا توسَّطوا من البحر، عَرَضوا عليه أن يرجع عن دينه - وهو الإيمان بالله - فقال: لا، فقال: اللهم اكفنيهم بما شِئت، فانقلبتِ السفينة وغرقوا، وأنجاه الله" [7] ، [8]. ثانيًا: مَن كان عليه دَينٌ فليتضرَّعْ إلى الله - تعالى - ليكفيَه همَّ الدَّين؛ روى الترمذيُّ في سُننه من حديث علي - رضي الله عنه -: أنَّ مُكاتبًا جاءه، فقال: إني قد عجزتُ عن كتابتي فأعنِّي، قال: ألا أُعلِّمك كلماتٍ علَّمنيهنَّ رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - لو كان عليك مثلُ جَبل صِيرٍ دَينًا، أدَّاه الله عنك؟ قال: ((قل: اللهمَّ اكْفِني بحلالك عن حرامك، وأغْنني بفضلِك عمَّن سواك)) [9]. ثالثًا: أنه يُشرع للعبد أن يسأل الله الكافي أن يكفيَه شرَّ الأعداء؛ قال - تعالى -: ﴿ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [البقرة: 137]، فيقول: يا كافٍ، اكفني شرَّ فلان، الذي ظلَمه أو آذاه، روى الإمام أحمد في مسنده من حديث أبي موسى - رضي الله عنه -: أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - كان إذا خاف مِن رجلٍ أو مِن قوم، قال: ((اللهمَّ إني أجعلك في نحورِهم، وأعوذ بك مِن شرورهم)) [10].
14 – اسم الله الكافي – الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ د. محمد الدبيسي
فلما بلغوا قمة الجبل فطلبوا منه أن يرجع عن دينه أبى، لأن الإيمان قد وقر في قلبه ولا يمكن أن يتحول أو يتزحزح، فلما هموا أن يطرحوه قال: اللَّهم اكفنيهم بما شئت - دعوة مضطر مؤمن- أي: بالذي تشاء ولم يعين، فرجف اللَّه بهم الجبل فسقطوا وهلكوا، وجاء الغلام إلى الملك فقال: ما الذي جاء بك أين أصحابك؟ فقال: قد كفانيهم اللَّه، ثم دفعه إلى جماعة آخرين وأمرهم أن يركبوا البحر في قُرقُور (سفينة). فإذا بلغوا لجة البحر عرضوا عليه أن يرجع عن دينه فإن لم يفعل رموه في البحر، فلما توسطوا من البحر عرضوا عليه أن يرجع عن دينه - وهو الإيمان باللَّه - فقال: لا! فقال: اللَّهم اكفنيهم بما شئت: فانقلبت السفينة وغرقوا وأنجاه اللَّه» (¬10) (¬11). ثانياً: من كان عليه دين فليتضرع إلى اللَّه تعالى ليكفيه هم الدين روى الترمذي في سننه من حديث علي رضي اللهُ عنه: أَنَّ مُكَاتَبًا جَاءَهُ فَقَالَ: إِنِّي قَدْ عَجَزْتُ عَنْ كِتَابَتِي فَأَعِنِّي قَالَ أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ عَلَّمَنِيهِنَّ رَسُولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لَوْ كَانَ عَلَيْكَ مِثْلُ جَبَلِ صِيرٍ دَيْنًا أَدَّاهُ اللَّهُ عَنْكَ؟ قَالَ: قُلْ: «اللَّهُمَّ اكْفِنِي بِحَلَالِكَ عَنْ حَرَامِكَ وَأَغْنِنِي بِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ» (¬12).
هذه صفحة توضيح تحتوي قائمةً بصفحات مُتعلّقة بعنوان الكافي. إذا وصلت لهذه الصفحة عبر وصلةٍ داخليّةٍ ، فضلًا غيّر تلك الوصلة لتقود مباشرةً إلى المقالة المعنيّة.