قال: فإن لم تجد في كتاب الله؟ قال: فبسنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فإن لم تجد في سنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: أجتهد رأيي ولا آلو. فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره وقال: الحمد لله الذي وفَّق رسولَ رسول الله لما يرضي رسول الله. صحيح البخاري : حديث رقم 3651 | sounah.com - توضيح ، تفسير و شرح كتب احاديث الرسول محمد صلى الله عليه و سلم. وبذلك يكون سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أول من وضع بذور الاجتهاد وشجَّع عليه لإدراكه صلى الله عليه وسلم أن الأمة تحتاج الاجتهاد بعده. ولفت فضيلة المفتي النظر إلى أن الصحابة تربَّوا تربية خاصة؛ تربية محمدية بفضل قربهم من النبي صلى الله عليه وسلم، فقد شاهدوه وعاصروه وهو ينزل عليه القرآن والسياقات التي فيها النص حتى إن أحدهم قال: نعلم متى وأين وفيمَ نزلت هذه الآية؛ وفضلًا عن مدح النبي صلى الله عليه وسلم لكثير منهم على سبيل المثال لا الحصر فقد قال عن سيدنا عبد الله بن مسعود: إن دقة ساقه أثقل عند الله في الميزان من جبل أحد، ردًّا على تبسُّم بعض الصحابة تجاهه عندما رأوا ساقه. وأكد فضيلته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان متناغمًا مع الكون كله بالشكل الذي حباه الله به، فهو الذي سبَّح الحصى في يديه وحنَّ إليه الجذع، ومِن تناغُم النبي صلى الله عليه وسلم مع الكون ما حدث من جبل أحد، فقد قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: أُحد جبل يحبنا ونحبه، وعندما صعد عليه صلى الله عليه وسلم مع سيدنا أبي بكر الصديق وعمر وعثمان رجف الجبل، فقال له النبي: اسكنْ أحد!
صحيح البخاري : حديث رقم 3651 | Sounah.Com - توضيح ، تفسير و شرح كتب احاديث الرسول محمد صلى الله عليه و سلم
أخرجه البخاري، كتاب أصحاب النبي ﷺ، باب فضائل أصحاب النبي ﷺ، (5/ 2)، برقم: (3650). أخرجه مسلم، كتاب الأقضية، باب بيان خير الشهود، (3/ 1344)، برقم: (1719)، عن زيد بن خالد الجهني بلفظ: ألا أخبركم بخير الشهداء؟ الذي يأتي بشهادته قبل أن يُسألها. أخرجه مسلم، كتاب النذر، باب النهي عن النذر وأنه لا يرد شيئا، (3/ 1261)، برقم: (1639).
حديث «خيركم قرني ثم الذين يلونهم..» - الموقع الرسمي للشيخ أ. د. خالد السبت
قال فضيلة الأستاذ الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم: إنَّ الصحابة كلهم قد استضاءوا ونهلوا من نور النبي صلى الله عليه وسلم بفضل قربهم وحبهم له فكان لهم السبق والفضل، خلافًا لمن أنكر وعاند كأبي جهل فلم ينل من الفضل ولا السبق شيئًا برغم أن كلهم رأَوه رأيَ العين. جاء ذلك خلال لقائه الرمضاني اليومي في برنامج "مكارم الأخلاق في بيت النبوة" مع الإعلامي حمدي رزق، الذي عُرض على فضائية صدى البلد، اليوم، مضيفًا فضيلته أن جيل الصحابة كان أفضل جيل مرَّ عليه الإسلام لتزكية القرآن والنبي صلى الله عليه وسلم لهم في مواطن كثيرة منها: "خيرُ القرونِ قرْني، ثمَّ الَّذين يلونَهم، ثمَّ الَّذين يلونَهم" وهذه الخيرية توجب محبتهم. وأوضح فضيلة مفتي الجمهورية أن الصحابة رضوان الله عليهم قد تلقَّوا أحكام الشرع الشريف من رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا يفهمون مراده ويطمئنون إلى ما يفعلون بسبب قربهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم ووجود القرائن والأمارات الدالَّة على تحديد المراد من أقواله وأفعاله صلى الله عليه وسلم، بل ترك عليه السلام للصحابة الكرام رضوان الله عليهم مساحة للاجتهاد ودرَّبهم تدريبًا عمليًّا على الاجتهاد حتى يستطيعوا مواجهة الحياة وتغيراتها من بعده، بل قد شجَّعهم ودرَّبهم كما فعل عليه السلام مع اجتهاد سيدنا معاذ عندما أرسله إلى اليمن، فقال له: كيف تقضي إذا عرض لك قضاء؟ قال: أقضي بكتاب الله.
خير الناس قرني ثم الذين يلونهم
9 - أيوب بن خوط البصرى: متروك (من الخامسة). 10 - خالد بن عبيد العتكى: متروك الحديث مع جلالته (من الخامسة). 11 - عطاء بن عجلان الحنفى: متروك، بل أطلق عليه ابن معين والفلاس وغيرهما الكذب (من الخامسة). 12 - العلاء بن زيد - يعرف بـ: ابن زيدل الثقفي -: متروك، ورماه أبو الوليد بالكذب (من الخامسة). 13 - فائد بن عبد الرحمن الكوفى: متروك اتهموه (من الخامسة). 14 - محمد بن زاذان المدنى: متروك (من الخامسة). 15 - مطر بن ميمون المحاربى الإسكاف: متروك (من الخامسة). خير الناس قرني ثم الذين. 16 - نفيع بن الحارث الدارمي: متروك، وقد كذبه ابن معين (من الخامسة). 17 - هلال بن زيد بن يسار بن بولا البصرى: متروك (من الخامسة). 18 - أبو خلف الأعمى البصرى - اسمه حازم بن عطاء -: متروك، ورماه ابن معين بالكذب (من الخامسة). 19 - جابر بن يزيد الجعفي: ضعيف رافضي وكذبه جماعة (من الخامسة). 20 - سعيد بن خالد بن أبى طويل القرشى: منكر الحديث (من الخامسة). 21 - محمد بن السائب الكلبي: متهم بالكذب، ورمى بالرفض (من السادسة). 22 - عبد الكريم بن أبى المخارق: ضعيف (من السادسة). 23 - زيادة بن محمد الأنصارى: منكر الحديث (من السادسة). 24 - سليمان بن جنادة بن أبى أمية الأزدى الدوسى: منكر الحديث (من السادسة).
الدرر السنية
ومن علامةِ هؤلاء الضَّالِّين أنْ يَظهَر فيهم السِّمَنُ، وهو كَثرةُ اللَّحمِ والشَّحمِ في الأجسامِ، أو هُم يَتكثَّرون بِما لَيْسَ فيهم مِن الشَّرَفِ، أو يَجمَعونَ الأموالَ أو يَغفُلونَ عن أمْرِ الدِّينِ. وفي الحَديثِ: إشارةٌ إلى لُزومِ اتِّباعِ سَبيلِ القُرونِ الثَّلاثةِ الأُولى؛ فإنَّ مَن قَرُبَ زَمَنُه مِن زَمنِ النُّبوَّةِ فهو أَوْلَى بالفضْلِ والعِلمِ والتَّأسِّي والاقتداءِ بهَدْيِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم. وفيه: ذمُّ التَّساهُلِ في أُمورِ الشَّهاداتِ والأَيْمانِ.
تاريخ النشر: ٠٨ / جمادى الآخرة / ١٤٢٩
مرات
الإستماع: 8569
خيركم قرني
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فعن عمران بن الحصين رضي الله عنهما عن النبي ﷺ أنه قال: خيركم قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم قال عمران: فما أدري، قال النبي ﷺ مرتين أو ثلاثًا ثم يكون بعدهم قوم يشهدون ولا يستشهدون، ويخونون ولا يؤتمنون، وينذرون ولا يوفون، ويظهر فيهم السمن [1].
ثُمَّ يأتي بَعْدَهم قَومٌ يَنذِرونَ، والنَّذْرُ هو إيجابُ المرْءِ فِعلَ أمْرٍ على نَفْسِه لم يُلزِمْه به الشَّارعُ، كأنْ يقولَ الإنسانُ: علَيَّ ذَبيحةٌ، أو أتصدَّقُ بكذا إنْ شفَى اللهُ مَريضي؛ فهو في صُورةِ الشَّرطِ على اللهِ عزَّ وجلَّ، ومع ذلك لا يوفون بهذا النَّذرِ إن تحقَّق مَطلَبُهم. «ويَخونونَ» فيُضَيِّعون الأماناتِ «ولا يُؤْتَمَنونَ»؛ لِأَنَّهُم يَخونونَ خِيانةً ظاهِرةً، بِحَيثُ لا يَأْمَنُهم أحَدٌ بعْدَ ذلكَ، «ويَشهَدونَ ولا يُسْتَشْهَدونَ»، أي: يَتَحمَّلونَ الشَّهادةَ بِدونِ التَّحميلِ، أو يُؤدُّونها بِدونِ الطَّلَبِ، استِهْتارًا وليسَ منْ بابِ الحِرصِ على إيصالِ الحقوقِ لأصحابِها. وهذا يبدو مخالِفًا في الظَّاهِرِ للحديثِ الآخَرِ عند ابنِ ماجَهْ: «خَيْرُ الشُّهُودِ مَنْ أدَّى شهادَتَهُ قَبْلَ أنْ يُسأَلَها»، والجَمعُ بينهما إمَّا بأن يُحمَلَ الذَّمُّ على من بادر بالشَّهادةِ في حَقِّ من هو عالمٌ بها قبل أن سألها صاحِبُها، ويكونُ المدحُ لمن كانت عنده شهادةٌ لأحَدٍ لا يَعلَمُ بها، فيُخبِرُه ليستشهِدَ به عند القاضي، أو يُحمَلَ الذَّمُّ على الشَّهادةِ الباطِلةِ التي هي شهادةُ الزُّورِ، أمَّا المبادرةُ إلى الشَّهادةِ الصَّحيحةِ مِن أجْلِ إظهارِ الحَقِّ، وإعانةِ المظلومِ، ودَفْعِ الظُّلمِ عنه، فإنها عمَلٌ صالحٌ يُؤجَرُ ويثابُ عليه صاحِبُه، والأحاديثُ يُفَسِّرُ بَعْضُها بعضًا.