وكان يُوصف بأنّه رجلٌ ذا طولٍ وجمال وهيبة. أما عن إسلامه: فقد كان سابع سبعة سبقوا إلى الإسلام، وأعطوا أيمانهم لرسول صلى الله عليه وسلم، مبايعين ومتحدٍّين قريش بكل ما معها من بأس وقدرة على الانتقام. ففي الأيام الأولى للدعوة, في أيام العسرة والهول، صمد عتبة بن غزوان، مع إخوانه ذلك الصمود الجليل ،الذي صار فيما بعد زادًا للضمير الإنساني ،يتغذى به ،وينمو على مر الأزمان. فهو رضي الله عنه من السابقين الأولين إلى الاسلام ، وقد هاجر في بادئ الأمر إلى الحبشة حيث النجاشيّ، ثم عاد منها وهاجر ليثرب بأمرٍ من النّبيّ صلى الله عليه وسلم مع مولاه خُبيب والمقداد بن عمرو، ونزل هو ومولاه عند عبد الله بن سلمة العجلانيّ حيث آخى النّبيّ صلى الله عليه وسلم بينه وبين أبي دُجانة. ثانوية عتبة بن غزوان ببدر. وقد شهد رضي الله عنه مع النّبيّ صلى الله عليه وسلم المشاهد كلّها ، ومن ضمنها غزوة بدر. وكان عتبة بن غزوان من الرُّماة الماهرين في جيش المسلمين وأبلى بلاءً حسنًا في مسيرة جهاده مع النّبيّ صلى الله عليه وسلم وبعد وفاته. فقد كان من أهم ملامح شخصيته: حبه للجهاد في سبيل الله ونشره للدعوة الإسلامية: فقد بقى عتبة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، مجاهدًا في سبيل الله، وقد أرسله أميـر المؤمنين عمر بن الخطاب إلى أرض البصرة لقتال الفرس في الأُبُلَّة، وليطهر أرضها من رجسهم.
قصة الصحابي الذي هزم الفرس بـ٦٠٠ فارس | قصص
عتبة بن غزوان (40 ق هـ/ 584 م- 17 هـ/ 638 م، [1]) صحابي بدري ، كان حليفًا لبني نوفل بن عبد مناف في الجاهلية. أسلم وهاجر إلى يثرب ، وشارك مع النبي محمد ﷺ في غزواته كلها ، ثم شارك في فتح العراق ، وهو الذي اختطّ البصرة ، وكان أول ولاتها. كان عتبة بن غزوان بن جابر بن وهيب المازني [2] من السابقين إلى الإسلام، [3] [4] فكان سابع سبعة أسلموا، [2] [5] وهو من بني مازن بن منصور أحد قبائل قيس عيلان ، [3] وكان حليفًا لبني عبد شمس بن عبد مناف، [2] [4] [6] وقيل بني نوفل بن عبد مناف في الجاهلية. [4] [5] هاجر عتبة بن غزوان إلى الحبشة ، [2] [3] [5] [6] ثم عاد فهاجر إلى يثرب مع مولاه خباب والمقداد بن عمرو ، [5] ونزل هو ومولاه خباب على عبد الله بن سلمة العجلاني. عتبه/بن/غزوان/ga. [7] وقد آخى النبي محمد ﷺ بينه وبين أبي دجانة. [7] شهد عتبة مع النبي محمد ﷺ غزواته كلها ، [5] وكان فيها من الرماة المهرة. [2] بعد وفاة النبي محمد ﷺ ، شارك عتبة بن غزوان في فتح العراق ، وهو الذي فتح الأُبُلَّة ، [5] واختطّ مدينة البصرة [7] بأمر من الخليفة عمر بن الخطاب الذي استعمله عليها ليكون أول ولاتها، [2] وقضى فيها ستة أشهر، [7] ثم سار إلى المدينة المنورة يستعفي من الولاية، [5] فرفض عُمر، وردّه إلى ولايته، [7] فمات في الطريق سنة 17 هـ، وعمره يومها 57 سنة.
ص188 - كتاب سير أعلام النبلاء ط الحديث - عتبة بن غزوان - المكتبة الشاملة
وحاول الكثيرون أن يحو لوه عن نهجه٬ ويثيروا في نفسه الشعور بالامارة٬ وبما للامارة من حق٬ لا سيما في تلك البلاد التي لم تتعود من قبل أمراء من هذا اطراز المتقشف الزاهد٬ والتي تعود أهلها احترام المظاهر المتعالية المزهو ة.. فكان عتبة يجيبهم قائلا:" اني أعوذ بالله أن أكون في دنياكم عظيما٬ وعند الله صغيراولما رأى الضيق على وجوه الناس بسبب صرامته في حملهم على الجاد ة والقناعة قال لهم:" غدا ترون الأمراء من بعدي".. وجاء موسم الحج٬ فاستخلف على البصرة أحد اخوانه وخرج حاجا. ولما قضى حجه٬ سافر الى المدينة٬ وهناك سأل أمير المؤمنين أن يعفيه الامارة.. لكن عمر لم يكن يفر ط في هذا الطراز الجليل من الزاهدين الهاربين مما يسيل له لعاب البشر جميعا. وكان يقول لهم: تضعون أماناتكم فوق عنقي.. ثم تتركوني وحدي.. ؟ لا والله لا أعفكيم أبدا". قصة الصحابي الذي هزم الفرس بـ٦٠٠ فارس | قصص. وهكذا قال لـ عتبة لغزوان. ولما لم يكن في وسع عتبة الا الطاعة٬ فقد استقبل راحلته ليركبها راجعا الى البصرة. لكنه قبل أن يعلو ظهرها٬ استقبل القبلة٬ ورفع كفيه الضارعتين الى السماء ودعا ربه عز وجل ألا يرد ه الى البصرة٬ ولا الى الامارة أبدا.. واستجيب دعاؤه.. فبينما هو في طريقه الى ولايته أدركه الموت.
تصفّح المقالات