ووصول الإنسان إلى النضج الجنسي لا يعني بالضرورة وصوله إلى النضج العقلي، وإنما عليه أن يتعلم الكثير كي يصبح ناضجًا راشدًا، وللمراهق نموه المتفجر في عقله وفكره وانفعالاته وجسده وإدراكه، إذ ينمو الجسد من الداخل فسيولوجيًا وهرمونيًا وانفعاليًا وكيميائيًا وذهنيًا، وينمو عضويًا من الخارج والداخل معًا. متى ينتهي سن المراهقة ألم وأمل. [١]
متى ينتهي سن المراهقة
المراهقة هي المرحلة العمرية الممتدة من البلوغ الجنسي وحتى سن الثامنة عشر، وعمومًا تمتد هذه المرحلة بين 13 وتنتهي في سن 18 عامًا، ويمكن أن تبدأ قبل ذلك إذا بلغ المراهق مبكرًا، وفي فترة المراهقة يحدث للمراهق تغيرات كثيرة، على الصعيد الجسمي والاجتماعي والنفسي، ويجب أن يحصل المراهق على الرعاية الصحية المناسبة والدعم من الأهل. وكذلك من الضروري زيارة المراهق للطبيب دوريًّا، مرة واحدة في السنة على الأقل، إذ تُجرى له الرعاية الطبية كإجراء فحوصات للسمنة وارتفاع ضغط الدم، واضطرابات الأكل وارتفاع نسبة الدهون في الدم والاكتئاب، وفحص الرؤية والسمع، وكذلك يجب التأكد من حصول المراهق على المطاعيم. [٢]
خصائص مرحلة المراهقة
فيما يأتي خصائص مرحلة المراهقة: [٣]
التغير الجسدي وعدم الانتظام في أعضاء الجسم المختلفة، وحدة الانفعالات والمبالغة في الردود، وعدم الاستقرار في السلوك، إذ يكون بين سلوك الأطفال في بعض الأحيان وتصرفات الكبار أحيانًا أخرى.
- كتب متى ينتهي سن المراهقة - مكتبة نور
كتب متى ينتهي سن المراهقة - مكتبة نور
الهدوء وعدم الاستسلام: للمُراهقين صفات مُميزة مثل نّهُم يُحبونَ أن يدفعوا أهلهم للتفاعل معهُم بطريقة سلبيّة، يقومونَ بذلِك بعدة طُرق منها الإِغاظة، العِصيان، عدم الاستماع، كسر القواعد، الرفض، بالإضافة للمُساومة والاستفزاز، في هذهِ المواقف كُلّما شر الأهل بالغضب، سيشعر المُراهق بأنّ قوتهُ طغت عليهم، لذلكَ يجب عليهم الحفاظ على الهُدوء، كُلّما قلّ التفاعل والغضب ند الأهل، كُلما استطاعوا استخدام رأيهم وحُكمهم للتعامُل مع الموقف، أما إذا شعر الأهل بالغضب من تصرُفات ابنهم أو ابنتهم المُراهقة عليهم أخذ نفس عميق، تعلّم الاسترخاء، العد للرقم عشرة حتّى لا يزيد الوضع سُوءاً. كتب متى ينتهي سن المراهقة - مكتبة نور. كيف أساعد المراهق حتى يصبح راشداً؟ اتخاذ القرارات الصحيحة والصائبة واحترام الآخرين. التوقف عن الربط بين الرغبة والخيال. طريق عبور المراهقة طويل يحتاج شخص مسؤول. دعم الأهل أبناءهم المراهقين الكبار في العبور إلى ضفة الرشد، عليهم قبول بعض القواعد التي تفرضها المرحلة، فالكثير من المراهقين بين سن الثامنة عشرة والعشرين لا يزالوا يعيشون تحت سقف الأهل، يتابعون دراستهم، يبحثون عن عمل، فهم لم يعودوا مراهقين ولكنهم ليسوا راشدين بعد، فهُم بين الرغبة في الاستقلالية والحاجة إلى الأمان في حُضن الأسرة.
[٢]
مرحلة المراهقة الوسطى
تُقابل هذه الفترة المرحلة الثانوية، بعد مرور المراهق في المرحلة السابقة بالكثير من الاضطرابات وسرعة النموّ الداخليّة، يُصبح المراهق في هذه الفترة أكثر هدوءاً وتكيُّفاً مع استمرار النمو لكن بسرعة أقل، بالإضافة إلى اتّضاح رؤيته لميوله واتّجاهاته، مع ظهور مشاعر التمرّد تجاه السلطة العليا في المنزل أو المدرسة أو تجاه كل من يمسّ استقلاليّته، فهو يسعى إلى الاستقلال بذاته والحفاظ عليها من خلال الشعور بالمسؤوليّة المُجتمعيّة، والميل إلى تقديم المساعدة للآخرين، وأنّه صاحب دور مُهمّ في محيطه. [٣]
المراهقة المتأخرة
يُقابل هذه الفترة المرحلة الجامعيّة، حيث يصل المراهق في هذه المرحلة إلى اكتمال النضج الجنسيّ والجسميّ، إلا أن نموّه العقلي يستمرّ في حتى نهاية هذه المرحلة، بالإضافة إلى ارتفاع مُعدّل لياقته، ويُحاول المراهق ضبط انفعالاته واستجاباته، والسعي إلى تكامل جوانب شخصيّته، والشعور بالاستقلاليّة، وتحمُّل المسؤوليات، وتتكوّن لديه مهارة القدرة على اتّخاذ القرار بشكل مُستقلّ، وتحديد أهدافه التي يسعى إلى تحقيقها، كما يزيد اهتمامه بتحقيق التّوافق الاجتماعيّ والذاتيّ، وتتبلور في هذه المرحلة القيم الاجتماعيّة والدينيّة.