ويكون معنى الحج بعد خروج يأجوج ومأجوج، هو الخبر عن بقاء المسلمين في ذلك الزمن فتستمر شعائر الإسلام، ومعنى انقطاع الحج في آخر الزمان، وهو بعد ارتفاع القرآن والإيمان بعد عيسى عليه السلام وموت جميع المسلمين، فلا يبقى إلا شرار الخلق الذين تقوم عليهم الساعة، فينقطع الحج يومئذ. قال ابن كثير رحمه الله تعالى:
" ولا منافاة في المعنى بين الروايتين؛ لأن الكعبة يحجها الناس ويعتمرون بها، بعد خروج يأجوج ومأجوج وهلاكهم، وطمأنينة الناس وكثرة أرزاقهم في زمان المسيح، عليه السلام، ثم يبعث الله ريحا طيبة، فيقبض بها روح كل مؤمن ومؤمنة، ويتوفى نبي الله عيسى ابن مريم، عليه السلام، ويصلي عليه المسلمون، ويدفن بالحجرة النبوية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم يكون خراب الكعبة على يدي ذي السويقتين بعد هذا... " انتهى من"البداية والنهاية" (19 / 242). لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجا وأنهارا | العرب قبل الظهور وعنده. وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى:
" ومن الجائز أن يكون الحديثان جميعا صحيحين ، لقوة إسنادهما ، وأن يكون المراد بقوله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى لا يحج البيت وقتا قبل قيامها ، وبعد خروج يأجوج ومأجوج ، جمعا بين الحديثين والله أعلم " انتهى من"تغليق التعليق" (3 / 68).
- لا تقوم الساعه حتى يحسر الفرات
- حديث لا تقوم الساعه حتي يكلم الرجل نعله
- لا تقوم الساعه حتى يخرج رجل من قحطان
- لا تقوم الساعه حتي ينزل الروم بدابق
لا تقوم الساعه حتى يحسر الفرات
تاريخ الإضافة: 16/2/2013 ميلادي - 6/4/1434 هجري
الزيارات: 201863
حديث: لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود...
شرح مئة حديث (36)
٣٦ - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود، حتى يقول الحجر وراءه اليهودي: يا مسلم، هذا يهودي ورائي فاقتله))، وزاد مسلم: ((إلا الغرقد؛ فإنه من شجر اليهود))؛ متفق عليه. ﻗﻮﻟﻪ - صلى الله عليه وسلم -: ((ﺇلا ﺍﻟﻐﺮﻗﺪ ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻦ ﺷﺠﺮ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ)). ﺍﻟﻐﺮﻗﺪ: ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺷﺠﺮ ﺍﻟﺸﻮﻙ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﺑﺒﻼﺩ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ, ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺘﻞ ﺍﻟﺪﺟﺎﻝ ﻭﺍﻟﻴﻬﻮﺩ. الحديث ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭ ﺣﺪﻳﺚ ﺻﺤﻴﺢ، ﻟﻜﻨﻪ لا ﻳﺪﻋﻮﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻮﺍﻛﻞ ﻭﺍﻟﻘﻌﻮﺩ ﺣﺘﻰ ﻳﺨﺒﺮ ﺍﻟﺤﺠﺮ ﻭﺍﻟﺸﺠﺮ ﻋﻦ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ، ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺤﺜﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭالأﺧﺬ بالأﺳﺒﺎﺏ ﺣﺘﻰ ﺗﺘﻮﺍﻓﺮ ﻓﻴﻨﺎ ﺷﺮﻭﻁ ﺍﻟﻌﺒﻮﺩﻳﺔ ﻟﻠﻪ، ﻛﻲ ﻳﻨﺎﺩﻱ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻟﺤﺠﺮ ﻭﺍﻟﺸﺠﺮ، ﻭﻳﻘﻮﻝ: ﻳﺎ ﻣﺴﻠﻢ، ﻳﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺭﺍﺋﻲ ﻳﻬﻮﺩﻱ ﺗﻌﺎلَ ﻓﺎﻗﺘﻠﻪ. الحديث ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺳﻨﺪﻩ ﺻﺤﻴﺢ ﺑﻐﻴﺮ ﻧﺰﺍﻉ، ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺃﻋﻼﻡ ﻧﺒﻮﺓ ﺭﺳﻮﻟﻨﺎ - صلى الله عليه وسلم - ﻭﻗﺪ ﻣﻀﺖ ﻗﺮﻭﻥ، ﻭﻗﺎﺭﺉ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻳﻌﺠﺐ ﻣﻤﺎ ﺗﻀﻤﻨﻪ ﻣﻦ ﻧﺒﺄ لا ﻳﻨﺒﺊ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻤﻠﻤﻮﺱ ﻟﺤﺎﻝ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺣﺎﻝ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ، ﻧﺤﻮ ﺛﻼﺛﺔ ﻋﺸﺮ ﻗﺮﻧًﺎ. لا تقوم الساعه حتى يحسر الفرات. ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻓﻲ ﺫﻣﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺣﻤﺎﻳﺘﻬﻢ، ﻭﻗﺪ ﺍﺿﻄﻬﺪﻭﺍ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺃﻧﺤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻭﻧﺒﺬﻫﻢ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻤﻠﻞ ﻛﻠﻬﺎ، ﻭﻟﻢ ﻳﺠﺪﻭﺍ ﺩﺍﺭًﺍ ﺗﺆﻭﻳﻬﻢ ﻭﺗﺤﻮﻃﻬﻢ ﺇلا ﺩﺍﺭ الإﺳﻼﻡ، ﻭﻟﻢ ﻳﺠﺪﻭﺍ ﻣﻦ ﻳﺤﻤﻴﻬﻢ ﻭﻳﺬﻭﺩ ﻋﻨﻬﻢ ﻭﻋﻦ ﺣﺮﻳﺘﻬﻢ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﺇلا ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﻋﺘﺒﺮﻭﻫﻢ ﺃﻫﻞ ﻛﺘﺎﺏ، ﻭﺃﻋﻄﻮﻫﻢ ﺫﻣﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺫﻣﺔ ﺭﺳﻮﻟﻪ، ﻭﺫﻣﺔ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ، ﻓﻜﻴﻒ ﻳﺤﺪﺙ ﻗﺘﺎﻝ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ؟ ﻭﻛﻴﻒ ﻳﻘﺎﺗﻞ الإﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﻳﺤﻤﻴﻪ ﻭﻳﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﻛﻨﻔﻪ؟ ﻭﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺣﺘﻰ ﻳﻘﺎﺗﻠﻮﺍ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ؟!
حديث لا تقوم الساعه حتي يكلم الرجل نعله
لكنه أشار إلى أنه ورد من طريق شعبة ، عن أبي سعيد رضي الله عنه، موقوفا عليه. حيث قال الحاكم رحمه الله تعالى:
" وَقَدْ أَوْقَفَهُ أَبُو دَاوُدَ، عَنْ شُعْبَةَ. أَخْبَرْنَاهُ أَبُو زَكَرِيَّا الْعَنْبَرِيُّ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، ثَنَا أَبُو دَاوُدَ – الطيالسي -، عَنْ شُعْبَةَ " انتهى. حديث: لا تقوم الساعة حتى لا يحج البيت - الإسلام سؤال وجواب. وتابعه على الوقف أبو يعلى الموصلي في "المسند" (991)؛ قال: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي قَتَادَةُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عُتْبَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى لَا يُحَجَّ الْبَيْتُ. ومثل هذا لا يقال بالاجتهاد ، فحكمه حكم الرفع.
لا تقوم الساعه حتى يخرج رجل من قحطان
ومن علاماتِ اقترابِ السَّاعةِ: أن «تَظْهرَ الفِتنُ»، أي: تَتَكاثَرَ الأُمورُ الكَريهةُ الَّتي تَضُرُّ النَّاسَ في دِينِهم ودُنياهم؛ مِن الخيانةِ والظُّلمِ، وانْتِشار المَعاصي، «ويَكثُرَ الهرْجُ، وهوَ القَتلُ»، فيَكثُر قَتلُ النَّاسِ بَعضِهم لِبَعضٍ ظُلمًا وعُدوانًا؛ لِمُجَرَّدِ هَوى النَّفسِ وإشْباعِ رَغَباتِها الخَبيثةِ، أو استِجابةً لِبَعضِ الأفْكارِ والآراءِ الهَدَّامةِ الَّتي تَخْدُمُ أعْداءَهم وهُم لا يَشعُرونَ. وحتَّى يَكثُرَ المالُ في المسلِمين، فيَفيضَ عن الحاجةِ، حتى يَشغَلَ صاحبَ المالِ مَن يَقبَلُ صَدَقتَهُ؛ لغِنى النَّاسِ جميعًا، وحتَّى يَعرِضَهُ، فيَقولَ المعروضُ عليه: لا حاجةَ لي بِهِ! أرشيف الإسلام - شرح وتخريج حديث ( لا تقوم الساعة حتى يكثر فيكم المال ، فيفيض حتى ... ) من صحيح مسلم. وكذلك من علاماتِ اقترابِ السَّاعةِ: أن يَتطاوَلَ النَّاسُ في البُنيانِ؛ فكلُّ مَن يَبني بيْتًا يَجعَلُ ارتِفاعَه أكثَرَ مِن الآخرِ. ومِن العلاماتِ: أنْ يَمُرَّ الرَّجلُ بقَبرِ الرَّجلِ، فيَقولُ: «يا لَيتني مَكانَهُ! » يُريدُ أنْ يكونَ ميِّتًا مكانَه؛ لكَثرةِ الفِتنِ ونحْوِ ذلكَ، فيَخشى على دِينهِ. ومن علاماتِ اقترابِ قيامِ السَّاعةِ: أن تَطلُعَ الشَّمسُ مِن مَغرِبِها، وذلك على غيرِ العادةِ التي تَطلُعُ عليها كُلَّ يَومٍ، وهو طلوعُها من المشرِقِ، وهي من العلاماتِ الكُبرى، فإذا طلَعَتْ ورَآها النَّاسُ آمَنوا أجْمعونَ، فذلِكَ حينَ: لا يَنفعُ نفْسًا إيمانُها، ووقتُ إغلاقِ بابِ التَّوبةِ، كما قال الله تعالى: {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا} [الأنعام: 158].
لا تقوم الساعه حتي ينزل الروم بدابق
ثم أخبر أنَّ السَّاعةَ ستقومُ والنَّاسُ مشغولون في أعمالهم؛ فتقومُ وقد نَشَرَ الرَّجلانِ ثَوبَهُما بيْنَهما، فلا يتمكَّنانِ مِن إمضاءِ عَقدِ البَيعِ، ولا يَطْوِيانِه، بل تقومُ السَّاعةُ سَريعةً حتى لا يستطيعا إتمامَ الصَّفَقةِ بينهما. وتقومُ السَّاعةُ وقدِ انصَرَفَ الرَّجلُ بلَبنِ «لِقْحَتهِ» -وهيَ النَّاقةُ التي تُدِرُّ اللَّبنَ- فلا يَطعَمُه. حديث لا تقوم الساعه حتي يكلم الرجل نعله. وتقومُ السَّاعةُ والرَّجُلُ «يُليطُ حَوضَهُ»، أي: يُصلِحُهُ، فلا يَسقي فيهِ، وتقومُ الساعةُ وقدْ رفَعَ الإنسانُ اللُّقمةَ إلى فَمِهِ فلا يَطعَمُها. والمقصودُ مِن ذلكَ كلِّهِ: أنَّها تَقومُ فَجأةً والنَّاسُ في حَياتِهمْ وهُم في غَفلةٍ. وفي الحَديثِ: مُعجِزاتٌ ظاهِرةٌ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن إخبارِهِ بالغَيبِ عن تلكَ الأُمورِ كلِّها، وتَحقَّقَ بعضٌ منها، والبَعضُ الآخَرُ منها سَوفَ يَأتي لا مَحالةَ كما أخبَر الصَّادقُ المصدوقُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.
عَن خُبَيبِ بنِ عَبدِ الرحْمَنِ، عَنْ حَفصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَن أَبِي هُرَيرَةَ قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صَلى اللهُ عَلَيهِ وَسَلمَ: "يُوشِكُ الفُرَاتُ أنْ يَحْسِرَ عَن كَنْزٍ مِن ذَهَبٍ. فَمَن حَضَرَهُ فَلَا يَأخُذ مِنْهُ شَيئًا". لا تقوم الساعه حتي ينزل الروم بدابق. ٧١٠٢ - (٠٠) (٠٠) حدثنا سَهْلُ بن عُثمَانَ. حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بن خَالِدٍ، عَن عُبَيدِ اللهِ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ عَبدِ الرحمَنِ الأَعرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ، قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صَلى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَمَ: "يُوشِكُ الفُرَاتُ أَن يَحْسِرَ عَن جَبَلٍ مِن ذَهَبٍ فَمَن حَضَرَهُ فَلَا يَأخُذْ مِنهُ شَيئًا" ــ العمري المدني (عن خبيب بن عبد الرحمن) بن خبيب بن يساف بفتح أوله وثانيه مخففًا الأنصاري المدني، ثقة، من (٤) روى عنه في (٧) أبواب (عن حفص بن عاصم) بن عمر بن الخطاب العمري المدني، ثقة، من (٣) روى عنه في (٤) أبواب (عن أبي هريرة) رضي الله عنه. وهذا السند من سداسياته، غرضه بيان متابعة حفص بن عاصم لأبي صالح السمان (قال) أبو هريرة (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوشك) أي يقرب (الفرات أن يحسر) أي أن ينكشف (عن كنز من ذهب فمن حضره) أي حضر ذلك الكنز (فلا يأخذ منه شيئًا) بالجزم على النهي، وإنما نهى عن الأخذ منه لما ينشأ عن الأخذ من الفتنة والقتال عليه القسطلاني.