66- باب استحباب زيارة القبور للرجال وما يقوله الزائر
1/581- عن بُرَيْدَةَ قَالَ: قالَ رسُولُ اللَّه ﷺ: كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيارَة القُبُورِ فَزُوروها رواهُ مسلم. 2/582- وعن عائشَةَ رضي اللَّهُ عنها قَالَتْ: كَانَ رسُولُ اللَّهِ ﷺ كُلَّما كَانَ لَيْلَتها مِنْ رسول اللَّه ﷺ يَخْرُجُ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ إِلى البَقِيعِ، فَيَقُولُ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤمِنينَ، وأَتَاكُمْ مَا تُوعَدُونَ، غَدًا مُؤَجَّلُونَ، وإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لاحِقُونَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لأَهْلِ بَقِيعِ الغَرْقَدِ رواهُ مسلم. آداب زيارة القبور وهل يشعر الميت بمن يزوره - إسلام ويب - مركز الفتوى. 3/583- وعن بُرَيْدَةَ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يُعَلِّمُهُمْ إِذا خَرَجُوا إِلى المَقابِرِ أَنْ يَقُولَ قَائِلُهُم: السَّلامُ عَلَيكُمْ أَهْلَ الدِّيارِ مِنَ المُؤْمِنِينَ والمُسْلِمِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لاحِقُونَ، أَسْأَلُ اللَّه لَنَا وَلَكُمُ العافِيَةَ رواه مسلم. 4/584- وعن ابن عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّه عنهما قال: مَرَّ رسُولُ اللَّهِ ﷺ بِقُبورٍ بالمَدِينَةِ، فَأَقْبَلَ عَلَيْهِمْ بوَجْهِهِ، فقالَ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ القُبُورِ، يَغْفِرُ اللَّهُ لَنا وَلَكُمْ، أَنْتُم سَلَفُنا ونَحْنُ بالأَثَرِ رواهُ الترمذي وقال: حديثٌ حسنٌ.
- آداب زيارة القبور وهل يشعر الميت بمن يزوره - إسلام ويب - مركز الفتوى
- دعاء زيارة القبور
- زيارة القبور
آداب زيارة القبور وهل يشعر الميت بمن يزوره - إسلام ويب - مركز الفتوى
2- التوسعة على الميّت عن عبد الله بن سليمان أنّه سأل الإمام الباقر (ع) عن زيارة القبور، فأجابه (ع): "إذا كان يوم الجمعة فزرهم؛ فإنّه من كان منهم في ضيق وسع عليه ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس يعلمون بمن أتاهم في كلّ يوم"6. 3- رحمة الله للميّت إنّ زيارة قبر الميّت من موجبات رحمة الله تعالى له وذلك من خلال أعمالٍ يقوم بها الزائر، منها: أ- قراءة القرآن لأجله عن الإمام الرضا (ع): "من أتى قبر أخيه ثمّ وضع يده على القبر وقرأ إنّا أنزلناه في ليلة القدر سبع مرات أمن يوم الفزع الأكبر"7. زيارة القبور. ب- دعاء الزائر له عن عمرو بن أبي المقدام قال: مررت مع أبي جعفر (ع) بالبقيع، فقال (ع): "اللهمّ ارحم غربته، وصل وحدته، وآنس وحشته، واسكن إليه من رحمته ما يستغني بها عن رحمةٍ من سواك، وألحقه بمن كان يتولاّه"8. فوائد الزيارة للزائر 1- العبرة والاتعاظ عن الرسول الأكرم (ص) في حديث عن القبور: "…زوروها؛ فإنّ فيها عبرة"9. وعن أمير المؤمنين (ع) وقد رجع من صفّين فأشرف على القبور بظاهر الكوفة وقال: "يا أهل الديار الموحشة، والمحالّ المقفرة، والقبور المظلمة، يا أهل التربة، يا أهل الغربة، يا أهل الوحدة، يا أهل الوحشة، أنتم لنا فرط سابق، ونحن لكم تبع لاحق، أما الدور فقد سكنت، وأما الأزواج فقد نكحت، وأمّا الأموال فقد قسمت، هذا خبر ما عندنا، فما خبر ما عندكم؟ ثمّ التفت إلى أصحابه فقال: أما لو أذن لهم في الكلام لأخبروكم أنّ خير الزاد التقوى"10.
دعاء زيارة القبور
ومن البدع والشركيات التي تحصل عند القبور، وأشير إلى بعضها:
1- الذبح والنحر عند القبور، وهو من أعظمها، لقوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو داود في سننه من حديث أنس: "لَا عَقْرَ فِي الْإِسْلَامِ" [15]. قال عبد الرزاق: كانوا يعقرون عند القبر بقرة، أو شاة، قال النووي رحمه الله: "وأما الذبح والعقر عند القبر فمذموم لحديث أنس هذا" أهـ [16]
قال الشيخ الألباني رحمه الله: "وهذا إذا كان الذبح هناك للَّه تعالى، وأما إذا كان لصاحب القبر كما يفعله بعض الجهال فهو شرك صريح، وأكله حرام وفسق، كما قال تعالى: ﴿ وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ ﴾ [الأنعام: 121]" [17]. 2- رفع القبور زيادة على التراب الخارج منها، وطليها بالكلس وهو مادة طلاء، وفي صحيح مسلم من حديث علي رضي الله عنه أنه قال لأبي الهياج الأسدي: ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا تدع صورة إلا طمستها، ولا قبرًا مشرفًا إلا سويته [18]. دعاء زيارة القبور. 3- الكتابة عليها. 4- البناء عليها وتزيينها بالرخام ونحوه لأن ذلك من وسائل الشرك والتعلق بالأضرحة؛ لأن الجهال إذا رأوا البناء والزخرفة على القبر تعلقوا به.
زيارة القبور
س: بعض الذين يزورون القبور –كأن يزور قبر أبيه أو أمه- يُخصص يوم الجمعة، ويأتي إلى القبر، ثم يجلس عنده، وربما لا يدعو ويجلس ساعةً؟
ج: هذا ما له أصل، فتخصيص الجمعة لا أصل له، فزيارة القبور تكون في أي يومٍ -والحمد لله. س: بعضهم إذا زار القبر يُصلي على نفس القبر؟
ج: يُصلي الصلاة المعروفة؟
س: لا، الصلاة على الميت. ج: لا، هذا ما يجوز. س: هؤلاء رجال يُريدون الزواج من خارج المملكة، وقالوا: لا يأتينا الإذن إلا بدفع خمسة آلاف ريـال لبعض الموظفين، فهل يجوز لنا هذا؟
ج: ننصحهم ألا يتزوجوا من خارج المملكة، ليتزوجوا من الداخل. س: وفعلهم هذا؟
ج: ما ينبغي، فاتّخاذ زوجة من خارج المملكة فيه أخطار، وفيه شُبَه. س: بعضهم فعل هذا، فيقول: هل آثم؟
ج: المقصود أن ترك هؤلاء لهذا الأمر أحوط، فننصح بألا يُتَزَوَّج من خارج المملكة. س: وماذا عن دفع خمسة آلاف ريـال؟
ج: هذا من جهة الدولة؟
س: نعم. ج: هذا للمسؤول عن الدولة. س: المشي حافيًا هل يكون عند دخول المقبرة أو بين المقابر؟
ج: بين المقابر فقط، أما قبلها فلا بأس.
الحُرمة حُرمة زيارة القبور للنساء هو أحد قولَي الحنفيّة والمالكيّة، وقولٌ ضعيفٌ عند الشافعيّة، وأحد أقوال الحنابلة، وإليه ذهب ابن تيمية، وقد استدلَّ القائلون بحرمة زيارة القبور للنساء بعدد من الأدلّة، منها ما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- وصحّحه الترمذيّ، وفيه: (أنَّ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- لعنَ زوَّاراتِ القبورِ) ، ومنها كذلك ما رواه ابن عباس -رضي الله عنه- حيث قال: (لعَن رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- زائراتِ القبورِ، والمتَّخذاتِ عليها المساجدَ والسُّرجَ). شروط جواز زيارة النساء للقبور تجدر الإشارة إلى أنَّ الأقوال السابقة القائلة بحُرمة أو كراهية زيارة النساء للقبور لا تتعلّق بزيارة قبر سيّدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم؛ حيث إنّ جميع الفقهاء مُجمعون على أفضليّة زيارة قبره، وأنَّ ذلك من أعظم القُرُبات، ويستوي فيه الرجال والنساء، أمّا القائلون بجواز زيارة النساء للقبور أو كراهيتها فقد اشترطوا ليكون الأمر في هذه المسألة خارجاً عن الحُرمة بعض الشّروط، منها ما يأتي: ألّا تخرج المرأة التي تريد زيارة المقابر مُتزيِّنةً أو مُتعطِّرةً، بل يجب عليها أن تخرج مُتستِّرةً مُحتشمةً، وهو الحال الذي يجب أن تكون عليه في أحوالها جميعها أمام غير مَحارمها.
زيارة النبي (صلى الله عليه وآله):
رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أتاني زائرا كنت شفيعه يوم القيامة. عنه (صلى الله عليه وآله): من سلم علي في شئ من الأرض أبلغته، ومن سلم علي عند القبر سمعته. عنه (صلى الله عليه وآله): من زارني حيا وميتا كنت له شفيعا يوم القيامة. زيارة الأئمة المعصومين (عليهم السلام):
رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما سأله الحسن بن علي (عليهما السلام) يا أبتاه ما جزاء من زارك؟: يا بني من زارني حيا وميتا أو زار أباك أو زار أخاك أو زارك كان حقا علي أن أزوره يوم القيامة فأخلصه من ذنوبه. الإمام الرضا (عليه السلام): إن لكل إمام عهدا في عنق أوليائه وشيعته وإن من تمام الوفاء بالعهد وحسن الأداء زيارة قبورهم، فمن زارهم رغبة في زيارتهم وتصديقا بما رغبوا فيه كان أئمتهم شفعاءهم يوم القيامة. الإمام الكاظم (عليه السلام): من زار أولنا فقد زار آخرنا، ومن زار آخرنا فقد زار أولنا ومن تولى أولنا فقد تولى آخرنا، ومن تولى آخرنا فقد تولى أولنا. الإمام الصادق (عليه السلام): من زارنا في مماتنا فكأنما زارنا في حياتنا. زيارة الإمام علي (عليه السلام):
الإمام الصادق (عليه السلام): إذا أردت زيارة أمير المؤمنين (عليه السلام) فاعلم أنك زائر عظام آدم، وبدن نوح، وجسم علي بن أبي طالب (عليهم السلام).