انتهى
وفي تحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي: قال الطيبي: إن الإنسان إذا خرج من منزله لا بد أن يعاشر الناس ويزاول الأمر فيخاف أن يعدل عن الصراط المستقيم، فإما أن يكون في أمر الدين فلا يخلو من أن يَضل أو يُضَل، وإما أن يكون في أمر الدنيا فإما بسبب جريان المعاملة معهم بأن يَظلم أو يُظلَم، وإما بسبب الاختلاط والمصاحبة فإما أن يَجهَل أو يُجهَل. فاستعيذ من هذه الأحول كلها بلفظ سلس موجز، وروعي المطابقة المعنوية والمشاكلة اللفظية. انتهى
فالدعاء المذكور لا يشمل على تكرار.. اللهم أني اعوذ بك أن أضل أو أضل أو أزل أو أَزل أو أظلم أو أظلَم او أجهل أو يجهل علي | Holiday decor, Holiday, Greetings. فالعبارتان المتفقتان في اللفظ مختلفتان في المعنى، فالعبارة الأولى مبنية للمعلوم تعني صدور المستعاذ منه من طرف المتكلم نفسه. أما العبارة الثانية فمبنية للمجهول وتعني وقوعه على المتكلم من طرف غيره
وبصورة أوضح كل كلمتين متحدتي اللفظ من هذا الحديث.. فالأولى منهما مفتوحة الهمزة مكسورة الحرف الذي قبل الحرف الأخير، والثانية مضمومة الهمزة مفتوحة الحرف الذي قبل الحرف الأخير، والكلمتان الأخيرتان ـأجهل أو يجهل ـ الأولى منهما بفتح الهمزة والهاء ، والثانية بضم الياء وفتح الهاء. والله اعلم.
- اللهم أني اعوذ بك أن أضل أو أضل أو أزل أو أَزل أو أظلم أو أظلَم او أجهل أو يجهل علي | Holiday decor, Holiday, Greetings
اللهم أني اعوذ بك أن أضل أو أضل أو أزل أو أَزل أو أظلم أو أظلَم او أجهل أو يجهل علي | Holiday Decor, Holiday, Greetings
[شرح حديث (اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو أضل أو أزل أو أزل..... )] ـ [السلفية النجدية] ــــــــ[06 - Apr-2009, صباحاً 03: 28]ـ عن أم سلمة - رضي الله عنها - قالت: (ما خرج النبي صلى الله عليه وسلم من بيتي قط إلا رفع طرفه إلى السماء فقال اللهم أعوذ بك أن أضل أو أضل أو أزل أو أزل أو أظلم أو أظلم أو أجهل أو يجهل علي) صححه الألباني / صحيح أبي داود / 5094 وهذا شرح الحديث، لفضيلة الشيخ (عبد المحسن العباد) - حفظه الله تعالى -.. (قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب ما يقول إذا خرج من بيته. حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا شعبة عن منصور عن الشعبي عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: (ما خرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم من بيتي قط إلا رفع طرفه إلى السماء فقال: اللهم إني أعوذ بك أن أَضل أو أُضل، أو أَزل أو أُزل، أو أَظلم أو أُظلم، أو أجهل أو يُجهل عليّ)]. أورد الإمام أبو داود السجستاني رحمه الله تعالى: [باب ما يقول إذا خرج من بيته]. أي: الدعاء الذي يدعو به عندما يخرج من بيته. وأورد أبو داود حديث أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج من بيتها رفع رأسه إلى السماء وقال: (اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو أضل، أو أزل أو أزل، أو أظلم أو أظلم، أو أجهل أو يجهل علي) هذا هو الدعاء الذي كان يدعو به الرسول صلى الله عليه وسلم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله عظيم الإحسان، واسع الفضل والجود والامتنان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين، وسلم تسليمًا كثيرًا. عباد الله: اتقوا الله تعالى، وراقبوه في السر والعلانية، مراقبة من يعلم أن ربه يسمعه ويراه، ثم اعلموا -رعاكم الله- أن مخالطة الناس والاحتكاك بهم تولِّد أنواعًا من الأمور التي ينبغي على العبد أن يكون في حيطة من الوقوع فيها، وذلك -عبادَ الله- إنما يكون بمراقبة الله والالتجاء إليه والاعتماد عليه وحده، وتفويض الأمور إليه سبحانه، ولهذا ثبت في حديث آخر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أرشد من يخرج من منزله أن يقول: "بسم الله، توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله" ، وبيّن -عليه الصلاة والسلام- أن من قال ذلك فإنه يُهدَى ويُكفَى ويُوقَى، ولم يقرَبْهُ شيطان. عباد الله: وهذه الكلمات كُلُّها توكل على الله، واعتماد عليه، وتفويض للأمور إليه -سبحانه وتعالى-، وهذا -عباد الله- فيه دلالة على أن العبد لا غنى له عن ربِّه طرفة عين، في كل شأن من شؤونه، وفي كل أمر من أموره، فنسأل الله -جلّ وعلا- أن يجعلنا وإياكم من المتوكِّلين عليه حقًّا، من المؤمنين به صدقًا، من المستعيذين به في كل أمر صغير أو كبير؛ إنه -تبارك وتعالى- خير مسؤول، وأعظم مأمول.