ما هي مفاتيح الغيب ؟ هو ما سيتمّ الإجابة عنه في هذا المقال، حيث إنّ الله سبحانه وتعالى قد خلق المخاليق ووضع لكلّ شيءٍ قدره، وجعل الناس في الأرض يعبدونه ويعظّمونه، وقد أحاط سبحانه بكلّ شيءٍ علمًا، فعلمه يسع كلّ شيء، وهو يعلم الغيب وما يخفى عن الخلق كلّهم، ويهتم موقع المرجع عبر هذا المقال ببيان ما هي مفاتيح الغيب الخمسة التي لا يعلمهن إلا الله. ما معنى الغيب
إنّ الغيب هو كلّ أمرٍ لا يمكن إدراكه بالحواس الخمس التي ينهل بها الإنسان العلم، وهي المبصرات له و المُسـمعات والملموسات، والمشـمومـات والمـذوقات، فالغيب في اللغة هو كلّ أمرٍ غاب عن الحواس الخمس وحجب عنها، ويعرف في الاصطلاح أنّه هو العلم الذي لا يمكن للخلق أن يعلموه، وهو ما لا يحيط بعلمه أحد إلا بإخبار الله عنه على لسان الأنبياء والرسل، كالجنة والنار والبعث والحساب، والعرش والملائكة، والإيمان به واجب لأنّه علمٌ اختصّ بعلمه ربّ العالمين دون خلقه والله أعلم. [1]
شاهد أيضًا: ما يدل على أن الأنبياء لا يعلمون الغيب
ما هي مفاتيح الغيب
إنّ مفاتيح الغيب هي خمسة أمور وهي ما تغيض الأرحام وعلم الغد وموعد المطر والأجل الموت وعلم الساعة ، وقد ورد ذكرها في الحديث النبوي الشريف الذي رواه الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مفاتيحُ الغيبِ خَمْسٌ لا يعلَمُها إلَّا اللهُ: لا يعلَمُ ما تغيضُ الأرحامَ أحَدٌ إلَّا اللهُ ولا ما في غَدٍ إلَّا اللهُ ولا يعلَمُ متى يأتي المطَرُ إلَّا اللهُ ولا تدري نفسٌ بأيِّ أرضٍ تموتُ ولا يعلَمُ متى تقومُ السَّاعةُ أحَدٌ إلَّا اللهُ}.
- ما هي مفاتيح الغيب الخمسة؟ | مصراوى
- كم عدد مفاتيح الغيب التي لا يعلمها إلا الله – تريند الساعة
- مفاتيح الغيب خمس.. لا يعلمهن إلا الله - صحيفة الاتحاد
ما هي مفاتيح الغيب الخمسة؟ | مصراوى
[5]
قال تعالى: {عِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ}. [6]
قال تعالى: {إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ ۚ وَمَا تَخْرُجُ مِن ثَمَرَاتٍ مِّنْ أَكْمَامِهَا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَىٰ وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ ۚ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَائِي قَالُوا آذَنَّاكَ مَا مِنَّا مِن شَهِيدٍ}. [7]
شاهد أيضًا: لا يخرج صاحبه من الملة
مفاتيح الغيب الخمسة
عندما بيّن الله سبحانه لعباده ما هي مفاتيح الغيب والتي شرحها رسول الله صلى الله عليه وسلم للمسلمين، حيث عُبّر عنها بالمفاتيح لتقريبها لفهم البشر السامعين، فالغيب لا يعلمه إلا الله أو من ارتضى من عباده من الأنبياء والرسل صلوات الله عليهم أجمعين، ومفاتيح الغيب بتفصيلها فيما يأتي:
ما يكون في الزمن المستقبل
قال تعالى في محكم تنزيله: {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا}. ما هي مفاتيح الغيب الخمسة؟ | مصراوى. [5] فلا يمكن لأيّ إنسان الاطّلاع أو معرفة ما سيحصل في الزمن القادم، وكلّ شخصٍ يقول أنّه يعلم من ذلك شيئًا فهو كاذب، وعلم المستقبل مخصوصٌ بربّ العالمين وحده دون سائر خلقه.
كم عدد مفاتيح الغيب التي لا يعلمها إلا الله – تريند الساعة
فَعِلْمُ الغيبِ أكثر من هذه الخَمْس؛ مِثلُ: عِلْمِه سبحانه بِعَدَدِ خَلْقِه، فاللهُ جَلَّ في عُلاه ﴿ يَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾ [الأنعام: 59]؛ ﴿ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾ [سبأ: 3]. مفاتيح الغيب خمس.. لا يعلمهن إلا الله - صحيفة الاتحاد. ومِثْلُ: استِئْثارِه بِعِلْمِه بذاتِه، وأسْمَائِه الحُسْنى، وصِفاتِه العليا؛ كما قال عزَّ وجلَّ: ﴿ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا ﴾ [طه: 110]. وجملة القول: أنَّ مَفاتِيحَ الغيبِ التي لا يعلَمُها إلاَّ اللهُ خمسةٌ:
المِفْتاحُ الأَوَّل: لاَ يَعْلَمُ مَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ إِلاَّ اللَّهُ: ولا سيما قبلَ أنْ يأمُرَ اللهُ مَلَكَ الأرحامِ بِتَخْلِيقِه، وكِتابَتِه، فإذا أمَرَ الخالِقُ بكونِه ذَكَراً أو أُنثى؛ عَلِمَ الملائكةُ المُوَكَّلون بذلك، ومَنْ شاء اللهُ مِنْ خَلْقِه. قال سبحانه: ﴿ اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَى وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ ﴾ [أي: تَنْقُصُ مِمَّا فيها؛ إمَّا أنْ يَهْلِكَ الحَمْلُ، أو يَتَضاءَلَ، أو يَضْمَحِلَّ] ﴿ وَمَا تَزْدَادُ ﴾ [أي: الأرحامُ، وتَكْبُرُ الأجِنَّةُ التي فيها، أو يَتِمُّ خَلْقُها] ﴿ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ * عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ ﴾[الرعد: 8-9].
مفاتيح الغيب خمس.. لا يعلمهن إلا الله - صحيفة الاتحاد
مَفَاتِيحُ الْغَيْبِ خَمْسٌ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ اللَّهُ
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛ أمَّا بعد:
اللهُ تبارك وتعالى هو المُنْفَرِدُ بعلم غيب السماوات والأرض، ﴿ وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ ﴾ [الأنعام: 59]. وإذا كان هو المُنْفَرِدُ بِعِلْمِ ذلك، المُحِيطُ عِلْمُه بالسَّرائر والبواطن والخفايا؛ فهو الذي لا تنبغي العبادةُ إلاَّ له. عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما؛ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَفَاتِيحُ الْغَيْبِ خَمْسٌ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ اللَّهُ: لاَ يَعْلَمُ مَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ إِلاَّ اللَّهُ، وَلاَ يَعْلَمُ مَا فِي غَدٍ إِلاَّ اللَّهُ، وَلاَ يَعْلَمُ مَتَى يَأْتِي الْمَطَرُ أَحَدٌ إِلاَّ اللَّهُ، وَلاَ تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِلاَّ اللَّهُ، وَلاَ يَعْلَمُ مَتَى تَقُومُ السَّاعَةُ إِلاَّ اللَّهُ» رواه البخاري.
وفي الحديث: "مَنْ أَتَى كَاهِنًا, أَوْ عَرَّافًا, فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ؛ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ -صلى الله عليه وسلم-"(صحيح: رواه أحمد). والعرَّافُ: هو الذي يُخْبِرُ عمَّا في الضَّمير, والكاهِنُ: هو الذي يُخْبِرُ عن المُغَيَّبات في المُستقبل. فقولُه: " مَفَاتِيحُ الْغَيْبِ خَمْسٌ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ اللَّهُ ": أي: خزائِنُ الغيب. والمِفْتاحُ: هو الذي يُفْتَحُ به, وهو عِبارةٌ عن كلِّ ما يَحِلُّ مُغْلَقًا, كالقُفْلِ على البيت. فشبَّه الأُمورَ المُغَيَّبةَ عن الناس بالمَتاع النَّفِيس الذي يُدَّخَرُ بالمَخازِنِ, والخزائِنِ المُسْتَوثَقِ عليها بأقفالٍ, بحيث لا يعلم ما فيها إلاَّ الذي بِيَدِه مفاتِحُها. ووَجْهُ كونِ هذه الخَمْسِ مَفاتِيح: هو أنَّ قيامَ الساعة: مِفتاحُ الحياةِ الآخِرة. ونزولَ الغيث: مِفتاحُ حياةِ الأرضِ بالنَّبات. وما في الأرحام: مِفتاحُ الوجودِ في الحياة. وعَمَلَ الغد: مِفتاحُ عَمَلِ المُستقبل. وعِلْمَ مكانِ الموت: مِفتاحُ الانتقالِ من الدنيا إلى الآخِرَة؛ فلهذا صارتْ هذه الخَمْسُ مفاتِيحَ. ولا يُمْكِنُ حَصْرُ عِلْمِ الغيبِ في هذه الخَمْس؛ ولكنْ هذه أُمَّهاتُها, وذُكِرتْ لحاجَةِ الناس إلى معرفةِ اختصاصِ اللهِ بِعِلْمِها.
وهذا مِن بابِ التَّشبيهِ، حيثُ شُبِّهت الأمورُ المغيَّبةُ عن الناسِ بالمتاعِ النَّفيسِ الذي يُدَّخَرُ ويُحفَظُ بالمخازنِ والخزائنِ الموضوعِ عليها أقفالٌ، بحيث لا يَعلَمُ ما فيها إلَّا الذي بيَدِه مَفاتيحُها، والغيوبُ التي لا يَعلَمُها إلَّا اللهُ كَثيرةٌ، والتَّخصيصُ بخَمْسٍ لا يدُلُّ على نفْيِ الزائدِ، وإنَّما فيه إشارةٌ إلى أنَّ هذه أُمَّهاتُ الأُمورِ، وقيل: لأنَّه سُئِلَ عنها. فأوَّلُ هذه الخمْسِ أنَّه: لا يَعلَمُ أحدٌ غيرُ اللهِ تعالَى ما يكونُ في غَدٍ، أي: ما يَنْطوي عليه الغدُ مِن خيرٍ أو شَرٍّ، ولو كان نَبيًّا إلَّا بواسطةِ الوحيِ المنزَّلِ عليه. وثانيها: ولا يَعلَمُ أحدٌ غيرُ اللهِ سُبحانَه ما يكونُ في الأرحامِ؛ مِن ذَكَرٍ أو أُنثى، أسودَ أو أبيضَ، كاملٍ أو ناقصٍ، أو نحْوِها؛ فهو سُبحانَه المُنفرِدُ بعِلمِ ذلك قبْلَ التَّخلُّقِ، أمَّا بعدَ تخلُّقِه فإنَّه لم يَعُدْ غَيبًا، وفي إمكان الكشْفِ الطِّبِّيِّ الوصولُ إلى مَعرفتِه. وثالثُها: ولا تَعلَمُ نفْسٌ ماذا تَكسِبُ غدًا مِن الأعمالِ، سواءٌ كانتْ خَيرًا أو شرًّا، حَسَنةً أو قَبيحةً؛ فاللهُ سُبحانَه هو الذي يَعلَمُ ما تَكسِبُ كلُّ نفْسٍ.