وَلَا يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ ۚ إِنَّهُمْ لَن يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا ۗ يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآخِرَةِ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (176) القول في تأويل قوله: وَلا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا قال أبو جعفر: يقول جل ثناؤه: ولا يحزنك، يا محمد كفر الذين يسارعون في الكفر مرتدِّين على أعقابهم من أهل النفاق، (16) فإنهم لن يضروا الله بمسارعتهم في الكفر شيئًا، وكما أنّ مسارعتهم لو سارعوا إلى الإيمان لم تكن بنافعته، (17) كذلك مسارعتهم إلى الكفر غير ضارَّته. كما:- 8262 - حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: " ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر " ، يعني: أنهم المنافقون. (18) 8263 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق: " ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر " ، أي: المنافقون. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة آل عمران - الآية 176. (19) * * * القول في تأويل قوله: يُرِيدُ اللَّهُ أَلا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (176) قال أبو جعفر: يعني بذلك جل ثناؤه: يريد الله أن لا يجعل لهؤلاء الذين يسارعون في الكفر، نصيبًا في ثواب الآخرة، فلذلك خذلهم فسارعوا فيه.
- سبب نزول قوله تعالى يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر - موقع مقالات إسلام ويب
- القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة آل عمران - الآية 176
- إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة المائدة - القول في تأويل قوله تعالى " يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر "- الجزء رقم10
- Altafsir.com -تفسير ايآت القرآن الكريم (76-7-176-3)
سبب نزول قوله تعالى يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر - موقع مقالات إسلام ويب
كثيراً ما يتسلل الشيطان إلى القلب المؤمن ليزرع فيه حزناً عميقاً و حسرة على ما يراه من تسارع الكثير ممن حوله في الوقوع في الكفر و محادة الله و عداوة أوليائه. كفراشات تسارع إلى النار فرحاً بنور الوهج و هي لا تدري لسع حرها. Altafsir.com -تفسير ايآت القرآن الكريم (76-7-176-3). هنا خاطب ربنا نبيه صلى الله عليه و سلم و معه أصحاب القلوب المؤمنة الصافية قائلاً سبحانه: { وَلا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا يُرِيدُ اللَّهُ أَلا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ * إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالإيمَانِ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [آل عمران 176 - 177]. قال السعدي في تفسيره: كان النبي صلى الله عليه وسلم حريصا على الخلق، مجتهدا في هدايتهم، وكان يحزن إذا لم يهتدوا، قال الله تعالى: { ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر} من شدة رغبتهم فيه، وحرصهم عليه { إنهم لن يضروا الله شيئا} فالله ناصر دينه، ومؤيد رسوله، ومنفذ أمره من دونهم، فلا تبالهم ولا تحفل بهم، إنما يضرون ويسعون في ضرر أنفسهم، بفوات الإيمان في الدنيا ، وحصول العذاب الأليم في الأخرى، من هوانهم على الله وسقوطهم من عينه، وإرادته أن لا يجعل لهم نصيبا في الآخرة من ثوابه.
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة آل عمران - الآية 176
مناسبة حديث هذه الجمعة هو ما شاع في بلاد المسلمين من تنامي تيار الذين يحسبون على الإيمان ولكنهم يروجون للكفر وهو تيار محسوب على النفاق في هذا العصر حيث يتظاهر هؤلاء في بلاد الإسلام بالانتماء إلى حظيرة الإيمان وهم في حقيقتهم لا يختلفون عن الكفار والمشركين في بلاد الكفر والشرك ،كما أنهم يسارعون في ذلك ، ولا تفوتهم فرصة دون النيل من الإيمان وأهله من أجل تشكيكهم في إيمانهم ، وهو ما يسبب لهم الحزن الذي نهاهم ونبههم إلى الحذر منه رب العزة جل جلاله. وأساليب أصحاب هذا التيار في النيل من أهل الإيمان كثيرة منها على سبيل المثال لا الحصر التشكيك في سنة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم من خلال التشكيك في عدالة صحابته الناقلين لها ، وفي عدالة أئمة تدوينها ، وفي عدالة أهل العلم بها واتهامهم بالجهل والجمود في محاولة يائسة منهم لصد عموم المؤمنين عنها. وبعد محاولة التشكيك في السنة ينبري هؤلاء إلى التشكيك في القرآن الكريم عن طريق حيل خبيثة وماكرة ، منها التشكيك في تفاسير المفسرين واتهامهم بالقصور في فهم مراد الله عز وجل ، ودعوتهم إلى إعادة تأويل كلامه ليساير العصر على حد زعمهم وهم يقصدون مسايرته توجههم الذي يريدون من ورائه تعطيل دين الله عز وجل وشرعه في بلاد المسلمين ، كي يفسح المجال واسعا لأهوائهم التي يسارعون فيها مخافة ألا يتحقق حلمهم الذي هو الرغبة في سيادة مشروعهم الذي لا يتحقق وجوده إلا على حساب الإسلام في نظرهم واعتقادهم.
إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة المائدة - القول في تأويل قوله تعالى " يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر "- الجزء رقم10
وذلك أن في حديث أبي هريرة الذي رواه ابن إسحاق عن الزهري: أن ابن صوريا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: " أما والله يا أبا القاسم ، إنهم ليعلمون أنك نبي مرسل ، ولكنهم يحسدونك". فذلك كان على هذا الخبر من ابن صوريا إيمانا برسول الله صلى الله عليه وسلم بفيه ، ولم يكن مصدقا لذلك بقلبه. فقال الله جل وعز لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، مطلعه على ضمير ابن صوريا وأنه لم يؤمن بقلبه ، يقول: ولم يصدق قلبه بأنك لله رسول مرسل.
11920 - حدثنا المثنى قال: حدثنا عمرو بن عون قال: أخبرنا هشيم ، عن زكريا ، عن عامر ، نحوه. [ ص: 303]
وقال آخرون: بل نزلت في عبد الله بن صوريا ، وذلك أنه ارتد بعد إسلامه. 11921 - حدثنا هناد وأبو كريب قالا: حدثنا يونس بن بكير ، عن ابن إسحاق قال: حدثني الزهري قال: سمعت رجلا من مزينة يحدث ، عن سعيد بن المسيب: أن أبا هريرة حدثهم: أن أحبار يهود اجتمعوا في بيت المدراس حين قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ، وقد زنى رجل منهم بعد إحصانه بامرأة من يهود قد أحصنت ، فقالوا ، انطلقوا بهذا الرجل وبهذه المرأة إلى محمد صلى الله عليه وسلم فاسألوه كيف الحكم فيهما ، وولوه الحكم عليهما ، فإن عمل فيهما بعملكم من التجبيه وهو الجلد بحبل من ليف مطلي بقار ، ثم تسود وجوههما ، ثم يحملان على حمارين ، وتحول وجوههما من قبل دبر الحمار فاتبعوه ، فإنما هو ملك. وإن هو حكم فيهما بالرجم ، فاحذروه على ما في أيديكم أن يسلبكموه. فأتوه فقالوا: يا محمد ، هذا الرجل قد زنى بعد إحصانه بامرأة قد أحصنت ، فاحكم فيهما ، فقد وليناك الحكم فيهما. فمشى رسول الله صلى الله عليه [ ص: 304] وسلم حتى أتى أحبارهم إلى بيت المدراس ، فقال: " يا معشر اليهود ، أخرجوا إلي أعلمكم! "
وعلى أهل الإيمان أن يعرضوا أقوال منافقي هذا العصر وأفعالهم على كتاب الله وسنة رسوله كما كان سلفهم الصالح يفعل مع المنافقين في زمانهم لتجنب الوقوع في مصائد كيدهم الماكر والخبيث ، وأن يستيقنوا جيدا معنى قول الله تعالى: (( يريد الله ألا يجعل لهم حظا في الآخرة ولهم عذاب عظيم)) حتى لا ينخدعوا بما يظهرون لهم من إيمان زائف ، ولا يأسفوا عليهم وقد أراد لهم الله تعالى البعد عن حظيرة الإيمان ، وأعد لهم من العذاب العظيم في الآخرة ما يناسب جرم نفاقهم. اللهم إنا نعوذ بك من حزن تسببه لنا مسارعة أهل الكفر بأصنافهم فيه ، ونعوذ بك أن ينخدع المؤمنون بما يكاد لهم من سوء يستهدف إيمانهم ودينك وشريعتك ، ونسألك أن ترد كل كيد يكاد لهم رحمة بهم ولطفا منك ، وتجعله في نحور من يستهدفونهم سرا وعلانية ، فأنت سبحانك عليهم قادر وفوقهم قاهر، وإليك المرجع والمصير ، ولا حول ولا قوة إلا بك جل شأنك. والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. Loading...