– من الآن وصاعداً ستتم مراقبة المشهد في قلب أوروبا، حيث صربيا على حدود رومانيا والمجر وبلغاريا، الدول المعنية بالحرب. ومن بين هذه الدول تقف المجر موقفاً متوازناً من الحرب ومن سياسات حلف الناتو ضد روسيا، وسيدفع موقف صربيا لبدء تشكل ثنائي أوروبي جديد، ومع تحوّل مشروع حياد أوكرانيا الى خيار وحيد للحل، سيفتح التفاوض حوله الطريق لدعوات تعميمه نحو دول أخرى، وكأن مساراً معاكساً لما شهدته أوروبا الشرقية بعد العام 1990 وتفكك الاتحاد السوفياتي، يوشك أن يبدأ، وليست صربيا فيه إلا رأس جبل الجليد.
- عُمان لسورية واليمن والكويت للبنان وقطر لأوكرانيا وأفغانستان!: ناصر قنديل - الشرق الجديد
- هل السرعة معيار نجاح موسكو عسكرياً؟: ناصر قنديل - الشرق الجديد
- الرئيسية
عُمان لسورية واليمن والكويت للبنان وقطر لأوكرانيا وأفغانستان!: ناصر قنديل - الشرق الجديد
ومنذ التموضع الحاد والنافر لقطر في الحرب على سورية أصيب الموقع القطري بالتضعضع، رغم إعادة الوصل مع إيران ومحاولة لعب دور في الملف النووي الإيراني أو في العلاقات الخليجية الإيرانية، ولكن بالنتيجة باءت المحاولات القطرية بالفشل في الحصول على دور في المفاوضات الأميركية مع إيران. هل السرعة معيار نجاح موسكو عسكرياً؟: ناصر قنديل - الشرق الجديد. ويبدو أن أمير قطر قد تبلغ في زيارته الحالية لواشنطن بضرورة الكف عن التحرك لحجز مقعد في هذا الملف. فالملف يتولاه الرئيس الأميركي مباشرة، والمفاوضات الجارية لا تحتمل المضاربات والمزايدات، وكانت قطر قد تبلغت موقفاً سعودياً رافضاً لأي مسعى للوساطة في التفاوض مع إيران، بعدما حجز هذا المقعد للعراق. – الملفات التي كان أمير قطر يبحث عن تفويض أميركي بإدارة الوساطات حولها تتسع بحجم أزمات المنطقة، من سورية الى اليمن وصولا للبنان، وحاصل النتائج الصادم لقطر هو أن المهام قد توزعت ولا مقعد بينها لقطر. فقطر وسيط غير مقبول في سورية، وغير مؤهل في اليمن، وغير نافع في لبنان، وقد أثبتت سلطنة عُمان أهليتها لقيادة التفاوض حول الملفين السوري واليمني، حيث ترحّب الدولة السورية بمساعي مسقط، ومثلها يفعل أنصار الله، وصولاً لحد أقرب للاشتراط بحصر التفاوض بمعبر إلزامي يمر بمسقط، من كل من دمشق وصنعاء.
هل السرعة معيار نجاح موسكو عسكرياً؟: ناصر قنديل - الشرق الجديد
وهذا ما يعني أن الصيغة التي تم التوصل إليها تفاوضياً مع انريكي مورو تطال الضمانات، ما فتح طريق الاتفاق الشامل. – في العلاقات الإيرانية السعودية، ينوه عبد اللهيان بالاهتمام اللبناني الاستثنائي بهذا الملف، ما يجعل بيروت المكان الوحيد الذي يطرح فيه السؤال باهتمام بالغ حول هذه العلاقات، لكنه يلفت الانتباه الى أن الاهتمام السعودي يضع اليمن أولوية، مستذكراً أن سعود الفيصل الذي اقترح عليه ان يكون لبنان أولوية دعاه الى تثبيت تعريف لبنان كمساحة للترفيه والسياحة، متابعاً أن إيران تنظر الى لبنان باعتباره مساحة صنعت مكانتها المقاومة، داعيا آنذاك سعود الفيصل لتحييد النظرتين الإيرانية والسعودية لصالح مساعدة اللبنانيين على التلاقي لصناعة نظرتهم المشتركة. أما حول الأولوية اليمنية لدى السعودية بحسابات اليوم فإيران تتمسك بشروط اليمنيين لوقف العدوان ورفع الحصار، لكن في اللغة والنبرة تغيير واضح من الجانب الإيراني لصالح الاستعداد للمساعدة في صناعة الحل، استعداد كانت حدوه السابقة حتى في أيام حكومة الرئيس الشيخ حسن روحاني الإصلاحي، وقد قالها الوزير محمد جواد ظريف في لقاء جمعني به قبل سنة، بأن سقف ما يمكن لإيران تقديمه هو تسهيل اللقاء بين السعودية والجانب اليمني، فيما يذهب كلام عبد اللهيان الى أبعد من ذلك إذا نضجت المقاربة السعودية لصالح التسليم بأن وقف العدوان ورفع الحصار من اولويات أي سعي جدّي للحل.
الرئيسية
وزيارة وزير خارجية عمان الى سورية ليست للمجاملة والتضامن فقط، وهي جزء من مسار للدور العماني في ترتيبات تطال العلاقات السورية بالجامعة العربية من بوابة التحضير للقمة العربية المقررة بعد شهرين في الجزائر، وبالغرب من بوابة ملفات عودة النازحين وإعادة الإعمار والحل السياسي، واليمنيون الذي تلقوا إشارات عن إمكانية قيام الكويت بالعودة لدور راعي التفاوض قالوا إنهم يفضلون عُمان، وإن الكويت التي لعبت دور الوسيط في مرات سابقة في الملف اليمني ففقدت فرصها للعودة اليه بعدما تخلت عن الحياد تجاه الدول الخليجية التي تقود الحرب على اليمن. وهنا يجب الربط بين استحالة لعب الكويت لدور الوسيط في الشأن السوري، وتراجع الفرص الكويتية للعودة الى دور الوسيط في اليمن، وبين تقدّم الكويت للمشهد حول لبنان، وتكليفها بمهمة الوسيط فيه. والوساطة هنا هي وساطة ستظهر مع الأيام أنها مسار تفاوضي وليست مجرد إملاءات تهديدية وإنذار بالإذعان بلسان دول الخليج. ويسأل أمير قطر، وماذا تفعل الدوحة؟
– الجواب الأميركي إن الدور الذي أعطي لقطر في مرحلة ما بعد الانسحاب من أفغاستان نقلها من الإقليمية الى العالمية.
– مقاربة الملفين النووي واليمني لا يغيب عنها الحضور الوازن لمتغيرات الحرب في أوكرانيا، حيث تأكيد إيران لتمايزها عن الموقف الروسي من مبدأ الحرب، والتمسك بالحل السلمي التفاوضي، لكن مع شرطين يجعلان القرب من موسكو والتطابق مع بكين يغلبان على النظرة الإجمالية، لا للحرب، لكن لا للعقوبات، مع إضافة لا بد منها، أن استفزازات واشنطن هي التي تتحمل مسؤولية التصعيد الذي دفع بموسكو للخيار العسكري، وبما أن الحرب قد وقعت وصار الموقف منها تسجيلاً لموقف مبدئيّ، والعقوبات مستمرة متمادية والموقف منها سياسي وعملي، لم تسمح إيران ولن تسمح بتعريض العلاقة بموسكو للاهتزاز، ولا بالاستثمار الأميركي على التمايز. ومن نتائج الحرب وتداعياتها، قراءة إيرانية بفرص أفضل للاتفاق النووي بشروط أقرب لما تريده إيران، وبداية ظهور لقراءة إقليمية واقعية تعترف بصحة الدعوة الإيرانية لدول المنطقة بعدم الوقوع في أوهام الحماية الأميركية، وبالتالي استعداد للانفتاح على التفكير بحلول لمشاكل المنطقة بتعاون دولها وشعوبها. وهذا معنى تشجيع إيران للانفتاح العربي عموما والخليجي خصوصاً على سورية. – في الشأن اللبناني، عناوين اقتصادية، تتركز على استعداد إيراني عالٍ للمساعدة، بمعزل عن مصير الاتفاق النووي والعقوبات، وعتب شديد على ربط الأمرين ببعضهما من الحكومات اللبنانية المتعاقبة بخلاف حكومات أخرى في المنطقة أكثر قرباً من أميركا كالعراق وتركيا وباكستان حصلت على استثناءات أميركية من العقوبات وتشتري من إيران الكهرباء والغاز، بينما الحكومات اللبنانية تخشى مجرد التفكير بطلب الاستثناء، وترهن أي تعاون برفع العقوبات الأميركية.