الرابع: أنه أراد به فجر يوم النحر خاصة ، قاله مجاهد. وفي وليال عشر - وهي قسم ثان - أربعة أقاويل: أحدها: هي عشر ذي الحجة ، قاله ابن عباس ، وقد روى أبو الزبير عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (والفجر وليال عشر ، قال: عشر الأضحى). الثاني: هي عشر من أول المحرم ، حكاه الطبري. الثالث: هي العشر الأواخر من شهر رمضان ، وهذا مروي عن ابن عباس. الرابع: هي عشر موسى عليه السلام التي أتمها الله سبحانه له ، قاله مجاهد. ما تفسير والفجر وليال عشر - أجيب. والشفع والوتر وهذا قسم ثالث ، وفيهما تسعة أقاويل: أحدها: أنها الصلاة ، فيها شفع وفيها وتر ، رواه عمران بن حصين عن النبي صلى الله عليه وسلم. [ ص: 266]
الثاني: هي صلاة المغرب ، الشفع منها ركعتان ، والوتر الثالثة ، قاله الربيع بن أنس وأبو العالية. الثالث: أن الشفع يوم النحر ، والوتر يوم عرفة ، رواه ابن الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم. الرابع: أن الشفع يوما منى الحادي عشر والثاني عشر من ذي الحجة ، والوتر الثالث بعدهما ، قاله ابن الزبير. الخامس: أن الشفع عشر ذي الحجة ، والوتر أيام منى الثلاثة ، قاله الضحاك. السادس: أن الشفع الخلق من كل شيء ، والوتر هو آدم وحواء ، لأن آدم كان فردا فشفع بزوجته حواء فصار شفعا بعد وتر ، رواه ابن نجيح.
- إسلام ويب - تفسير الماوردي - تفسير سورة الفجر - تفسير قوله تعالى والفجر وليال عشر والشفع والوتر والليل إذا يسر
- تفسير قوله تعالى: وليال عشر
- ما تفسير والفجر وليال عشر - أجيب
إسلام ويب - تفسير الماوردي - تفسير سورة الفجر - تفسير قوله تعالى والفجر وليال عشر والشفع والوتر والليل إذا يسر
﴿ تفسير الوسيط ﴾
وأقسم- سبحانه- ثانيا بقوله: وَلَيالٍ عَشْرٍ والمراد بها: الليالى العشر الأول من شهر ذي الحجة، لأنها وقت مناسك الحج، ففيها الإحرام، والطواف، والوقوف بعرفة.. وقيل المراد بها: الليالى العشر الأواخر من رمضان وقيل: الليالى العشر الأول من شهر المحرم.. قال الإمام ابن كثير: والليالى العشر: المراد بها: عشر ذي الحجة. كما قاله ابن عباس وابن الزبير، ومجاهد، وغير واحد من السلف والخلف. وقد ثبت في صحيح البخاري، عن ابن عباس مرفوعا: «ما من أيام العمل الصالح، أحب إلى الله- تعالى- فيهن، من هذه الأيام» - يعنى: عشر ذي الحجة- قالوا: «ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجلا خرج بنفسه وماله، ثم لم يرجع من ذلك بشيء».. وقيل: المراد بذلك: العشر الأول من المحرم. وقيل: العشر الأول من رمضان. والصحيح القول الأول... تفسير قوله تعالى: وليال عشر. ﴿ تفسير ابن كثير ﴾
الليالي العشر: المراد بها عشر ذي الحجة. كما قاله ابن عباس ، وابن الزبير ، ومجاهد ، وغير واحد من السلف والخلف. وقد ثبت في صحيح البخاري ، عن ابن عباس مرفوعا: " ما من أيام العمل الصالح أحب إلى الله فيهن من هذه الأيام " - يعني عشر ذي الحجة - قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال: " ولا الجهاد في سبيل الله ، إلا رجلا خرج بنفسه وماله ، ثم لم يرجع من ذلك بشيء ".
تفسير قوله تعالى: وليال عشر
[٥]
عاد قوم هود
يخاطب سبحانه وتعالى سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-: ألم تر يا محمد كيف فعل ربك بعاد؟ و (إرم) هواسم ثان لقبيلتهم؛ التي لم يخلق في مثل قوتهم وعجيب بنائهم، (ذات العماد) قيل أنهم كانو ينصبون الأعمدة فيرفعون عليها القصور. [٦] (التي لم يخلق مثلها في البلاد) أي أنهم تميزوا بالقوة الجسدية؛ فلم يكن في قوة أجسادهم من يجاريهم، حتى اغتروا بقوتهم واستكبروا على دعوة هود -عليه السلام-، وأكثروا الفساد فأخذهم الله بعذاب من عنده. [٧] وقد جاء في سورة فصلت ما يوضح هذا المعنى قال -تعالى-: ( فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّـهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ* فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ لِّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنصَرُونَ). إسلام ويب - تفسير الماوردي - تفسير سورة الفجر - تفسير قوله تعالى والفجر وليال عشر والشفع والوتر والليل إذا يسر. [٨]
ثمود قوم صالح
وثمود الذين (جابوا) أي خرقوا، (الصخر) وهي الحجارة العظيمة، (بالواد) الطريق الممتد بين جبلين، يقال أنه في وادي القرى، وهو واد بين خيبر وتيماء، وقد بلغوا من القوة أن خرقوا الجبال؛ وأقاموا فيها القصور، فما أغنت عنهم قوتهم لما كذبوا نبيهم صالح -عليه السلام- فأهلكهم الله تعالى بظلمهم.
ما تفسير والفجر وليال عشر - أجيب
وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2) وقوله: ( وَلَيَالٍ عَشْرٍ) اختلف أهل التأويل في هذه الليالي العشر أيّ ليال هي، فقال بعضهم: هي ليالي عشر ذي الحجة. حدثنا ابن بشار، قال: ثنا ابن أبي عديّ، وعبد الوهاب ومحمد بن جعفر، عن عوف، عن زرارة، عن ابن عباس، قال: إن الليالي العشر التي أقسم الله بها، هي ليالي العشر الأول من ذي الحجة. حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس: ( وَلَيَالٍ عَشْرٍ): عشر الأضحى؛ قال: ويقال: العشر: أولَ السنة من المحرم. حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وَهب، قال: أخبرني عمر بن قيس، عن محمد بن المرتفع، عن عبد الله بن الزبير ( وَلَيَالٍ عَشْرٍ) أوّل ذي الحجة إلى يوم النحر. حدثني يعقوب، قال: ثنا ابن عُلَية، قال: أخبرنا عوف، قال: ثنا زرارة بن أوفى، قال: قال ابن عباس: إن الليالي العشر اللاتي أقسم الله بهنّ: هن الليالي الأوَل من ذي الحجة. حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن مسروق ( وَلَيَالٍ عَشْرٍ) قال: عشر ذي الحجة، وهي التي وعد الله موسى صلى الله عليه وسلم. حدثني يعقوب، قال: ثنا ابن عُلَية، قال: أخبرنا عاصم الأحول، عن عكرِمة ( وَلَيَالٍ عَشْرٍ) قال: عشر ذي الحجة.
التاسع: أنه العدد لأن جميعه شفع ووتر ، قاله الحسن. ويحتمل حادي عشر: أن الشفع ما ينمى ، والوتر ما لا ينمى. والليل إذا يسر وهذا قسم رابع ، وفيه ثلاثة أوجه:
أحدها: هي ليلة القدر لسراية الرحمة فيها واختصاصها بزيادة الثواب فيها. الثاني: هي ليلة المزدلفة خاصة لاختصاصها باجتماع الناس فيها لطاعة الله ، وسئل محمد بن كعب عن قوله تعالى والليل إذا يسر فقال أسر يا ساري ، ولا تبيتن إلا بجمع ، يعني بمزدلفة. الثالث: أنه أراد عموم الليل كله. وفي قوله إذا يسر ثلاثة أوجه:
أحدها: إذا أظلم ، قاله ابن عباس. [ ص: 267]
الثاني: إذا سار ، لأن الليل يسير بمسير الشمس والفلك فينتقل من أفق إلى أفق ، ومنه قولهم جاء الليل وذهب النهار. الثالث: إذا سار فيه أهله ، لأن السرى سير الليل. هل في ذلك قسم لذي حجر وفي ذي الحجر لأهل التأويل خمسة أقاويل: أحدها: لذي عقل ، قاله ابن عباس. الثاني: لذي حلم ، قاله الحسن. الثالث: لذي دين ، قاله محمد بن كعب. الرابع: لذي ستر ، قاله أبو مالك. الخامس: لذي علم ، قاله أبو رجاء. والحجر: المنع ، ومنه اشتق اسم الحجر لامتناعه بصلابته ، ولذلك سميت الحجرة لامتناع ما فيها بها ، ومنه سمي حجر المولى عليه لما فيه من منعه عن التصرف ، فجاز أن يحمل معناه على كل واحد من هذه التأويلات لما يضمنه من المنع.
وأخرج البيهقي عن الأوزاعي قال: بلغني أن العمل في اليوم من أيام العشر كقدر غزوة في سبيل الله يصام نهارها ويحرس ليلها إلا أن يختص امرؤ بشهادة، قال: الأوزاعي: حدثني بهذا الحديث رجل من قريش من بني [ ص: 402] مخزوم عن النبي صلى الله عليه وسلم. وأخرج البيهقي من طريق هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر أول اثنين من الشهر وخميسين. وأخرج البيهقي وابن أبي الدنيا عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من أيام من أيام الدنيا العمل فيها أحب إلى الله أن يتعبد له فيها من أيام العشر يعدل صيام كل يوم منها بصيام سنة وقيام كل ليلة بقيام ليلة القدر. وأخرج البيهقي عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من أيام أفضل عند الله ولا العمل فيهن أحب إلى الله عز وجل من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير فإنها أيام التهليل والتكبير وذكر الله وإن صيام يوم منها يعدل بصيام سنة والعمل فيهن يضاعف بسبعمائة ضعف. وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: وليال عشر قال: هي العشر الأواخر من رمضان.