(الواشمات) جمع واشمة اسم فاعلة من الوشم، وهو غرز إبرة أو نحوها في الجلد حتى يسيل منه الدم، ثم يحشى الموضع بكحل أو نحوه، فيتلون الجلد ولا يزول بعد ذلك أبدا. (الموتشمات) جمع موتشمة وهي التي يفعل فيها الوشم. (المتنمصات) جمع متنمصة وهي التي تطلب إزالة شعر وجهها ونتفه، والتي تزيله وتنتفه تسمى نامصة. (المتفلجات) جمع متفلجة، وهي التي تبرد أسنانها لتفترق عن بعضها. (للحسن) لأجل الجمال. 05 من حديث: (ما نهيتكم عنه فاجتنبوه..). (المغيرات خلق الله) بما سبق ذكره، لأنه تغيير وتزوير. (كيت وكيت) كناية عن كلام قيل. (ما بين اللوحين) أي القرآن المكتوب ما بين دفتي المصحف. (آتاكم) أمركم به. /الحشر: 7/. (فلم تر من حاجتها) لم تشاهد أم يعقوب من الذي ظنته في زوج ابن مسعود رضي الله عنهما شيئا. (ما جامعتنا) ما صاحبتنا بل كنا نطلقها ونفارقها، وفي نسخة (ما جامعتها) والمعنى واحد].
وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه
وقال ابن عبد البر في كتاب «تفسير القرآن»: حدثنا عبد الرحمن بن يحيى بسنده عن عمرو بن عوف، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما: كتاب الله وسنة نبيه». وقال ابن عبد البر: ذكر أبو عيسى الترمذي بسنده «عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل»، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله تعالى: «ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون»، (سورة الزخرف الآية: 85). باب: {وما آتاكم الرسول فخذوه} - حديث صحيح البخاري. وقال ابن عبد البر: (وهذا «ولفظ» حديث مالك سواء، والكتاب والسنة قد هدى من تمسك بهما). وتلك أدلة وجوب العمل بالسنة مما ورد في الحديث النبوي، والنبي صلى الله عليه وسلم «وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى»، (سورة النجم) وهو معصوم من الزلل في أمور الدين، وما يقوله فيه حق وصدق يجب العمل به كما يجب العمل بالقرآن الكريم الوحي المتلو المتعبد بتلاوته.
ما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا
يا أبا أحمد حتى في أبام الصحابة رضوان الله عليهم. كانوا يسألون النبي عن بعض معاني الأبات. فمال بالك بنا في هذا الزمن.. لو جئت لأحدهم تسأله عن معنى كلالة مثلا.
وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا
شبهة: الاستغناء بالقرآن عن السنة: لا يمكن الاستغناء بالقرآن الكريم عن سُنَّة النبي صلى الله عليه وسلم بحال من الأحوال، بل لا يمكن أن يُفهم الكتاب بمعزل عن السُنَة، وأي دعوة لفصل أحدهما عن الآخر إنما هي دعوة ضلال وانحراف، وهي في الحقيقة دعوة إلى هدم الدين، وتقويض أركانه والقضاء عليه من أساسه، واعتقاد البعض أن القرآن يكفيهم ضلال، ورد للقرآن الذي أمرنا صراحة بطاعة النبي صلى الله عليه وسلم في كل ما أمر ونهى، قال تعالى: { وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ} [الحشر:7].
وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فنتهو
وإلى هنا ينتهي ما أردنا الحديث عنه في هذه القاعدة القرآنية المحكمة، وإلى لقاء قادم بإذن الله تعالى، والحمد لله رب العالمين. _________________ (1) نقله السيوطي في الخصائص الكبرى (2 / 297). (2) الإبانة لابن بطة (3 / 59). (3) البخاري (4604) ، مسلم (2125). (4) تاريخ دمشق (51 /271). (5) سير أعلام النبلاء (10/88). (6) تاريخ دمشق (8/436).
عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال:« قمنا معَ رسولِ اللَّهِ في شَهرِ رمضانَ ، ليلةَ ثلاثٍ وعشرينَ ، إلى ثُلُثِ اللَّيلِ الأوَّلِ ثمَّ قُمنا معَهُ ليلةَ خمسٍ وعشرينَ إلى نِصفِ اللَّيلِ ثمَّ قمنا معَهُ ليلةَ سبعٍ وعشرينَ حتَّى ظننَّا أن لا ندرِكَ الفلاحَ» صحيح
الاعتكاف
روت عائشة رضي الله عنها: «أن النبي ﷺ كان يعتكـف العشر الأواخر من رمضان ، حتى توفاه الله ، ثم اعتكف أزواجه من بعده ». متفق عليه.
قال ابن أبي حاتم: حدثنا يحيى بن أبي طالب ، حدثنا عبد الوهاب ، حدثنا سعيد ، عن قتادة ، عن الحسن العوفي ، عن يحيى بن الجزار ، عن مسروق قال: جاءت امرأة إلى ابن مسعود فقالت: بلغني أنك تنهى عن الواشمة والواصلة ، أشيء وجدته في كتاب الله أو عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ قال: بلى ، شيء وجدته في كتاب الله وعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قالت: والله لقد تصفحت ما بين دفتي المصحف فما وجدت فيه الذي تقول!. قال: فما وجدت فيه: ( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) ؟ قالت: بلى. قال: فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينهى عن الواصلة والواشمة والنامصة. وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه. قالت: فلعله في بعض أهلك. قال: فادخلي فانظري. فدخلت فنظرت ثم خرجت ، قالت: ما رأيت بأسا. فقال لها: أما حفظت وصية العبد الصالح: ( وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه) وقال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرحمن ، حدثنا سفيان ، عن منصور ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله - هو ابن مسعود - قال: لعن الله الواشمات ، والمستوشمات ، والمتنمصات ، والمتفلجات للحسن ، المغيرات خلق الله ، عز وجل. قال: فبلغ امرأة في البيت يقال لها: " أم يعقوب " ، فجاءت إليه فقالت: بلغني أنك قلت كيت وكيت.