هناك العديد من الآيات القرآنية التي حملت العديد من المعاني الرائعة ، و لكن ما اجمل من ان تشعر بأن الله اقرب اليك من مجرى دمك ، فما تفسير هذه الآية الكريمة. تفسير آية " ونحن اقرب اليه من حبل الوريد "
– قال تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ* وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ)، عندما ندقق النظر فيما قام المفسرون من السلف الصالح بتقديمه بشأن تلك الآية الكريمة، نجد أن أغلب الأراء اجتمعت على أن حبل الوريد المقصود به الوعاء الدموي، وهو ذلك العرق الموجود بجانب الصفد، حيث زعم العرب أنها الوتين. – ولكن هناك عدد من المؤشرات التي جعلت من ذلك التفسير بعيدا عن كونه تفسير دقيق، وهذا ما قام الدارسون والباحثون بتقديمه لنا في ذلك المجال، حيث أن عبارة حبل الوريد لا تشير إلى الوعاء الدموي، حيث أن الحبل يتسم بكونه غير أنبوبي أو غير مجوف، ولكنه إن أصبح مجوف لا يمكننا أن نطلق عليه حبل، لأنه بذلك يكون قد افتقد القوة التي كانت تميزه واكتسب صفات أخرى. ونحن أقرب إليه من حبل الوريد وصايا لقمان الشيخ خيري وربي ح14ج2 - YouTube. – وقد قام الله سبحانه وتعالى في تلك الآية بالربط بين وسوسة النفس ، وقربه من حبل الوريد، وإن اعتبرنا أن الوسوسة محلها الدماغ، فإن هناك عدد من الأعضاء الأخرى التي تعد أقرب من العرق المتواجد في الرقبة إلى الدماغ، بالإضافة إلى أن العرق الدموية لا علاقة له بالوسوسة.
ونحن أقرب إليه من حبل الوريد وصايا لقمان الشيخ خيري وربي ح14ج2 - Youtube
فإن قال قائل: كيف يضيف الله القرب المسند إليه والمراد به الملائكة ألهذا نظير؟. قلنا: نعم، له نظير. يقول الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم:{لا تحرك به لسانك لتعجل به * إن علينا جمعه وقرءانه * فإذا قرأناه فاتبع قرءانه { قرأناه المراد بذلك جبريل، ونسب الله فعل جبريل إلى نفسه؛ لأنه رسوله، كذلك الملائكة نسب الله قربهم إليه لأنهم رسله، كما قال تعالى: {أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون}. وما اختاره شيخ الإسلام - رحمه الله - هو الصواب. فإن قال قائل: وهل الله تعالى قريب من المؤمن على كل حال؟. قلنا: بل في بعض الأحوال، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته» (8). فهذا قربٌ في حال الدعاء، مصداق ذلك قوله تعالى: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لى وليؤمنوا بى لعلهم يرشدون}. ونحن أقرب إليه من حبل الوريد. كذلك هو قريب من المؤمن في حال السجود، لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد» (9). وعلى هذا فيكون المؤمن قريباً من الله تعالى حال عبادته لربه، وحال دعائه لربه، أما القرب العام فإن المراد به القرب بالملائكة على القول الراجح.
وحبل الوريد هو العِرْق الذي يجري به الدم في الرقبه فهو اقرب إلينا من الدم فى اجسادنا...
وهذا منتهى القُرْب ويقول المتصوِّفه إنه يبعد عنَّا لِفَرط قُربه...
فمثلاً لا نَرَى سَوَاد أعيُنِنا لِفَرط قُرْبه..
ويخفىَ علينا لِفَرط ظُهُرُه..
فمثلاً إننا عرفنا الظِل بالنور..
والله سبحانه وتعالىَ ليس له ضدّ ليُعرَف به..
ولِذلك نقول أن الله احتجب عنا لِفَرطُ إشراقُه ودوامُهْ..
~~
كتاب / القرآن محاوله لفهم عصرى