وبهذا نختم مقالنا بعدما حصرنا عدة معاني مرادة من السؤال "ما معنى اللغو" ووضحناها في سياق فقرات المقال السابقة، فيجب علينا أن نفكر جيداً قبل أن ننطق بالكلام، ونعي بمعناه قبل البوح به، كي لا نتسبب في سوء الفهم أو التسبب في ألم وجرح الآخرين، أو نعصي ربنا ونكثر من ذنوبنا وسيئاتنا، فاللغو دائما يقربنا من الخطأ ويبعدنا عن الصواب.
ليالٍ تستحقّ أن نُتعب فيها أنفسنا &Ndash; الشروق أونلاين
-------
أما تفسير الآية كاملة:-
( والذين هم عن اللغو معرضون) قال عطاء عن ابن عباس: عن الشرك ، وقال الحسن: عن المعاصي. ما معنى اللغة العربية. وقال الزجاج: عن كل باطل ولهو وما لا يحل من القول والفعل. وقيل: هو معارضة الكفار بالشتم والسب: قال الله تعالى: " وإذا مروا باللغو مروا كراما " ( الفرقان - 72) ، أي: إذا سمعوا الكلام القبيح أكرموا أنفسهم عن الدخول فيه. ( والذين هم للزكاة فاعلون) أي: للزكاة الواجبة مؤدون ، فعبر عن التأدية بالفعل لأنها فعل. وقيل: الزكاة هاهنا هو العمل الصالح ، أي: والذين هم للعمل الصالح فاعلون.
قالت أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله تعالى عنها-: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا دخل العشر شدّ مئزره وأحيا ليله، وأيقظ أهله (متفق عليه)، وقالت -رضي الله عنها-: "كان رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- يجتهد في العشر الأواخر، ما لا يجتهد في غيره" (مسلم)، وقالت: "كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم يخلط العشرين بصلاة ونوم، فإذا كان العشر شمّر وشدّ المئزر" (أحمد).
جريدة المغرب | كلمات قرآنية: كلمة اللغو ...الدلالات والأبعاد
العشر الأواخر هي أسنح وأهيأ فرصة ليفكّ المؤمن رقبته من النّار وينال صكا بالنجاة من النّار، وأعظم فرصة يستعين فيها العبد المؤمن بالله الواحد الأحد على نفسه وشيطانه وهواه.. وأعظم فرصة ليحقّق المؤمن دعواته وينال مطالبه وأمنياته.. ليال تهبّ فيها نفحات الرّحمة والغفران، وتوزّع فيها أوسمة الرّضوان والعتق من النّيران. أرشيف الإسلام - معنى اللغو للكاتب الشيخ ندا أبو أحمد من مصدر الألوكة. ليال يكون فيها العبد المؤمن أقرب ما يكون إلى رضوان ربّه. هي ليال عظيمة تستحقّ أن نتعب فيها قليلا مع أنفسنا.. تستحقّ أن نُتعب فيها أنفسنا قليلا لعلّها ترتاح من نصب وتعب هذه الدنيا بنظرة نحظى بها من مولانا الرحمن الرحيم.. ينظر سبحانه إلى أحدنا وهو قائم بين يديه في ليلة من ليالي العشر أو يراه وهو رافع يديه يدعو ويبكي أو يطّلع عليه وهو يتلو كلامه خاشعا خاضعا، فيُشهد ملائكته أنّه أحلّ على عبده رضوانه وكتب له السّعادة في الدّنيا والآخرة وقضى بأن يجيب دعواته ويقضي حاجاته.
• وقوله تعالى: ﴿ إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا * حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا * وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا * وَكَأْسًا دِهَاقًا * لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا * جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاء حِسَابًا ﴾ [النبأ: 31 - 36]. • وقوله تعالى: ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ * لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً ﴾ [الغاشية: 8 - 11]. ليالٍ تستحقّ أن نُتعب فيها أنفسنا – الشروق أونلاين. • ومنه قول قيس بن أبي غرزة رضي الله عنه قال: أتانا النبي صلى الله عليه وسلم ونحن في السوق فقال: ( (إن هذه السُّوقَ يُخالِطها اللغو والكذب فشُوبُوها بالصدقة)) ؛ (أخرجه النسائي بسند صحيح). • ومنه قول ابن عباس رضي الله عنهما قال: "فرَض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر؛ طُهْرَةً للصائم من اللغو والرفث، وطُعْمَةً للمساكين، فمَن أدَّاها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومَن أدَّاها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات"؛ (أخرجه البخاري). [1] لغوت؛ أي: تكلَّمت، وقيل: فقد خبت.
أرشيف الإسلام - معنى اللغو للكاتب الشيخ ندا أبو أحمد من مصدر الألوكة
• وأخرج الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( (مَن توضَّأ فأحسن الوضوء، ثم أتى الجمعة فاستمع وأنصت، غُفِرَ له ما بينه وبين الجمعة وزيادة ثلاثة أيام، ومَن مسَّ الحصى فقد لغا)) ، واللغو مِن مسِّ الحصى يَنزِل منزلة الكلام، وقيل المقصود به: "عدَل عن الصواب، أو خاب". 3- ويأتي اللغو ويقصد به مجالس اللهو والباطل:
ومنه قوله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا ﴾ [الفرقان: 72]. • وقــال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ وَصَّلْنَـا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِن قَبْلِهِ هُم بِهِ يُؤْمِنُونَ * وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ * أُوْلَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ ﴾ [القصص: 51 - 55].
بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد،
جاء اللغو في اللغة بمعنى: « السقط، وما لا يُعْتَدُّ به من كلام وغيره، ولا يحصل منه فائدة ولا نفع. » [ راجع: لسان العرب]، وقد ورد ذكر اللغو في القرآن الكريم في عدة آيات، ومنها قوله تعالى: { قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ( 1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ( 2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ ( 3)} [ المؤمنون: 1-3]، وقد فسر الحافظ ابن كثير - رحمه الله - الآية الثالثة بقوله: « { وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ} أي: عن الباطل، وهو يشمل الشرك كما قال بعضهم، والمعاصي كما قال آخرون، وما لا فائدة فيه من الأقوال والأفعال، كما قال تعالى: { وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا} [ الفرقان: 72] ». ومما تقدم يتبين معنا أن لِلَّغو ثلاثة معاني، وهي على النحو التالي: الباطل، والذي يشمل الشرك. المعاصي والآثام. ما لا فائدة فيه من الأقوال والأفعال. وكل هذه المعاني صحيحة عند العلماء. فالواجب على كل مسلم الحذر من اللغو والإعراض عنه، حتى يكون مؤمنًا بحق، ويفوز برضوان الله تعالى وجنانه. فينبغي له أن يبتعد عن الباطل من الشرك والمعاصي والآثام، وأن يُعْرِض عن كل ما لا فائدة فيه من الأقوال والأفعال؛ لأن المسلم إذا انشغل بالأمور التي لا فائدة منها، سيضيع على نفسه الأمور التي فيها فائدة ومصلحة له.