عبدالباسط عبدالصمد - وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها - YouTube
- القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة النحل - الآية 18
- القرآن الكريم - تفسير السعدي - تفسير سورة ابراهيم - الآية 34
- وإن تعدّوا نعمة الله لا تحصوها - منتديات كرم نت
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة النحل - الآية 18
وقوله: { وأنهارا وسبلا} أي جعل فيها أنهارا تجري من مكان إلى آخر رزقا للعباد ينبع في موضع، وهو رزق لأهل موضع آخر، فيقطع البقاع والبراري والقفار، ويخترق الجبال والآكان، فيصل إلى البلد الذي سخر لأهله، وهي سائرة في الأرض يمنة ويسرة وجنوبا وشمالا وشرقا وغربا، ما بين صغار وكبار، وأودية تجري حينا وتنقطع في وقت، وما بين نبع وجمع، وقوي السير وبطيئه بحسب ما أراد وقدّر وسخّر ويسر، فلا إله إلا هو ولا رب سواه، وكذلك جعل فيها { سبلا} أي طرقا يسلك فيها من بلاد إلى بلاد حتى إنه تعالى ليقطع الجبل حتى يكون ما بينهما ممراً ومسلكاً، كما قال تعالى: { وجعلنا فيها فجاجا سبلا} الآية. وقوله: { وعلامات} أي دلائل من جبال كبار وآكام صغار ونحو ذلك يستدل بها المسافرون براً وبحراً إذا ضلوا الطرق. { وبالنجم هم يهتدون} أي في ظلام الليل، قاله ابن عباس، ثم نبّه تعالى على عظمته وأنه لا تنبغي العبادة إلا له دون ما سواه من الأوثان التي لا تخلق شيئاً بل هم يخلقون، ولهذا قال: { أفمن يخلق كمن لا يخلق؟ أفلا تذكرون} ثم نبههم على كثرة نعمه عليهم وإحسانه إليهم فقال: { وإن تعدوا نعمة اللّه لا تحصوها إن اللّه لغفور رحيم} أي يتجاوز عنكم ولو طالبكم بشكر جميع نعمه لعجزتم عن القيام بذلك، ولو أمركم به لضعفتم وتركتم، ولو عذبكم لعذبكم وهو غير ظالم لكم، ولكنه غفور رحيم يغفر الكثير ويجازي على اليسير.
وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ ۚ وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ إِنَّ الْإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ (34) { وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ} أي: أعطاكم من كل ما تعلقت به أمانيكم وحاجتكم مما تسألونه إياه بلسان الحال، أو بلسان المقال، من أنعام، وآلات، وصناعات وغير ذلك. { وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا} فضلا عن قيامكم بشكرها { إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ} أي: هذه طبيعة الإنسان من حيث هو ظالم متجرئ على المعاصي مقصر في حقوق ربه كفَّار لنعم الله، لا يشكرها ولا يعترف بها إلا من هداه الله فشكر نعمه، وعرف حق ربه وقام به. ففي هذه الآيات من أصناف نعم الله على العباد شيء عظيم، مجمل ومفصل يدعو الله به العباد إلى القيام بشكره، وذكره ويحثهم على ذلك، ويرغبهم في سؤاله ودعائه، آناء الليل والنهار، كما أن نعمه تتكرر عليهم في جميع الأوقات.
القرآن الكريم - تفسير السعدي - تفسير سورة ابراهيم - الآية 34
إخوتي.. لا نَزال نتقلَّب في نِعَمِ الله وآلائه العظيمة، وهو سبحانه لم يتعبَّدْنا بِشُكْرِ جميع نِعَمِه؛ لِعلمه بعجزِنا وضعفِنا وتقصيرِنا، ولأنه غفور رحيم؛ يَغفر الكثيرَ، ويُجازي على اليسير، فالعبد بين نعمةٍ من الله تحتاج إلى شُكر، وذنبٍ يحتاج فيه إلى استغفار. القرآن الكريم - تفسير السعدي - تفسير سورة ابراهيم - الآية 34. وكثرةُ التَّفكرِ في الآلاءِ الله تعالى ونِعَمِه تُورِثُ محبَّةَ اللهِ تعالى؛ لأنَّ القلوب جُبلَت على حُبِّ مَن أنعَم أو أحسَن إليها، وبُغْضِ مَنْ أساءَ إليها، ولا أحد أعظَم إحساناً ونِعَماً من الله تعالى؛ فإنَّ نِعَمَه وإحسانَه على عَبدِه في كلِّ نَفَسٍ ولَحظة. اللهم إنا نحمَدُك على كلِّ نِعمةٍ أنعمتَ بها علينا، مِمَّا لا يعلمه إلاَّ أنت، ومِمِّا عَلِمناه حَمْداً لا يحيطُ به حَصْرٌ ولا يحصره عَدٌّ، وعَدَدَ ما حَمِدَكَ الحامدون بكلِّ لسانٍ، في كلِّ زمان. مرحباً بالضيف
25) أنَّ طبيعة الإنسان من حيث هو ظالِمٌ متجرِّئ على المعاصي، مقصِّر في حقوق ربِّه، كفَّارٌ لنِعَم الله، لا يَشكرها ولا يَعترف بها إلَّا مَن هداه اللهُ؛ فشَكَر نعَمَه، وعرف حقَّ ربه وقام به. تفسير وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها. 26) أنَّ على الإنسان استِحضار ما أنعَم الله به عليه؛ لأنَّ ذلك يكون باعثًا له على الشُّكر. 27) أنَّ مُطالعة الآلاء والنِّعَم تورِث محبَّةَ الله عزَّ وجلَّ؛ لأنَّ القلوب جُبلَت على حبِّ مَن أنعَم أو أحسَن إليها، وبُغض مَن أساء إليها، ولا أحد أعظَم نعمًا وإحسانًا من الله عزَّ وجل؛ فإنَّ نعَمَه وإحسانه على عبده في كلِّ نفَسٍ ولحظة، وهو يتقلَّب فيها في جميع أحواله. 28) أنَّ النِّعَم ليست فقط فيما يوهَب للإنسان؛ بل قد تكون - أيضًا - فيما يُصرَف عنه من المضرَّات وأنواعِ الأذى وغيرِ ذلك من الأمور التي تَقصده، والتي لعلَّها توازن النِّعَم في الكثرة.
وإن تعدّوا نعمة الله لا تحصوها - منتديات كرم نت
وقال ابن جرير: يقول: إن اللّه لغفور لما كان منكم من تقصير في شكر بعض ذلك إذا تبتم وأنبتم إلى طاعته واتباع مرضاته، رحيم بكم لا يعذبكم بعد الإنابة والتوبة. تفسير الجلالين { وإن تعدّوا نعمة الله لا تحصوها} تضبطوها فضلاً أن تطيقوا شكرها { إن الله لغفور رحيم} حيث ينعم عليكم مع تقصيركم وعصيانكم. تفسير الطبري وَقَوْله: { وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَة اللَّه لَا تُحْصُوهَا} لَا تُطِيقُوا أَدَاء شُكْرهَا. وَقَوْله: { وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَة اللَّه لَا تُحْصُوهَا} لَا تُطِيقُوا أَدَاء شُكْرهَا. ' { إِنَّ اللَّه لَغَفُور رَحِيم} يَقُول جَلَّ ثَنَاؤُهُ: إِنَّ اللَّه لَغَفُور لِمَا كَانَ مِنْكُمْ مِنْ تَقْصِير فِي شُكْر بَعْض ذَلِكَ إِذَا تُبْتُمْ وَأَنَبْتُمْ إِلَى طَاعَته وَاتِّبَاع مَرْضَاته, رَحِيم بِكُمْ أَنْ يُعَذِّبكُمْ عَلَيْهِ بَعْد الْإِنَابَة إِلَيْهِ وَالتَّوْبَة. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة النحل - الآية 18. { إِنَّ اللَّه لَغَفُور رَحِيم} يَقُول جَلَّ ثَنَاؤُهُ: إِنَّ اللَّه لَغَفُور لِمَا كَانَ مِنْكُمْ مِنْ تَقْصِير فِي شُكْر بَعْض ذَلِكَ إِذَا تُبْتُمْ وَأَنَبْتُمْ إِلَى طَاعَته وَاتِّبَاع مَرْضَاته, رَحِيم بِكُمْ أَنْ يُعَذِّبكُمْ عَلَيْهِ بَعْد الْإِنَابَة إِلَيْهِ وَالتَّوْبَة. '
وقال الشوكاني - رحمه الله -: (ومعلومٌ أنه لو رَامَ فردٌ من أفراد العِباد أنْ يُحصي ما أنعمَ اللهُ به عليه في خَلْقِ عُضوٍ من أعضائه، أو حاسَّةٍ من حواسِّه، لم يقدر على ذلك قط، ولا أمكنه أصلاً، فكيف بما عدا ذلك من النِّعم، في جميع ما خَلَقَه اللهُ في بدنه، فكيف بما عدا ذلك من النِّعمِ الواصلةِ إليه في كلِّ وقتٍ، على تَنَوُّعِها واختلافِ أجناسِها). وقال أيضاً: (إنَّ كلَّ جزءٍ من أجزاء الإنسان لو ظَهَرَ فيه أدنى خَلَلٍ، وأيسرَ نَقْصٍ لَنَغَّصَ النِّعمَ على الإنسان، وتمنَّى أنْ يُنفِقَ الدنيا لو كانت في مُلكِه حتى يزول عنه ذلك الخَلَل، فهو سبحانه يُدير بَدَنَ هذا الإنسان على الوجه الملائم له، مع أنَّ الإنسانَ لا عِلْمَ له بوجود ذلك، فكيف يُطِيقُ حَصْرَ بعضِ نِعَمِ اللهِ عليه، أو يَقْدِرُ على إحصائها، أو يتمكَّن من شُكْرِ أدناها؟). الخطبة الثانية
الحمد لله... أيها الكرام.. خُتِمَت الآيةُ السابقة بقوله تعالى: ﴿ إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ﴾ فهذا طبعُ الإنسان، كفورٌ غير شكور، ظلومٌ لنفسه، كفَّارٌ لنِعَمِ الخالق جلَّ وعلا، يجترئ على المعاصي، ويُقصِّر في حقوق الله تعالى، وبمقدار كثرةِ نِعَمِ الله تعالى يكثر كُفْرُ الكافرين بها، فهم يُعرِضون عن عِبادة المُنعِم، ويعبدون ما لا يملك لهم ضَرًّا ولا نَفْعاً، ولا موتاً ولا حياةً ولا نُشوراً، ولا يَشكر نِعَمَ اللهِ تعالى إلاَّ القليل؛ كما قال سبحانه: ﴿ وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ﴾ [سبأ: 13].