السؤال: ما هو حكم صلاة ليلة الرغائب؟ وهل ليلة الرغائب ثابتة شرعاً أم لا؟ (نزار الموسوي، Ali Beydoun ، خالد سعيد. لبنان والسعودية).
ما هو حكم صلاة الرغائب أوّل رجب؟ وهل ثبت استحبابها؟ |
وقال النووي – أيضاً - في "شرح مسلم":
" قاتل الله واضعها ومخترعها, فإنها بدعة منكرة من البدع التي هي ضلالة وجهالة وفيها منكرات ظاهرة. وقد صنف جماعة من الأئمة مصنفات نفيسة في تقبيحها وتضليل مصليها ومبتدعها ودلائل قبحها وبطلانها وتضليل فاعلها أكثر من أن تحصر " انتهى. وقال ابن عابدين في "حاشيته" (2/26):
" قال في "البحر": ومن هنا يعلم كراهة الاجتماع على صلاة الرغائب التي تفعل في رجب في أولى جمعة منه وأنها بدعة...
وللعلامة نور الدين المقدسي فيها تصنيف حسن سماه "ردع الراغب عن صلاة الرغائب" أحاط فيه بغالب كلام المتقدمين والمتأخرين من علماء المذاهب الأربعة " انتهى باختصار. وسئل ابن حجر الهيتمي رحمه الله: هل تجوز صلاة الرغائب جماعة أم لا ؟
فأجاب: " أما صلاة الرغائب فإنها كالصلاة المعروفة ليلة النصف من شعبان بدعتان قبيحتان مذمومتان وحديثهما موضوع فيكره فعلهما فرادى وجماعة " انتهى. ما هو حكم صلاة الرغائب أوّل رجب؟ وهل ثبت استحبابها؟ |. "الفتاوى الفقهية الكبرى" (1/216). وقال ابن الحاج المالكي في "المدخل" (1/294):
" ومن البدع التي أحدثوها في هذا الشهر الكريم (يعني شهر رجب): أن أول ليلة جمعة منه يصلون في تلك الليلة في الجوامع, والمساجد صلاة الرغائب, ويجتمعون في بعض جوامع الأمصار ومساجدها ويفعلون هذه البدعة ويظهرونها في مساجد الجماعات بإمام وجماعة كأنها صلاة مشروعة.... وأما مذهب مالك رحمه الله تعالى: فإن صلاة الرغائب مكروه فعلها ، لأنه لم يكن من فعل من مضى, والخير كله في الاتباع لهم رضي الله عنهم " انتهى باختصار.
صلاة ليلة الرّغائب وأعمالها
صلاة الرّغائب واردة عن النبيّ (ص) برواية أنس بن مالك (وفي سندها أبو الحسن الهمداني، واتهم بالكذب وأنّه وضع صلاة الرّغائب)، ولذلك فلا يجوز الالتزام بها بعنوان مشروعيَّتها الخاصّة، ولم يثبت لدينا صحة الرّواية الواردة فيها، ولكن لو أتى المؤمن بها برجاء المطلوبيّة، كان ذلك جائزاً. وهي عبارة عن صلاة مع أدعية، وهذا ما هو مشروع ومستحبّ بالاستحباب العام، وإن لم يثبت الاستحباب الخاصّ. وكيفيّتها، كما ورد عن رسول الله (ص): ما من أحد صام يوم الخميس (أوّل خميسٍ من رجب)، ثم صلّى بين العشاء والعتمة (بعد صلاة العشاء) اثنتي عشر ركعة، يفصل بين كل ركعتين بتسليمة (ستّ مرات مثل صلاة الصبح)، يقرأ في كل ركعة (فاتحة الكتاب) مرّة، (وإنّا أنزلناه في ليلة القدر) ثلاث مرات، (وقل هو الله أحد) اثنتي عشر مرة، فإذا فرغ من صلاته، صلّى عليَّ سبعين مرّة يقول: اللّهمّ صلِّ على محمّدٍ النبيّ الأمّيّ وعلى آله. صلاة ليلة الرغائب وقتها وفضلها _ الشيخ علي المطيري - YouTube. ثم يسجد ويقول في سجوده سبعين مرّة: "سبّوح قدّوس ربّ الملائكة والرّوح"، ثم يرفع رأسه ويقول: "ربّ اغفر وارحم وتجاوز عمّا تعلم، إنّك أنت العليّ الأعظم"، ثم يسجد سجدة أخرى ويقول في سجوده مثل ما قال في السجدة الأولى، ثم يسأل الله حاجته، فإنها تقضى إن شاء الله تعالى.
صلاة ليلة الرغائب وقتها وفضلها _ الشيخ علي المطيري - Youtube
انتهى من المجموع والله أعلم.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
وأما صلاة الرغائب فلا أصل لها، بل هي محدثة، فلا تستحب، لا جماعة ولا فرادى، فقد ثبت في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن تخص ليلة الجمعة بقيام أو يوم الجمعة بصيام، والأثر الذي ذكر فيها كذب موضوع باتفاق العلماء، ولم يذكره أحد من السلف والأئمة أصلاً. أهـ
وقال في موضع آخر:
صلاة الرغائب بدعة باتفاق أئمة الدين، لم يسنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أحد من خلفائه، ولا استحبها أحد من أئمة الدين، كمالك، والشافعي، وأحمد، وأبي حنيفة، والثوري، والأوزاعي، والليث، وغيرهم، والحديث المروي فيها كذب بإجماع أهل المعرفة بالحديث.