انتهى. وجاء في الشرح الكبير لابن قدامة الحنبلي: وينوي الإحرام بقلبه ولا ينعقد إلا بالنية، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إنما الأعمال بالنيات ـ ولأنها عبادة محضة فافتقرت إلى النية كالصلاة، فإن لبى من غير نية لم يصر محرماً، لما ذكرنا، وإن اقتصر على النية كفاه ذلك، وهو قول مالك والشافعي، وقال أبو حنيفة: لا ينعقد بمجرد النية حتى يضاف إليها التلبية أو سوق الهدي. انتهى. وبناء على ما سبق، فإن كنت قد نويت بقلبك البدء بأعمال العمرة، فإحرامك منعقد عند الجمهور والواجب عليك المبادرة بإكمالها، لقوله تعالى: وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ {البقرة:196}. وعلى هذا، فيجب عليك فورا التوجه إلى مكة لإكمال عمرتك، وإذا عجزت عن الرجوع إلى مكة فإنك حينئذ ينطبق عليك حكم المحصر، فلك أن تتحلل من عمرتك بالحلق أو التقصير، ويكفيك ذبح شاة أو بدنة وتوزعها على الفقراء في بلد إقامتك، وراجع في ذلك الفتويين رقم: 116129 ، ورقم: 135351. اللهم اني نويت العمرة والصلاة. وبخصوص ما أقدمتَ عليه من محظورات الإحرام قبل التحلل من العمرة: فما كان منه من قبيل الإتلاف ـ كقص الشعر وتقليم الأظافر ـ ففي كل جنس منه فدية واحدة، والفدية هي: شاة تذبح بمكة وتوزع على المساكين هناك، أو صوم ثلاثة أيام، أو التصدق بثلاثة آصع من طعام، على ستة مساكين ـ وما كان من قبيل الترفه كلبس المخيط واستعمال الطيب: فلا شيء فيه إذا كنت جاهلا، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 14023.
اللهم اني نويت العمرة والزيارة
بسم الله الرحمن الرحيم
أحكام العمرة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
أخي المعتمر:
آداب وواجبات قبل السفر للعمرة:
أخي المعتمر عليك بما يلي:
1- الإخلاص: فإن الله تعالى لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً له عز وجل. 2- بعد العزم عليك بالتوكل على الله تعالى. 3- اختر نفقتك من مالك الحلال الطيب. 4- تب إلى الله تعالى من الذنوب توبة نصوحاً واصطلح مع الناس وصلهم. 5- رد الحقوق إلى أهلها وسداد الديون. 6- أكتب وصيتك بما لك وما عليك من الحقوق والواجبات. اللهم اني نويت العمرة والزيارة. 7- ودع أهلك قائلاً لهم: ( نستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه) ، وهم يودعنك بقولهم: ( نستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم أعمالك). آداب وواجبات أثناء السفر العمرة:
دعاء السفر:
إذا ركبت سيارتك أو الحافلة فكبّر ثلاثاً وقل: { سبحان الذي سخّر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون}. [ الزخرف: 13- 14]. وتقول: ( اللهم بك أصول وبك أجول وبك أسير اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى ، اللهم هون علينا سفرنا هذا واطو عنا بعده ، اللهم أنت الصاحب في السفر ، والخليفة في الأهل ، اللهم إنا نعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنظر وسوء المنقلب في المال والأهل).
ويقول في رمله في الأشواط الثلاثة: ( اللهم اجعله حجاً مبروراً ، وذنباً مغفوراً ، وسعياً مشكوراً). ويقول في الأشواط الأربعة الباقية: ( اللهم اغفر وارحم ، واعف عما تعلم ، وأنت الأعز الأكرم ، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار). 6- عند السعي:
يستحب على الصفا أن يستقبل القبلة ويقول: ( الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ولله الحمد ، الله أكبر على ما هدانا ، والحمد لله على ما أولانا ، لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، يحيي ويميت ، بيده الخير وهو على كل شيء قدير ، لا إله إلا الله وحده ، أنجز وعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده ، لا إله إلا الله ، ولا نعبد إلا إياه ، مخلصين له الدين ولو كره الكافرون ، اللهم إنك قلت: { ادعوني أستجب لكم} ، وإنك لا تخلف الميعاد ، وإني أسألك كما هديتني إلى الإسلام أن لا تنزعه مني حتى تتوفاني وأنا مسلم). اللهم اني نويت صيام رمضان - سؤال العرب. ويقول ذلك على المروة أيضاً. ومن الأدعية المستحبة في السعي أيضاً: ( اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ، اللهم إني أسألك موجبات رحمتك ، وعزائم مغفرتك ، والفوز بالجنة ، والسلامة من كل إثم ، والنجاة من النار ، اللهم إني أسألك التقى والعفاف والغنى).