إن ربك لبالمرصاد - YouTube
(160) باب ما جاء في قوله عز وجل: {إن ربك لبالمرصاد} - الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك
إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ (14) وقوله: ( إن ربك لبالمرصاد) قال ابن عباس: يسمع ويرى. يعني: يرصد خلقه فيما يعملون ، ويجازي كلا بسعيه في الدنيا والأخرى ، وسيعرض الخلائق كلهم عليه ، فيحكم فيهم بعدله ، ويقابل كلا بما يستحقه. وهو المنزه عن الظلم والجور. وقد ذكر ابن أبي حاتم هاهنا حديثا غريبا جدا - وفي إسناده نظر وفي صحته - فقال: حدثنا أبي ، حدثنا أحمد بن أبي الحواري ، حدثنا يونس الحذاء ، عن أبي حمزة البيساني ، عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " يا معاذ ، إن المؤمن لدى الحق أسير. يا معاذ ، إن المؤمن لا يسكن روعه ولا يأمن اضطرابه حتى يخلف جسر جهنم خلف ظهره. يا معاذ ، إن المؤمن قيده القرآن عن كثير من شهواته ، وعن أن يهلك فيها هو بإذن الله ، - عز وجل - فالقرآن دليله ، والخوف محجته ، والشوق مطيته ، والصلاة كهفه ، والصوم جنته ، والصدقة فكاكه ، والصدق أميره ، والحياء وزيره ، وربه ، - عز وجل - من وراء ذلك كله بالمرصاد ". قال ابن أبي حاتم: يونس الحذاء وأبو حمزة مجهولان ، وأبو حمزة عن معاذ مرسل. ان ربك لبالمرصاد یعنی. ولو كان عن أبي حمزة لكان حسنا. أي: لو كان من كلامه لكان حسنا. ثم قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي ، حدثنا صفوان بن صالح ، حدثنا الوليد بن مسلم ، عن صفوان بن عمرو ، عن أيفع بن عبد الكلاعي: أنه سمعه وهو يعظ الناس يقول: إن لجهنم سبع قناطر - قال: والصراط عليهن ، قال: فيحبس الخلائق عند القنطرة الأولى ، فيقول: ( وقفوهم إنهم مسئولون) [ الصافات: 24] ، قال: فيحاسبون على الصلاة ويسألون عنها ، قال: فيهلك فيها من هلك ، وينجو من نجا ، فإذا بلغوا القنطرة الثانية حوسبوا على الأمانة كيف أدوها ، وكيف خانوها ؟ قال: فيهلك من هلك وينجو من نجا.
089 : سورة الفجر بدون تشكيل - منهل الثقافة التربوية
جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة وقف الشيخ عبدالرحمن بن ناصر البراك /
{وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ} أَيْ: وَقْتَ سَرَيَانِهِ وَإِرْخَائِهِ ظَلَامِهِ عَلَى الْعِبَادِ، فَيَسْكُنُونَ وَيَسْتَرِيحُونَ وَيُطَمْئِنُّونَ، رَحْمَةً مِنْهُ تَعَالَى وَحِكْمَةً. ان ربك لبالمرصاد یعنی چه. {هَلْ فِي ذَلِكَ} الْمَذْكُورِ {قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ} أَيْ: لِذِي عَقْلٍ؟ نَعَمْ، بَعْضُ ذَلِكَ يَكْفِي، لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ. قال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ} الآيات:
يَقُولُ تَعَالَى: {أَلَمْ تَرَ} بِقَلْبِكَ وَبَصِيرَتِكَ كَيْفَ فَعَلَ بِهَذِهِ الْأُمَمِ الطَّاغِيَةِ، وَهِيَ إِرَمَ الْقَبِيلَةُ الْمَعْرُوفَةُ فِي الْيَمَنِ ذَاتِ الْعِمَادِ أَيِ: الْقُوَّةِ الشَّدِيدَةِ، وَالْعُتُوِّ وَالتَّجَبُّرِ. {الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلادِ} أَيْ: فِي جَمِيعِ الْبُلْدَانِ فِي الْقُوَّةِ وَالشِّدَّةِ، كَمَا قَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ هُودٌ عَلَيْهِ السَّلَامُ: {وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً} [الأعراف:69]
- الشيخ: وعادُ هذا الزمانِ هي الولاياتُ المتحدة، هي عادُ هذا العصر؛ لأنَّها أعتى دولةٍ وأعظمُها طغيانًا وظلمًا وتسلطًا، فنسأل الله أن يرسلَ عليها ريحًا عاتيةً كما أرسلَ على عادٍ وثمودٍ، نسأل الله أن يرسلَ عليها ريحا عاتية وأن يُحِلَّ بهم القوارعُ المتتابعة، اللهم أحلَّ بهم القوارعَ المتتابعة.