عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إنَّ اللهَ قال: مَن عادى لي وليًّا فقد آذنتُه بالحرب، وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضتُ عليه، وما يزال عبدي يتقرَّب إليَّ بالنوافل حتى أحبَّه، فإذا أحببتُه: كنتُ سمعَه الذي يسمع به، وبصرَه الذي يُبصر به، ويدَه التي يبطش بها، ورجلَه التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينَّه، ولئن استعاذني لأُعيذنَّه، وما تردَّدتُ عن شيء أنا فاعلُه تردُّدي عن نفس المؤمن، يكره الموتَ وأنا أكره مساءتَه». [ صحيح. ] - [رواه البخاري. إن الله قال من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب. ] الشرح
قوله -تعالى-: «من عادى لي وليًّا، فقد آذنته بالحرب» يعني: من آذى وليًّا لله تعالى -وهو المؤمن التقي المتبع لشرع الله تعالى- واتخذه عدوًّا، فقد أعلمته بأني محارب له، حيث كان محاربًا لي بمعاداة أوليائي. وقوله: «وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضتُ عليه، وما يزال عبدي يتقرَّب إليَّ بالنوافل حتى أحبَّه»: لما ذكر أن معاداة أوليائه محاربة له، ذكر بعد ذلك وصف أوليائه الذين تحرم معاداتهم، وتجب موالاتهم، فذكر ما يُتقرَّب به إليه، وأصل الولاية القرب، وأصل العداوة البعد، فأولياء الله هم الذين يتقربون إليه بما يُقرِّبهم منه، وأعداؤه الذين أبعدهم عنه بأعمالهم المقتضية لطردهم وإبعادهم منه، فقسَّم أولياءه المقرَّبين قسمين: أحدهما: مَن تقرب إليه بأداء الفرائض، ويشمل ذلك فعل الواجبات، وترك المحرَّمات؛ لأن ذلك كله من فرائض الله التي افترضها على عباده.
القاعدة الخامسة والثلاثون: أولياءُ اللهِ لا خَوفٌ عليهِم | موقع المسلم
سياق مستمر
لا يمكن فصل غرق المركب عن واقع المدينة والظروف التي يعيشها أبناؤها منذ سنوات وتراكمت بفعل الإهمال والظلم والإمعان بتدمير إحدى أكبر الحواضر العربية على حوض المتوسط. الدرس الخامس من الأصول الستة. المدينة تتعرض لكل أصناف التهشيم والشيطنة منذ عهد نفوذ النظام السوري وحتى اليوم. وفي العقد الأخير تم تلزيم المدينة لقادة الأمن والعسكر، بفعل الإهمال السياسي لممثليها في البرلمان، حيث تواطأ نوابها وقادة أجهزتها الأمنية على اختلاق أسطورة ما يسمى "قادة المحاور" وفتح الجبهات في جولات العنف بين باب التبانة وجبل محسن والتي بقدرة قادر تم إغلاقها في ما عرف حينها بـ"الخطة الأمنية". وأُطلقت حينها الوعود للطرابلسيين بتفعيل خطط التنمية، لكنها سرعان ما تبخرت لمصلحة التعاطي الأمني العنيف معها عبر نشر الحواجز الأمنية والاعتقالات المستمرة وفق ما يطلق عليه "وثائق الاتصال" والتي تم استغلالها عام 2018 من قبل تيار المستقبل والنائب فيصل كرامي لاستخدام الشبان كمفاتيح انتخابية في المناطق الشعبية الأكثر فقراً في لبنان، لتأمين فوز ديما جمالي ونجيب ميقاتي وفيصل كرامي. والأكيد أن مأساة المركب هي وليدة أزمات أكبر متتالية، تنطلق من غياب التنمية والمشاريع والخدمات وانقطاع سبل الحياة والتعاطي مع طرابلس بقبضة امنية وشيطنة ومنع أي نفس للحياة فيها عبر تشغيل مشاريعها الأساسية، والتي بات القاصي والدني يرددها كمتلازمة طرابلسية: المرفأ والمنطقة الاقتصادية الحرة والمعرض والمطار وغيرها من المشاريع الحيوية والتي ستكون كفيلة بتشغيل آلاف شبان وفتح سوق العمل لهم ولعائلاتهم.
الدرس الخامس من الأصول الستة
والثاني: مَن تقرَّب إليه بعد الفرائض بالنوافل، وإذا أدام العبد التقرُّب بالنوافل أفضي ذلك إلى أن يحبه الله.
ثم ينتقل المؤمن إلى رتبة هي أعلى من ذلك وأسمى ، وهي التودد إلى الله تعالى بالنوافل ، والاجتهاد في الطاعات ، فيُقبل على ربّه مرتادا لميادين الخير ، يشرب من معينها ، ويأكل من ثمارها ، حتى يصل إلى مرتبة الإحسان ، والتي وصفها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: ( الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك). وحال المؤمن عند هذه الدرجة عجيب ، إذ يمتليء قلبه محبة لربه وشوقا للقائه ، وخوفا من غضبه وعقابه ، ومهابة وإجلالا لعظمته ، فما بالك بعبد يقف بين يدي ربه وكأنه يراه رأي العين ، فلا تعجب من اليقين الذي يبلغه ، والسمو الإيماني الذي يصل إليه. حينها يكون ذلك المؤمن ملهماً في كل أعماله ، موفقاً في كل أحواله ، فلا تنقاد جوارحه إلا إلى طاعة ، ولا ينساب إلى سمعه سوى كلمات الذكر ، ولا يقع ناظره إلا على خير ، ولا تقوده قدماه إلا إلى ما يحبه الله ، وهذا هو المعني بقوله صلى الله عليه وسلم: ( فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها) ، وجدير بعبد وصل إلى هذه الدرجة أن يجيب الله دعاءه ، ويحقق سؤله ، ويحميه من كل ما يضره ، وينصره على عدوه.