وجاء في مناظرة عبدالعزيز الكناني (ت240هـ) لبِشر المريسي (ت218هـ): (قال بشر المريسي: فإنما أمر الله أن يُردَّ إليه، وإلى الرسول، ولم يأمرنا أن نردَّه إلى كتابه العزيز، وإلى سنة نبيه عليه السلام. قال عبدالعزيز: هذا ما لا خلاف فيه بين المؤمنين وأهل العلم، إن رددناه إلى الله فهو إلى كتاب الله، وإن رددناه إلى رسوله بعد وفاته رددناه إلى سُنَّته، وإنما يشكُّ في هذا الملحدون، وقد رُوي هذا بهذا اللفظ عن ابن عباس، وعن جماعة من الأئمة) [6]. وقال ابن عبدالبر: (وأجمع أهلُ العلم من أهل الفقه والأثر في جميع الأمصار فيما علمت - على قبول خبر الواحد العدل، وإيجاب العمل به، إذا ثبت ولم ينسخه غيره من أثر أو إجماع، على هذا جميعُ الفقهاء في كل عصر من لدن الصحابة إلى يومنا هذا، إلا الخوارج وطوائف من أهل البدع، شرذمة لا تُعدُّ خلافًا) [7]. من وسائل الدفاع عن السنة النبوية وناقليها. وقد نقل الإجماعَ كثيرٌ من العلماء؛ منهم: العلائي [8] (761هـ)، وابن القيم [9] (751هـ)، والشوكاني [10] (1250هـ)، والمعلمي اليماني [11] (1386هـ). ثمَّ المحفوظ من أقضية الصحابة وتعامُلاتهم شاهدٌ على اعتمادهم سنةَ النبيِّ وهدْيَه، وبعدهم التابعون ومَنْ بعدهم، ومَن يطالع الكتب المسندة التي جمعت أخبارهم، يجد ذلك صريحًا؛ كالجوامع والمصنَّفات، وغيرها من الكتب.
شبكة الدفاع عن السنة
• وفي معرض بيان النبيِّ لحال منكري السُّنة النبوية بعده، جاء عن أبي رافع رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا أُلفِيَنَّ أحدكم مُتَّكئًا على أريكَتِه، يأتيه الأمر من أمري ممَّا أمرتُ به أو نهيتُ عنه، فيقول: لا ندري، ما وجدْنا في كتاب اللَّه اتَّبعْناه! )) [2]. • عن العِرْباض بن سارية رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال في غزوة خيبر: ((أيحسَب أحدكم مُتَّكئًا على أريكَته قد يظُن أن اللَّه لم يحرِّم شيئًا إلا ما في هذا القرآن، ألَا وإني واللَّهِ قد وعَظتُ، وأمرتُ، ونهيتُ عن أشياءَ، إنها لَمِثْلُ القرآن أو أكثرُ، وإن اللَّه عز وجل لم يُحلَّ لكم أنْ تدخلوا بُيُوت أهل الكتاب إلا بإذْنٍ، ولا ضرْبَ نسائهم، ولا أكلَ ثمارهم، إذا أعطوكم الذي عليهم)) [3]. شبكة الدفاع عن السنة. • وعن العِرْباض بن سارِية قال: قال رسول الله صلى اللَّه عليه وسلم: ((عليكم بسُنَّتي وسُنَّة الخلفاء الراشدين المهديِّين من بعدي، وعَضُّوا عليها بالنَّواجِذ)) [4]. • وغيرها من الأحاديث التي تأمُر باتِّباع سنة النبيِّ صلى الله عليه وسلم. ومن الإجماع:
أجمَعَ على ذلك الصحابة والتابعون، وفي ذلك قال الشافعي: (ولا أعلم مِن الصحابة ولا من التابعين أحدًا أُخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا قَبِل خبره، وانتهى إليه، وأثبت ذلك سنةً... وصنع ذلك الذين بعد التابعين، والذين لقيناهم، كلُّهم يُثبت الأخبار، ويجعلها سُنةً، يُحمد من تبعها، ويُعاب من خالفها، فمن فارَقَ هذا المذهب، كان عندنا مفارقَ سبيلِ أصحابِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأهلِ العلم بعدهم إلى اليوم، وكان من أهل الجهالة) [5].
من وسائل الدفاع عن السنة النبوية وناقليها
وأخيرًا: يجب على الدعاة والمتخصصين الإبداع في نشر السنة النبوية وتقريبها إلى الناس، كذلك الإبداع في الدفاع عنها، فإنَّ بركة العلم بما ينتفع به الناس، وليس بما يبقى محبوسًا في الصدور والسطور، فكلُّ مُسلِم مُطالب بما يستطيعه، وإن لم يأخذ العلماء زمام المبادرة، سيأخذه غيرهم من أهل الأهواء والزيغ. يتبع: قواعد ثابتة في ردِّ الشبهات حول السنة النبوية.
الدفاع عن السنة النبوية - شبكة السنة النبوية وعلومها
مقالات متعلقة
تاريخ الإضافة: 17/9/2017 ميلادي - 26/12/1438 هجري
الزيارات: 10330
من وسائل الدفاع عن السنة النبويَّة وناقليها
أنزل الله تعالى السنة النبويَّة شارحة للقرآن ومبيِّنة له، فعلاقة السنة النبوية بالقرآن الكريم تأتي في عدة صُوَرٍ:
١ - مؤكدة لبعض الأحكام؛ كالأمر بالصلاة والزكاة. ٢ - مُفسِّرة للقرآن؛ كما في هيئات الصلاة ومقادير الزكاة وغيرهما. ٣ - مُخصِّصة لعموم القرآن؛ كما في قوله تعالى: ﴿ حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ ﴾ [المائدة: 3]، فجاء الحديث وخصَّص الكَبِدَ والطُّحال والسمك والجراد. ٤ - مُقيِّدة لحكم مُطلق؛ كما في قوله تعالى: ﴿ وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا ﴾ [المائدة: 38]، فهل نقطع كلتا اليدين؟ وهل هو من الكتفين؟ فجاءت السُّنة النبوية فقيَّدت مكان القطع. شبكة الدفاع عن السنة |مواقع خدمة السنة | الدليل إلى السنة. ٥ - مستقلَّة بإضافة حكم جديد: فقد تُضيف السنة النبوية بعض الأحكام التي لم يذكرها القرآن الكريم؛ كما في رجم الزاني المُحصن، أو ميراث الجدَّة وغيرهما. ومما سبق في مكانة السنة النبوية في الإسلام - التي قد تُعَدُّ ثلاثة أرباع الإسلام - وَجَبَ على المسلمين تعلُّمها ونشرها، والدفاع عنها، وبذل الوسع في ذلك؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (( بَلِّغوا عني ولو آيةً))؛ رواه البخاري، وقد بذل الأئمة على مدار التاريخ منذ عصر النبي صلى الله عليه وسلم جهودًا عظيمة في ذلك؛ منها: رواية السنة وجمعها، وتصنيفها، والتقعيد لها، وشرحها وتوضيحها، والتأليف في ذلك كله.
شبكة الدفاع عن السنة |مواقع خدمة السنة | الدليل إلى السنة
وأشارت إلى أن عائلة الأسد تدير نظام رعاية معقدا يشمل شركات وهمية وشركات واجهات يستخدمها النظام... اقرأ المزيد...
خادم إيران لا يزال يتاجر بقضية القدس ويحتفي بقاتل المسلمين وجزار حلب! عاود زعيم عصابة الإرهاب نصر الله في لبنان المتاجرة
بقضية القدس، وأطلق عباراته وشعاراته الزائفة بمزاعم أن لبنان، «شعب
المقاومة»، و«بقينا مع فلسطين وسنبقى مع فلسطين». شعارات
سمعناها منذ عدة عقود من النظام الإيراني وحزب الله بلا نتائج، النظام
الإيراني دمر لبنان وسورية واليمن والعراق.. ولم يفعل شيئا للقدس، بل... الدفاع عن السنة النبوية - شبكة السنة النبوية وعلومها. اقرأ المزيد...
منظمتان غير حكوميتين قلقتان من تزايد الإعدامات في إيران لا سيما بحق نساء
أضيفت في:28 - 4 - 2022
باريس: «الشرق الأوسط أونلاين»
أعلنت منظمتان غير حكوميتين أنه قد سجل ارتفاع كبير في تطبيق عقوبة الإعدام في إيران (+25 في المائة) عام 2021 حيث تم إعدام عدد متزايد من النساء، وحضتا المجموعة الدولية على جعل هذا الأمر «أولوية» في أي مفاوضات مع طهران. وقالت منظمتا «إيران هيومن... اقرأ المزيد...
جديد المقالات
جديد الصوتيات
جديد المرئيات
مقالات متعلقة
تاريخ الإضافة: 15/10/2017 ميلادي - 25/1/1439 هجري
الزيارات: 27193
سلسلة الدفاع عن السنة النبوية (6)
مكانة السنة النبوية في الإسلام ومدى حجيتها (2)
أدلة حُجيَّة السنة النبوية من السنة النبوية نفسها:
قبل البدء بذكر بعض الأحاديث في حُجِّية السنة النبوية، لا بدَّ مِن معرفة أن كثيرًا من العبادات والسُّنن جاءتنا عن طريق التواتر: إما التواتر العملي؛ كالحجِّ، والصلاة، والزكاة، وغيرها، أو التواتر اللفظي في بعض الأحاديث؛ كهجرة النبي، ووفاته، أو التواتر المعنوي (أن يُذكر لموضوع معينٍ كثيرٌ من الأحاديث بألفاظ مختلفة؛ كعذاب القبر). فكما يُثبت الناس الآن وجود المسيح أو إبراهيم عليهما السلام، أو وجود بعض الحوادث عن طريق مجيء الخبر عن كثير من الناس في كل زمان، كذلك يوجد في الإسلام هذا الأمر، فنحن نُثبت كثيرًا من الأمور عن طريق نقل جماعة من الناس خبرًا في كل زمان حتى يصلنا، ويستحيل أن يتفقوا على الكذب؛ لكثرتهم، واختلاف مُدُنهم. وهنا أذكر بعض الأدلة على صريح حُجِّية السنة النبوية:
• بيان ترهيب النبي لمن ترك سنته أنه بريءٌ منه؛ فعن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ رغب عن سُنَّتي، فليس منِّي)) [1].