[٥] وقد تعددت آراء أهل العلمِ في الفضلِ المذكورِ في الحديث، هل هو خبرٌ؟ أم هو دعوةٌ من رسول الله -صلى الله عليه وسلمَ- لمن صلَّى تلكَ الركعاتِ الأربعِ؟
وسواء أكان هذا الفضل خبرٌ أم دعاءٌ، فالأمرُ سواء؛ إذ أنَّه في كلا الحالتينِ يكون الحديث متضمنًا للبشارةِ؛ فلو كانَ خبرٌ فمعلوماً أنَّ النبيَّ صادقاً لا يكذب، وإن كان دعاءً فقد استجيبَ؛ لأنَّ دعوة الأنبياء مقبولة. [٦]
هل يوجد سنة بعدية لصلاة العصر؟
لقد نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الصلاةِ بعد فريضة العصرِ، حيث قال: (لَا صَلَاةَ بَعْدَ صَلَاةِ العَصْرِ حتَّى تَغْرُبَ الشمس) ، [٧] وعدَّ ما بعدَ العصرِ من الأوقاتِ التي تُكره فيها صلاةُ النّافلةَ، [٨]
وبناءً على ذلك يُمكن القول بأنَّ الله -عزَّ وجلَّ- لم يشرع لصلاةِ العصرِ سنة بعديّة. [٩]
كيفية صلاة سنة العصر
لقد بيَّن الصحابي الجليل علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أنَّ النبيَّ كان يصلِّي سنّة العصرِ القبلية ركعتينِ ركعتينِ، [١٠] حيث قال: (كانَ النَّبيُّ -صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ- يصلِّي قبلَ العَصرِ أربعَ رَكعاتٍ يفصلُ بينَهنَّ بالتَّسليمِ على الملائِكةِ المقرَّبينَ ومن تبِعَهم منَ المسلمينَ والمؤمنينَ) ، [١١] مع ضرورة التنبيه إلى أنَّ فقهاء الحنفية ذهبوا إلى أنَّ سنةَ العصرِ تُصلَّى أربع ركعاتٍ بتسليمةٍ واحدةٍ.
&Quot;ولائم المناسبات&Quot;.. الإسراف &Quot;طبقاً&Quot; على موائد الضيافة | جريدة الرؤية العمانية
[٩]
سبب تسمية صلاة العصر
ذهب أهل العلم إلى أنّ السبب في تسمية العصر بذلك؛ لمُعاصرته ومُقارنته لوقت الغُروب بخروج وقت صلاة الظُهر؛ بحيث يصبح ظلّ كلّ شيءٍ مثله، [١٠] ولأن عَصْر الشيء: آخره؛ ووقت العصر يكون في آخر النهار، حين لا يبقى شيئاً منه. [١١]
كما تُسمّى صلاة العصر بالصلاة الوسطى، لحديث عائشة -رضي الله عنها-: (عَنْ أَبِي يُونُسَ، مَوْلَى عَائِشَةَ، أنَّهُ قالَ: أَمَرَتْنِي عَائِشَةُ أَنْ أَكْتُبَ لَهَا مُصْحَفًا، وَقالَتْ: إذَا بَلَغْتَ هذِه الآيَةَ فَآذِنِّي: {حَافِظُوا علَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الوُسْطَى}[البقرة:238] فَلَمَّا بَلَغْتُهَا آذَنْتُهَا فأمْلَتْ عَلَيَّ: {حَافِظُوا علَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الوُسْطَى}، وَصَلَاةِ العَصْرِ، {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ}. قالَتْ عَائِشَةُ: سَمِعْتُهَا مِن رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ). ، [١٢]
وورد عن ابن مسعود أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال للصحابة -رضي الله عنهم-: (الصَّلَاةِ الوُسْطَى، صَلَاةِ العَصْرِ) ؛ [١٣] وسبب تسميتها بذلك؛ لأنها مُتوسطةٌ بين صلاتَين في الليل، وصلاتَين في النّهار. [١٤] خلاصة المقال: صلاة العصر صلاة سرّية، ولا يستحسن للمصلّي منفرداً أو مأموماً الجهر بها، يؤدّي المسلم صلاة العصر أربع ركعات، ويسنّ أن يطوّل في الرّكعة الأولى كما كان يفعل رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، يسنّ أن يقرأ المصلّي في الرّكعتين الأوّلين من صلاة العصر من سور القرآن المفصّل، سمّيت صلاة العصر بهذا الاسم؛ وذلك لأنّ العصر يطلق على آخر الشّيء، ووقت صلاة العصر يكون هو آخر وقت للنّهار.
تكرار ما فعل في الركعتين الأولى والثانية، ولكن تكون السورة المقروءة بعد الفاتحة أقصر. عند الجلوس في الركعة الرابعة للتشهد، يُقرأ دعاء التشهد ثم الصلاة الإبراهيمية. التسليم عن اليمين ثم عن اليسار.