لا يقتصر بر الوالدين في حياتهما، إنما يوجد أشكال لبرّهما بعد موتهما، ومن أهمّ صور البر للوالدين بعد موتهما ما أوضحه الرسول -عليه الصلاة والسلام- مثل: الدعاء لهما بالرحمة والتصدق عنهما في كلّ وقت، وإنفاذ عهدهما وتنفيذ وصيتهما، والحفاظ على صلة الرحم المتصلة بهما بزيارة الأعمام والأخوال والأجداد، وزيارة أصدقائهما واحترامهم، وومن حكمة الله تعالى أن جعل البرّ متصلًا إلى يوم الدين، ولا ينقطع أبدًا، خصوصًا إن قام الأبناء بتقديم صدقة جارية عن الوالدين، وفي هذه الحالة يكون الأجر غير مقطوع. يقول الله تعالى في محكم التنزيل: {وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا} [١] ، لذلك من أراد أن ينال البركة في العمر والرزق، والسعادة في الدنيا والآخرة، فعليه أن يكون بارًا بوالديه وأن يحرص على تلبية جميع احتياجتهما وتفضيلهما على نفسه كي يتعلّم أبناؤه منه كيفية برّ الوالدين ويبرّوه في كبره، ويحترموه ويُقدّوره، فحب الأباء والأمهات يجب أن يكون نابعًا من القلب ومبنيًا على أسسٍ سليمة من التربية والأخلاق.
صور بر الوالدين متحركة
موضوع عن بر الوالدين قصير
بر الوالدين من أعظمِ العبادات التي يتقرّب بها العبد إلى الله تعالى، إذ إنّ الله تعالى جَعلَ رضاه مقرونًا ببر الوالدين ورضاهما، لذلك فإنّ رضا الله من رضا الأمّ والأب، وسخطه من سخطهما، ولا يكون الإنسان بارًّا بوالديه إلا إذا أدّى ما لهما من حقوق وأكرمهما في الدنيا، وأعانهما على هموم الحياة، ولم يسبّب لهما الأذى، ولم يبادر بالعقوق في تعامله معهما، فعقوق الوالدين من أكبر الكبائر عند الله تعالى، لذلك لا يدخل الجنة عاق لوالديه أبدًا، لذلك يجب أن يحرص كل شخص على طاعة والديه ضمن حدود طاعة الله تعالى، وأن يطيعهما طالما يأمرانه بالخير. بر الوالدين وصيّة من وصايا الرسول -عليه الصلاة والسلام-، إذ أوصى المسلمين أن يكونوا بارّين، وأن يكسبوا الأجر والثواب بخدمة الوالدين أو أحدهما، وقد ورد الأمر ببرّ الوالدين في الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة والآيات القرآنية الكريمة، وهذا إن دلّ على شيءٍ فإنما يدلّ على أهمية بر الوالدين، وأهمية السعي في خدمتهما وعدم التأفّف في حضرتهما، وعدم الصراخ في وجهيهما خصوصًا في كبرهما وضعفهما؛ لأنهما عندما يكبران يصابان بالضعف، ويصبح خاطرهما مكسورًا من أبنائهما الذين لا يلتفتون إليهم، لذلك فإن بر الوالدين يصبح واجبًا أكثر أهمية عند كبرهما لمن حيث أنّهما لا يستطيعان خدمة نفسيهما.
صور بر الوالدين رسم
دين وفتوى
الدكتور هاني تمام
السبت 26/مارس/2022 - 03:22 ص
قال الدكتور هاني تمام ، أستاذ الفقه المساعد بجامعة الأزهر الشريف، إن من أهم الفرائض والواجبات بعد توحيد الله وإعلان العبودية له: بر الوالدين والإحسان لهما والاهتمام بهما ورعايتهما. وأضاف العالم الأزهري: لا خير في شخص يعق والديه أو أحدهما ولا تنتظر منه خيرًا، فمن لا خير له في والديه لا خير له في أحد. بر الوالدين لا يقتصر على حياتهما فحسب وإنما يستمر بعد موتهما وتابع عبر صفحته على فيس بوك: بر الوالدين لا يقتصر على حياتهما فحسب، وإنما يستمر بعد موتهما، فقد جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وسأله: يا رسول الله هَلْ بَقِيَ مِنْ بِرِّ أَبَوَيَّ شَيْءٌ أَبَرُّهُمَا بِهِ بَعْدَ مَوْتِهِمَا؟ قَالَ: «نَعَمْ الصَّلَاةُ عَلَيْهِمَا، وَالِاسْتِغْفَارُ لَهُمَا، وَإِنْفَاذُ عَهْدِهِمَا مِنْ بَعْدِهِمَا، وَصِلَةُ الرَّحِمِ الَّتِي لَا تُوصَلُ إِلَّا بِهِمَا، وَإِكْرَامُ صَدِيقِهِمَا»، موضحا: والصلاة عليهما يعني الدعاء لهما. كثرة الدعاء لهما بركة وكنز لك وأكمل: اجعل لنفسك وردًا ثابتًا من الدعاء والاستغفار لوالديك والتزم بذلك يوميًّا من باب البر والوفاء لهما، فكثرة الدعاء لهما بركة وكنز لك، وترك الدعاء ضيق وكرب، قال أحد الصحابة الكرام: ترك الدعاء للوالدين يضيق العيش على الولد.
معنى عقوق الوالدين
جاء في اللغة في بيان معنى العقوق، يخبرنا ابن الحجر العسقلاني بأن العقوق اسم
أُشتِق من العق ويراد به القطع، فعق الشيء أي قطعه. تعريف عقوق الوالدين اصطلاحاً
يعرفه القرطبي اصطلاحاً بأنه إساءة الأبناء لوالديهم وعدم امتثال أموا هرهم
وإتيان نواهيهم، فالطاعة والإذعان لهم فرض عين على كل مؤمن عاقل إذا كانت طاعتهم
في شيء لا يغضب الله، فيجب التودد لهم و الإستماع إليهم وأخذ نصيحتهم والعمل بها
واجتناب مضايقتهم. صور عقوق الوالدين
الحنث بقسمهم فيما لا يخالف شرع الله وعدم الاستماع إليهم والإلتهاء عنهم. عدم الالتفات إلى طلباتهم وخصوصاً إذا كانت في قدر استطاعة الابن فهذا يعد جفاء
وعقوق. عدم صيانة ما قاموا بإتمانه عليه، فيخونهم ويخون أمانتهم. البوح بما يخزنون عنده من أسرار وإفشائها، هذا يعد عقوق شديد. عدم إخبار الوالدين عند الذهاب للجهاد أو التطوع، فيشترط في ذلك الأمر الرجوع
إليهم وأخذ مشورتهم، وفي هذا الأمر ورد في السنة المحمدية يروي سيدنا عبد الله
بن عمرو أنه قد جاء رجل إلى رسول يطلب منه الإذن لكي يخرج ويجاهد في سبيل الله،
فسأله الرسول هل لك والدين؟ فأجابه بنعم، فقال له الرسول أرجع وجاهد فيهما،
والحديث في صحيح البخاري.