الوجه الثاني: أن المراد بالأحاديث السابقة بيان مزيد ثواب مَن دعا بذلك الاسم. قال الحافظ ابن حجر: وقال ابن حبَّان: الأعظمية الواردة في الأخبار: إنما يُرادُ بها مزيدُ ثوابِ الداعي بذلك، كما أطلق ذلك في القرآن، والمراد به: مزيد ثواب القارئ. الوجه الثالث: أن المراد بالاسم الأعظم حالة يكون عليها الداعي، وهي تشمل كلَّ مَن دعا الله تعالى بأي اسم مِن أسمائه، إن كان على تلك الحال. قال الحافظ ابن حجر: وقيل: المراد بالاسم الأعظم: كلُّ اسم من أسماء الله تعالى دعا العبدُ به مستغرقًا؛ بحيث لا يكون في فكره حالتئِذٍ غير الله تعالى، فإن مَن تأتَّى له ذلك استجيب له، ونقل معنى هذا عن جعفر الصادق، وعن الجُنَيد، وعن غيرهما. القول الثاني:
مَن قال بأن الله تعالى قد استأثَرَ بعلمِ تحديد اسمه الأعظم، وأنه لم يُطلع عليه أحدًا من خلقه. اسم الله العظيم - اختبار تنافسي. قال الحافظ ابن حجر: وقال آخرون: استأثر الله تعالى بعلم الاسم الأعظم ولم يطلع عليه أحدًا مِن خلقه. القول الثالث:
قولُ مَن أثبت وجود اسم الله الأعظم وعيَّنه، وقد اختلف هؤلاء المُعَيِّنُون في الاسم الأعظم على أربعة عشر قولًا، وقد ساقَها الحافظ ابن حجر رحمه الله في كتابه فتح الباري، وهي:
1.
- شرح اسم الله ( العظيم)
- اسم الله العظيم - اختبار تنافسي
- العظيم.. اسم الله المتفرد به: "سبحان الله العظيم"
شرح اسم الله ( العظيم)
اللهم اجعلنا ممن يعظّمونك، ويعظّمون شرعك ودينك. أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه..
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسّلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أمّا بعد:
عباد الله: إن العبد إذا آمن بعظمة ربه نال الآثار العظيمة التي منها:
تقديره حق قدره، وأن يُنزله منزلته اللائقة به، فلا يتكلم إلا بما يرضي الله، ولا يعمل عملاً يخالف مراد الله، وعليه أن يعظّم ربه حق تعظيمه. ومن مقتضيات الإيمان باسم الله العظيم: أن يتعبد العبد لله به؛ وذلك بتعظيمه -جل وعلا- بالقلب خوفًا ووجلاً، ورهبةً ورغبة، وذلاً وانكسارًا، وباللسان ذكرًا ومدحًا وثناء، وبالجوارح انقيادًا وبذلاً وجهدًا، وسعيًا وتفانيًا في سبيل مرضاته. العظيم.. اسم الله المتفرد به: "سبحان الله العظيم". ومنها أيضًا: أن الإيمان بالعظيم يدفع العبد للتواضع، فإن العبد المؤمن متى أيقن بعظمة الله تلاشت ذاته، وتجلت في قلبه وفي عينيه عظمة الله؛ فكلَّما ازددتَّ إلى الله افتقارًا وتذللاً وتواضعًا رفع الله لك ذكرك، وإذا ألبس الله عبدًا لباس العز والهيبة والعظمة، فعليه أن يشكر من وهبه ذلك، ويعمل بمقتضى الحق الذي أوجبه الله عليه، فلا يبغي ولا يظلم ولا يستبد؛ لأن هذا الرداء الذي ارتداه، عارية مُسْتَرَدَّة، قد تُسلب منه إذا لم يرع حقها، وهو مُتَوَعَّد بعذاب الله الأليم.
اسم الله العظيم - اختبار تنافسي
مقالات متعلقة
تاريخ الإضافة: 18/12/2018 ميلادي - 10/4/1440 هجري
الزيارات: 29105
الخطبة الأولى
إنَّ الحمدَ للهِ، نَحْمَدُهُ، ونستعينُهُ، ونستغفِرُهُ، ونعوذُ باللهِ مِنْ شرورِ أنفسِنَا وسيئاتِ أعمالِنَا، مَنْ يهدِ اللهُ فلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شريكَ لَهُ، تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ، وأشهدُ أنَّ مُحَمَّدًا عبدُهُ ورسُولُهُ، وَخَلِيلُهُ، صَلَّى اللهُ عليهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كثيرًا. شرح اسم الله العظيم. أمَّا بَعْدُ:
فَاتَّقُوا اللهَ - عِبَادَ اللهِ - حقَّ التَّقْوَى؛ واعلَمُوا أنَّ أَجْسَادَكُمْ عَلَى النَّارِ لَا تَقْوَى. وَاِعْلَمُوا بِأَنَّ خَيْرَ الْهَدْيِّ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَّ شَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ. حديثنا اليوم عن اسم من أسماء الله الحسنى، وصفة من صفاته العلى: ( العظيم)؛ فلا أحد له العظمة والكبرياء إلا الله العلي العظيم، فالله جل وعلا هو العظيم، قال تعالى: ﴿ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ﴾، وقال تعالى: ﴿ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ﴾، وفي الحديث القدسي، قال الله تعالى: (الكبرياء ردائي والعظمة إزاري، فمن نازعني واحداً منهما قذفته في النار) رواه أبو داود بسند صحيح.
العظيم.. اسم الله المتفرد به: &Quot;سبحان الله العظيم&Quot;
ـــــــــــــــ يتبع
فلا تنقص عظمته في شيء دون شيء، قال ابن القيم رحمه الله:
وهو العظيم بكل معنى يوجب الـ *** ـتعظيم لا يحصيه من إنسان
إن بعض البشر عندهم عظمة، ولكن هذه العظمة ليست كاملة، وليست شاملة، وقد تسلب منهم بلحظة أو ثانية، قد يكون عظيماً فيلحقه العجز بآفة تدخل عليه، فتوهنه وتضعفه، قد يصيب ماله انكسار، وقد تعتري صحته أسقام، وقد يصيب جاهه زوال، قد يكون عظيما في شبابه، ولا يكون كذلك عند شيبه، قد يكون سلطاناً معظماً في قومه، فيزول سلطانه، أو يفارق قومه وتذهب عظمته. اسم الله العظيم نبيل العوضي. وأما الله فهو ذو العظمة التامة الكاملة، لا يعتريها نقص، ولا تشوبها شائبة، كل العباد خضعوا له بالعبودية، رضاً أو كرهاً. فهل يا ترى يستطيع أحد مهما كان جبروته وكفره أن يتمرد على أقدار الله؟ هل يستطيع أن يرد مرضاً، أو موتاً، أو مصيبة؟ أين الجبابرة الذين حادوا الله: فرعون ومن هو على شاكلته؟ هل منعوا الملائكة من قبض أرواحهم من أجسادهم؟ إن بعض البشر كانوا عظماء في زمن دون زمان، عظماء في شبابهم؛ ولكنهم أذلاء عند موتهم، فخضع رغماً عنه لأقدار الله، وثبت له قسراً أنه عبد من عباد الله، يخضع لله شاء أم أبى. فالله أعظم من كل شيء، ولا يعجزه شيء. فعلى المسلم أن يعظم الله جل وعلا حق تعظيمه، ويقدره حق قدره، ومن تعظيم الرسول - صلى الله عليه وسلم لربه - حينما دخل - صلى الله عليه وسلم - على ابنة الـجَوْنِ ودنا منها، قالت: أعوذ بالله منك!