وأما إبليس فلم يساله التوبة، وسال النظرة، فاعطى كل واحد منهما ما سأل. حدثني المثنى قال ، حدثنا عمرو بن عون قال ، أخبرنا هشيم ، عن جويبر ، عن الضحاك في قوله: " ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا" ، الأية، قال: هي الكلمات التي تلقاها آدم من ربه. "قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين" قالا ربنا نداء مضاف. والأصل يا ربنا. وقيل: إن في حذف يا معنى التعظيم. فاعترفا بالخطيئة وتابا صلى الله عليهما وسلم وقد مضى في البقرة. قال سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن عن أبي بن كعب رضي الله عنه, قال: كان آدم رجلاً طوالاً كأنه نخلة سحوق, كثير شعر الرأس, فلما وقع فيما وقع به من الخطيئة, بدت له عورته عند ذلك وكان لا يراها, فانطلق هارباً في الجنة فتعلقت برأسه شجرة من شجر الجنة, فقال لها: أرسليني. فقالت: إني غير مرسلتك, فناداه ربه عز وجل: يا آدم أمني تفر؟ قال يا رب إني استحييتك, وقد رواه ابن جرير وابن مردويه من طرق, عن الحسن عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعاً, والموقوف أصح إسناداً.
- ربنا انا ظلمنا انفسنا
ربنا انا ظلمنا انفسنا
تعددت القصص التي تتعلق بالأنبياء والرسل عليهم السلام أو الصحابة رضوان الله عليهم أو حتى تلك التي تتعلق بالصالحين والأتقياء، حيث تتوافر هذه القصص منقولة ومؤرخة في القرآن الكريم وكذلك في السنة النبوية والكتب التاريخية التي تتعلق بقصص الأنبياء والرسل. حيث كَثُرت الأدعية التي قالها الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، وكل دعاء قاله نبي أو رسول من الله تعالى هو تم التحدث به بسبب حادثة حصلت معهم، كدعاء سيدنا يونس في بطن الحوت ودعاء سيدنا نوح، ودعاء سيدنا محمد وغير هم الأنبياء، وفي هذا المقال سوف نتناول التحدث عن قصة دعاء سيدنا آدم عليه السلام وزوجته" قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين". من هو سيدنا آدم عليه السلام يُعد آدم عليه السلام هو أبو البشرية ، كما ويعتبر أول الأنبياء، حيث أنَّ اسم سيدنا آدم عليه السلام يُغني البشرية وهذا عن كُثرة التفكير وهذا فيما يخص ابتداء الحياة الإنسانية وهذا على هذه الأرض، حيث أنَّ الله سبحانه وتعالى نفخ فيه روحه كما وابتدأت كل الحركات للإنسان، وهذا بعد ذلك، حيث أنَّ الله تعالى قال في محكم التنزيل: " لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ".
وبهذا فربما كان شعورناً بالتعاسة راجعاً إلى "ذاكرتنا الانتقائية"، وهذا -بالتأكيد- سيلوّن نظرتنا للحاضر، ويجعلنا تصورنا للواقع متشحاً بالسواد، متطيراً كثيرَ التشاؤم، والذاكرة هي أساس الوعي بالحاضر، وهي من يملأ رموزَه وصورَهُ بالمعاني والدلالات المختزنة فينا أصلاً، وربما لهذا تغلبُ على ألسنتنا تعبيرات محبطة ولغة متشائمة كـ "التضحيات الجسيمة" ونحوها، في حين أنها خيارات صعبة، ولا بدَّ لنا من تحديد موقف منها حتى تمضي حياتنا بشكلٍ معقول ومتسق مع حالتنا الاجتماعية. المشهد الثاني: صراخٌ متواصلٌ تطلب أي مسكن لألمها، تقارنهُ بما يحصل في حياتها وترى معية الله حاضرة بغيابِ عائلتها التي منعتها الحدود والقيود للوقوف معها.. يعلوا الصراخ، تفقد وعيها! نعم.. سنقاسي، سنحزن، ونتألم كمن لم يفعل أحدٌ قبل هذا، لكن بالصبر والاستعانة الصادقة بالله سبحانه سنتجاوز المرحلة الحرجة، وما نرى أنه "أمنيات محترقة" سيبدّلنا الله خيراً منها، أو يذخرها لنا عنده في الجنة، فإن الجنة هي مأوى تنبتُ في ظله أمنياتنا المستحيلة، إذ ظروفنا هي من جعلها عصيةً على التحقق، فماتت قبل أن تزهر، لكنني على يقين بأنها ستزهر وستورقُ في الجنة، إنها كالغصن الذي سقط من شجرة خيالنا -تلك التي تشبه طوبى- فيبُسَ وتقصّفَ، إذ انقطعت عنه عروق الأماني، فعلينا أن ندسّه في ضمائرنا حتى نعيده إلى أمه طوبى في الجنة، لا أن نندبه بحرارةٍ حتى يحترق.
"