2/458- وعن أَبي سعيدٍ الخدريِّ قالَ: جَلَسَ رسولُ اللَّه ﷺ عَلى المِنْبَرِ، وَجَلَسْنَا حَوْلَهُ، فقال: إِنَّ مِمَّا أَخَافُ عَلَيْكُم مِنْ بَعْدِي مَا يُفْتَحُ عَلَيْكُمْ مِن زَهْرَةِ الدُّنيَا وَزينتهَا متفقٌ عليه. الزهد في الدنيا يجلب محبة الله - صحيفة الاتحاد. 3/459- وعنه : أَنَّ رسولَ اللَّه ﷺ قَالَ: إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ، وَإِنَّ اللَّه تَعالى مُسْتَخْلِفُكُم فِيهَا، فَيَنْظُرُ كَيْفَ تَعْمَلُونَ، فاتَّقُوا الدُّنْيَا، واتَّقُوا النِّسَاءَ رواه مسلم. الشيخ:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلَّى الله وسلَّم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومَن اهتدى بهداه. أما بعد:
فهذه الآيات الكريمات والأحاديث كلها تدل على فضل الزهد في الدنيا، والرغبة في الآخرة، والحذر من الشغل بالدنيا وشهواتها العاجلة، فالواجب على المؤمن أن يَعُدَّ العُدَّة لآخرته، وأن يحذر شرَّ الدنيا وفتنتها، فإنَّها فتنة: وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ [الحديد:20]، إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ [التغابن:15]، فالواجب الحذر، كما قال جلَّ وعلا: إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ [يونس:24]، فالدنيا فيها الخطر العظيم، والله ضرب لها الأمثال الدَّالة على زوالها.
- حديث ازهد في الدنيا يحبك الله - موقع مقالات إسلام ويب
- ص252 - كتاب فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب - شروط التوبة الصادقة - المكتبة الشاملة
- الزهد في الدنيا يجلب محبة الله - صحيفة الاتحاد
- كيفية الزهد في الدنيا
حديث ازهد في الدنيا يحبك الله - موقع مقالات إسلام ويب
وأخرج البخاري ومسلم عن خباب بن الأرت رضي الله عنه قال: هاجرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نلتمس وجه الله، فوقع أجرنا على الله، فمنا من مات ولم يأكل من أجره شيئاً، منهم مصعب بن عمير رضي الله عنه، قتل يوم أحد وترك بردة، فكنا إذا غطينا بها رأسه بدت رجلاه، وإذا غطينا رجليه بدا رأسه، فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نغطي رأسه ونجعل على رجليه شيئاً من الإذخر. ومنا من أينعت له ثمرته فهو يَهْدِبُها.
ص252 - كتاب فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب - شروط التوبة الصادقة - المكتبة الشاملة
فهذا الذنب يتضمن حقين: حق الله وحق الآدمي، فالتوبة منه بتحلل الآدمي لأجل حقه، والندم فيما بينه وبين الله لأجل حقه. حديث ازهد في الدنيا يحبك الله - موقع مقالات إسلام ويب. (٥) التوبة أول صفات المؤمنين: قال تعالى: التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ [التوبة:١١٢] (٦) التوبة سبب في فرح الرب سبحانه وتعالى فرحاً يليق بجلاله وعظمته سبحانه: الله يفرح بتوبة التائبين: فللتوبة عنده سبحانه منزلة ليست لغيرها من الطاعات؛ ولهذا يفرح سبحانه بتوبة عبده حين يتوب إليه أعظم فرح يُقَدَّر كما مَثَّله النبي "بفرح الواجد لراحلته التي عليها طعامه وشرابه في الأرض الدَّويَّة المهلكة بعدما فقدها وأيس من أسباب الحياة. (حديث أنس في الصحيحين) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: لله أشد فرحا بتوبة عبده من أحدكم إذا سقط عليه بعيره قد أضله بأرض فلاة. (حديث أنس بن مالك رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: لله أشد فرحاً بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته أرض فلاة فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها فأتى شجرة فاضطجع في ظلها قد أيس من راحلته فبينما هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي، وأنا ربك أخطأ من شدة الفرح ".
الزهد في الدنيا يجلب محبة الله - صحيفة الاتحاد
قَالَ رسول الله صلى الله عليه و آله: " الزُّهْدُ فِي الدُّنْيَا: قَصْرُ الْأَمَلِ، وَ شُكْرُ كُلِّ نِعْمَةٍ، وَ الْوَرَعُ عَنْ كُلِّ مَا حَرَّمَ اللَّهُ " 2. و قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام: "الزُّهْدُ كُلُّهُ بَيْنَ كَلِمَتَيْنِ مِنَ الْقُرْآنِ، قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ: ﴿ لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ... كيفية الزهد في الدنيا. ﴾ 3 ، وَ مَنْ لَمْ يَأْسَ عَلَى الْمَاضِي وَ لَمْ يَفْرَحْ بِالْآتِي فَقَدْ أَخَذَ الزُّهْدَ بِطَرَفَيْهِ" 4. و هذا زين العابدين و سيد الساجدين علي بن الحسين عليه السلام يجسد المعنى الحقيقي للزهد في مناجاته لرب العالمين حيث يقول: " إلهي... وَ أَسْتَغْفِرُكَ مِنْ كُلِّ لَذَّةٍ بِغَيْرِ ذِكْرِكَ، وَ مِنْ كُلِّ رَاحَةٍ بِغَيْرِ أُنْسِكَ، وَ مِنْ كُلِّ سُرُورٍ بِغَيْرِ قُرْبِكَ، وَ مِنْ كُلِّ شُغُلٍ بِغَيْرِ طَاعَتِكَ" 5.
كيفية الزهد في الدنيا
وقال الله: وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ العصر. وأيضا قول وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ سورة الضحى: 11. وفي حديث حسن: روى عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: قال النبي: (كلوا واشربوا وتصدقوا والبسوا في غير مخيلة ولا سرف، فإن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده). الزهد في الدنيا والرغبة في الآخرة. فالإسلام لا يُرغب عن الدنيا بل يرغب عن حرامها ولا يُرَغب فيها بل يرغب في العمل الصالح. الإسلام لا يُزهد الناس في الدنيا ليتركوها بالكلية وينقطعوا إلى الآخرة ، ولا يرغبهم في الآخرة ليقبلوا عليها بالكلية ويتركوا الدنيا؛ بل يتخذ بين ذلك سبيلا، هو الجمع بين خيري الدنيا والآخرة. أما زهد النساك الذين انقطعوا عن الدنيا بالكلية، ورغبوا في الآخرة فهذه نافلة فرضوها على أنفسهم ولم يفرضها الله عليهم. فالزهد الحقيقي هو الكف عن المعصية وعما زاد عن الحاجة ولذلك فإن الزكاة في الإسلام لا تكون إلا فيما زاد عن الحاجة وحال عليه الحول. ومن يزهد فيما فاض عن حاجته ويتصدق به على من ليس عنده فهذا زهد مطلوب حث عليه الإسلام ، قال: وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ سورة الحشر: 9.
هل لا يمكن الجمع بين العلم والدنيا ؟
وقد يتساءل أحدهم: هل لا يمكن الجمع بين العلم والدنيا ؟ أو بمعنى آخر: هل يظل محكومًا على العلماء بالفقر ؟! والحقيقة أن هذه القضية ليست معضلة، وهي ليست في حسبان العلماء الحقيقيين بالمرة؛ إذ أنهم يدركون جيدًا أن ما كان من رزقهم فلن يفوتهم، وهم يعلمون أن الرزق يطلب الإنسان كما يطلبه الإنسان تمامًا، فكلاهما يبحث عن الآخر، وهكذا فما قُدِّر لنا من رزق لا يمكن الزيادة عليه، تمامًا كما لا يمكن الانتقاص منه، بعز عزيز أو بذل ذليل. ومن ثم فإن العالم يطلب العلم ويتعلمه وينشره، وقد يكون ذلك العلم هو مصدر رزقه، فإذا جاءه من وراء ذلك مال وفير، كان ذلك نعمة من الله تعالى تستحق الشكر والامتنان، فضلاً عن تأدية حقه، وإذا جاءه قليل، صبر وحمد الله، واحتسب الأجر عنده، فلا يشغل باله بهذه القضية إطلاقًا. لكن أن يصرف حياته، ويكرس علمه وعمله لأجل الدنيا وجمع المال، ويكون ذلك مقصده وديدنه، فهذا غير ممكن لمن أراد أن يكون عالمًا ربانيًّا يبغي الأجر عند الله، ويقتفي أثر الأنبياء، قدوته عليهم السلام. إن الدنيا إذا أصبحت هدفًا، فلا شك أن الفتنة عظيمة..
والشيطان يوهم الإنسان أحيانًا أنه يجب أن يمتلك الدنيا لينفقها في سبيل الله، فإذا جاءت الدنيا فُتن فيها الإنسان على الأغلب، إلا ما رحم الله وقليل ما هم.