واسم الوهاب بهذا المعنى لا ينبغي أن يُطلَق إلا الله -عز وجل- وحده؛ فهو المستحق الحقيقي والوحيد لهذا المعنى الراقي للهبة والعطاء، بخلاف المخلوق فإنه لا يهب هبة إلا وهو ينتظر لها مقابلًا، وإن لم ينتظر، فإنه بعد حين يبخل أو ينفذ ما عنده، فإذا وهب مخلوق أُطلَق عليه: الواهب، أما الوهاب فهي صيغة مبالغة لا يستحقها إلا الله -تعالى- وحده. لكن -أيها المسلمون- إذا كان معنى اسم الله الوهاب أنه من يعطي ويمنح، فما الفرق إذًا بينه وبين الرزاق؟ نقول: أن الرزاق هو الذي يرزق عباده عند بذلهم الأسباب؛ فمن جد وجد ومن زرع حصد، والسماء لا تمطر ذهبًا ولا فضة... أما الوهاب فهو الذي لا يرتبط رزقه بسبب يُبذل، بل يهب ابتداءً وتفضلًا بلا سبب، فيعطي كل محتاج ما يحتاج إليه بلا عِوَض ولا مقابل، وعليه فالرزق أعم من الهبة.
تجربتي مع اسم الله الوهاب
ورد ومجربة اسم الله (الوهاب).. مفتاح تحقيق اصعب الحوائج - YouTube
اسم الله الوهاب مجرب
نفعني الله وإياكم بهدى كتابه وجعلنا من خاصته وأوليائه. الخطبة الثانية:
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
عباد الله: فإن الإيمان باسم الله الوهاب يثمر راحة في القلب والضمير والسلوك والتعبير، ولعلنا نذكر بعض ثماره:
اليقين بغنى الخالق وفقر المخلوق، قال -تعالى-: ( وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ) [الأنعام:14]، وقال -عز من قائل-: ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) [فاطر:15]، وفي الجملة قال الله: ( وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ) [النحل:53]. وعن أبي هريرة: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: " يد الله ملأى لا يغيضها نفقة، سحاء الليل والنهار، وقال: أرأيتم ما أنفق منذ خلق السموات والأرض، فإنه لم يغض ما في يده " (متفق عليه)، وأما العبيد فقد قال الله لهم: ( مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ) [النحل:96]. ومن ثمرات الإيمان باسم الله الوهاب عزة النفس: فما دام العبد يعلم أن الله -تعالى- هو الوهاب -بحق- وحده دون سواه، فكيف يطأطأ الرأس لعبد مخلوق مثله لا يملك لنفسه نفعًا ولا ضرًا! بل يعيش عزيز النفس مرفوع الرأس لا يحنيها لأحد غير الله، موقنًا بأنه: ( وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ) [يونس:107].
ذات صلة أسماء الله الحسنى ومعانيها معنى اسم ايهاب
ما معنى اسم الله الوهاب؟
الوهاب اسم من أسماء اللَّه تعالى الحسنى، من صيغ المبالغة على وزن فعّال، والهبة هي: العطية الخالية عن الأعواض والأغراض، ومعطيها واهب فإذا كثرت منه سمي وهاباً. [١]
فضل اسم الله الوهاب
لاسم الله الوهاب فضل عظيم، فيما يأتي ذكره: [٢]
هبات الله تعالى تعم كل مخلوقاته بأسرها يعطي وينعم على من يشاء ما يشاء، فلا يستغني مخلوق عن كرمه. كثير العطايا يعطي بلا حساب ولا ثواب ولا جزاء، دون أن ينقص شيء من ملكه سبحانه ملك السموات والأرض وما فيهن. الله يعطي هباته لأهل السموات والأرض، للمؤمن والكافر، والبر والفاجر، فهي ليست من صفات الله الخاصة. اسم الله الوهاب في القرآن
ورد اسم الله الوهاب في ثلاث آيات؛ آية في سورة آل عمران، وآيتان في سورة ص، في سياق عطاء الله المتفضل بلا مقابل، الآيات هي: [٣]
( أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ). [٤]
(رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ). [٥]
(قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّن بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ).