متى ترفع الأعمال إلى الله
حسب ما ورد في القرآن والسنة فإنّ أعمال العبد تُعرض على ربه يومياً وأسبوعياً وسنوياً أيضاً، أما اليوميّة فتُرفع مرتين، الأولى في النهار عن الليل، والثانية في الليل عن النهار، والأعمال الأسبوعية تُرفع يومي الإثنين والخميس لذلك يستحب الصيام فيهما، وتُرفع الأعمال السنوية في شهر شعبان، فقد روى أسامة بن زيد رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم قوله: (ذلِكَ شَهْرٌ يَغفُلُ النَّاسُ عنهُ بينَ رجبٍ ورمضانَ، وَهوَ شَهْرٌ تُرفَعُ فيهِ الأعمالُ إلى ربِّ العالمينَ ، فأحبُّ أن يُرفَعَ عمَلي وأَنا صائمٌ) [حسن]، لذلك يكون العمل وقت الغفلة محبوباً من الله تعالى. أما فيما يتعلق بجميع الأعمال فتكون عند انتهاء الأجل، حيث تنطوي صحيفة العبد وينقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية مثل أرض وقف يذهب رعيها للمحتاجين، أو بناء مشفى، أو علم يُنتفع به مثل أن يكون قد ألف كتباً مفيدة، أو اشتراها ووضعها في مكتبة، أو من الممكن أن يكون ولداً صالحاً يدعو له بعد مماته. صحة رفع الأعمال إلى الله في يوم عرفة
تناقل كثيرون في الآونة الأخيرة حديث ينص على رفع أعمال العباد إلا المتخاصمين منهم إلى الله تعالى في يوم عرفة، لكن لم يثبت وجود أي حديث عن هذا الأمر، مع العلم أنّ الدعوة إلى ترك الخصام وصفاء القلوب قائمة في كلّ وقت، بالإضافة إلى أننا لا ننكر فضل يوم عرفة وأنّ الأعمال فيه أحب إلى الله من غيره من الأيام.
متى ترفع الأعمال
[4]
التقارير الأسبوعية
ترفع يومي الإثنين والخميس لذلك يستحب الصيام فيهما، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "تُعرَضُ أعمالُ النَّاسِ في كُلِّ جُمُعةٍ مَرَّتينِ: يومَ الاثنينِ، ويومَ الخَميسِ، فيُغفَرُ لكُلِّ عبدٍ مُؤمِنٍ إلَّا عَبدًا بينه وبينَ أخيه شَحناءُ، فيُقالُ: اترُكوا -أو ارْكُوا- هذينِ حتى يَفيئَا". [5]
التقارير السنوية
ترفع في شهر شعبان، فقد روى أسامة بن زيد رضي الله عنه: "يا رسولَ اللَّهِ! متى ترفع الاعمال افراد. لم ارك تَصومُ شَهْرًا منَ الشُّهورِ ما تصومُ من شعبانَ ؟! قالَ: ذلِكَ شَهْرٌ يَغفُلُ النَّاسُ عنهُ بينَ رجبٍ ورمضانَ ، وَهوَ شَهْرٌ تُرفَعُ فيهِ الأعمالُ إلى ربِّ العالمينَ ، فأحبُّ أن يُرفَعَ عمَلي وأَنا صائمٌ". [6]
التقارير الختامية
وتكون عند انتهاء الأجل، وانتقال الروح إلى باريها، فعندها تطوى صحيفة عمله، وينقطع عمله إلا من ثلاث، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عنْه عَمَلُهُ إِلَّا مِن ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِن صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو له". [7]
وهكذا نكون قد وصلنا غلى نهاية مقالنا، الذي تحدثنا فيه عن صحة حديث ترفع الاعمال يوم عرفه الا المتخاصمين، وعن أقسام الحديث من حيث العمل به، وعن متى ترفع أعمال العباد إلى الله.
متي ترفع الاعمال الي الله
مقالات متعلقة
تاريخ الإضافة: 22/10/2012 ميلادي - 7/12/1433 هجري
الزيارات: 181154
ثَمَّة تقارير يومية، وأسبوعية، وسنوية، وختامية، تُرفَع عن كل عبدٍ من عباد الله إلى ربه - تبارك وتعالى - كما دلَّت على ذلك نصوصُ الكتاب والسنة النبوية الصحيحة. أما دليل رفع التقارير اليومية، فما جاء في حديث أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: "قام فينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بخمس كلمات، فقال: ((إن الله - عز وجل - لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام، يَخفِض القسط ويَرْفَعه، يُرفَع إليه عملُ الليل قبل النهار، وعملُ النهار قبل الليل... ))؛ [رواه مسلم]. قال المُنَاوي: "معناه يُرفَع إليه عملُ النهار في أول الليل الذي بعده، وعملُ الليل في أول النهار الذي بعده؛ فإن الحَفَظة يصعدون بأعمال الليل بعد انقضائه في أول النهار، ويصعدون بأعمال النهار بعد انقضائه في أول الليل" [1]. ففي هذين الوقتين تُرفَع التقارير اليومية آخرَ كل يوم وليلة، فعملُ النهار يُرفَع في آخره، وعملُ الليل يُرفَع في آخره... متى ترفع الاعمال في رمضان - ووردز. وهكذا، وهذا الرفع يُطلَق عليه الرفع الخاص؛ أي: خاص بعمل الأيام والليالي. وأما التقارير الأسبوعية:
فترفع كل اثنين وخميس؛ كما جاء في حديث أبي هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((تُعرَض أعمال الناس في كلِّ جمعةٍ مرتين، يوم الاثنين ويوم الخميس، فيُغفَر لكل عبد مؤمن، إلا عبدًا بينه وبين أخيه شَحْنَاء، فيقال: اتركوا - أو ارْكُوا - هذين حتى يَفِيئا))؛ [رواه مسلم] ، وهذا الرفع خاص بعمل العبد خلال الأسبوع.
متى ترفع الاعمال التطوعية
»، فقُلْتُ: وَمَا بِي ذَلِكَ، وَلَكِنِّي ظَنَنْتُ أَنَّكَ أَتَيْتَ بَعْضَ نِسَائِكَ، فَقَالَ: «إِنَّ اللهَ تَعَالَى يَنْزِلُ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَغْفِرُ لأَكْثَرَ مِنْ عَدَدِ شَعَرِ غَنَمِ كَلْبٍ -وهو اسم قبيلة» رواه الترمذي وابن ماجه وأحمد واللفظ لابن ماجة، وأهمية ليلة شعبان الخامسة عشرة هي موضع نقاش بين المسلمين ويحتفل البعض بتلك الليلة بصلوات خاصة ويصومون في اليوم التالي بينما يقول آخرون إن هذه الممارسة ليست من السنة.
متى ترفع الاعمال افراد
في هذا الحديث: أن الله - تعالى - يَقبَل التوبة من عباده ليلاً ونهارًا ما لم يُغَرْغِروا، أو تطلع الشمس من مغربها، قال الله - تعالى -: ﴿ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا ﴾ [الأنعام: 158]. فإذا تاب العباد توبة صادقة، تاب الله عليهم، وبدَّل السيئات حسنات، كما أخبر بذلك في قوله: ﴿ إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [الفرقان: 70]. متى ترفع الاعمال التطوعية. فاللهم اجعلنا من التائبين الذين بُدِّلت سيئاتهم حسنات، يا رب العالمين! [1] فيض القدير شرح الجامع الصغير (2/276). [2] شرح رياض الصالحين (1/104- 105).
وذَكَر الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمَه الله تعالى في بيان حكمة إكثار النبي صَلَّى الله عليه وسَلَّم منَ الصِّيام في شعبان: أنَّ شهر شعبان يغفُل عنه الناس بين رجب ورمضان حيث يكتنفه شهران عظيمان الشَّهر الحرام رجب وشهر الصِّيام رمضان فقد اشتغل الناس بهما عنه فصار مغفولًا عنه وكثير منَ الناس يظنُّ أنَّ صيام رجب أفضل من صيامه لأن رجب شهر حرام وليس الأمر كذلك.