زهير سالم
ويتقرر أمام هذه الآية الكريمة، الفصل المطلق والبينونة الكبرى بين مقامي الألوهية ومقام العبودية، حتى في شخص الرسول الكريم ومقامه ومهمته ودوره. ليس لك من أمر عبادي شيء؛ أهدي من أشاء، أتوب على من أشاء، أغفر لمن أشاء، أرحم من أشاء، من اختار الضلالة والغواية أعذبه كيف شئت وحين أشاء. وليس لك من الأمر شيء " إنما أنت مذكر " " إنما أنت نذير " " إنما أنت منذر " أنت رسول بشير ونذير ومبلغ وإنما " عليك البلاغ وعلينا الحساب ". وما أكثر ما تتردد هذه الآيات البينات في سياقات القرآن الكريم.
" ليس لك من الأمر شيء "
وكتاب التكليف واضح بين قاطع فاصل. وأقوال المفسرين في الآية تدير الرؤوس وتذهب بالألباب وكلها تحسم وتوضح وتشتق من هذه الآية الكريمة الأحكام. يجب أن يكون نزول هذه الآية فارقا في تاريخ التشريع الإسلامي بين أحكام وأحكام ما يزال المسلمون يخلطون بينها ليس كما يخلطون في نصوص تحريم الخمر ما قبل وما بعد. ولسنا في وارد تتبع هذه الأحكام في هذا السياق. ليس لك من الأمر شي بودكاست عبدالله بن داخل رحمه الله podcast. أكثر المفسرين ربط الآية بغزوة أحد وما كان فيها، من جرح الرأس الشريف وكسر الرباعية، وبعضهم ربطها بما كان بعد أحد من حادث بئر معونة، ومقتل سبعين من خيار المسلمين في وقعة غدر من بعض أعراب الجاهلية.
- ليس لك من الأمر شي بودكاست عبدالله بن داخل رحمه الله podcast
- وجيز التفسير " ليس لك من الأمر شيء " - إسلام أون لاين
ليس لك من الأمر شي بودكاست عبدالله بن داخل رحمه الله Podcast
فقوله تعالى: ( ليس لك من الأمر شيء) أي: ليس إليك ، فاللام بمعنى " إلى " كقوله تعالى: " ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان " ( سورة آل عمران - 193) أي: إلى الإيمان: قوله تعالى: ( أو يتوب عليهم) ( قال بعضهم: معناه حتى يتوب عليهم) أو: إلى أن يتوب عليهم ، وقيل: هو نسق على قوله " ليقطع طرفا " وقوله: ( ليس لك من الأمر شيء) اعتراض بين نظم الكلام ونظم الآية ليقطع طرفا من الذين كفروا أو يكبتهم أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون ، ليس لك من الأمر شيء ، بل الأمر أمري في ذلك كله.
وجيز التفسير &Quot; ليس لك من الأمر شيء &Quot; - إسلام أون لاين
- وروى الطبري عن الربيع بن أنس، قال: "أنزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد، وقد شُجَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجهه، وأصيبت رباعيته، فهمَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدعو عليهم، فقال: « كيف يفلح قوم أدموا وجه نبيهم، وهو يدعوهم إلى الله، وهم يدعونه إلى الشيطان ، ويدعوهم إلى الهدى، ويدعونه إلى الضلالة، ويدعوهم إلى الجنة ، ويدعونه إلى النار! »، فهمَّ أن يدعو عليهم، فأنزل الله عز وجل: { لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ}، فكفَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدعاء عليهم". وجيز التفسير " ليس لك من الأمر شيء " - إسلام أون لاين. - وروى الطبري عن الحسن البصري، قال: "جاء أبو سفيان من الحَوْل غضبان لما صُنِعَ بأصحابه يوم بدر، فقاتل أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يوم أحد قتالاً شديداً، حتى قتل منهم بعدد الأسارى يوم بدر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمة، علم الله أنها قد خالطت غضباً: « كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم بالدم، وهو يدعوهم إلى الإسلام! »، فقال الله عز وجل: { لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ}".
وكلام ابن حجر يفيد أن ما جرى يوم أحد هو السبب الذي لأجله نزلت هذه الآية. وقد قال الطبري رحمه الله: "إن الله عز وجل إنما أنزل هذه الآية على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم؛ لأنه لما أصابه بأحد ما أصابه من المشركين، قال كالآيس لهم من الهدى، أو من الإنابة إلى الحق: « كيف يُفلح قوم فعلوا هذا بنبيهم »"، وكلام الطبري يفيد أن ما حدث للنبي صلى الله عليه والسلام يوم أحد هو السبب الذي لأجله نزلت هذه الآية. المصدر: موقع إسلام ويب
6
0
74, 658