فسكت سالم وقال: ( وأعرض عن الجاهلين) وقول البخاري: " العرف: المعروف " نص عليه عروة بن الزبير ، والسدي ، وقتادة ، وابن جرير ، وغير واحد. وحكى ابن جرير أنه يقال: أوليته عرفا ، وعارفا ، وعارفة ، كل ذلك بمعنى: " المعروف ". قال: وقد أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يأمر عباده بالمعروف ، ويدخل في ذلك جميع الطاعات ، وبالإعراض عن الجاهلين ، وذلك وإن كان أمرا لنبيه صلى الله عليه وسلم فإنه تأديب لخلقه باحتمال من ظلمهم واعتدى عليهم ، لا بالإعراض عمن جهل الحق الواجب من حق الله ، ولا بالصفح عمن كفر بالله وجهل وحدانيته ، وهو للمسلمين حرب. وقال سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة في قوله: ( خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين) قال: هذه أخلاق أمر الله [ عز وجل] بها نبيه صلى الله عليه وسلم ، ودله عليها. وقد أخذ بعض الحكماء هذا المعنى ، فسبكه في بيتين فيهما جناس فقال: خذ العفو وأمر بعرف كما أمرت وأعرض عن الجاهلين ولن في الكلام لكل الأنام فمستحسن من ذوي الجاه لين وقال بعض العلماء: الناس رجلان: فرجل محسن ، فخذ ما عفا لك من إحسانه ، ولا تكلفه فوق طاقته ولا ما يحرجه. وإما مسيء ، فمره بالمعروف ، فإن تمادى على ضلاله ، واستعصى عليك ، واستمر في جهله ، فأعرض عنه ، فلعل ذلك أن يرد كيده ، كما قال تعالى: ( ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصفون وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون) [ المؤمنون: 96 - 98] وقال تعالى: ( ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم وما يلقاها) أي هذه الوصية ( إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم) [ فصلت: 34 - 36]
219 من: (باب العفو والإِعراض عن الجاهلين)
فأقول للأخوة- الذين أرسلوا لي يطلبون مني الرد على هؤلاء- أن الإعراض عنهم أولى عملا بقوله تعالى? وأعرض عن الجاهلين? (الأعراف: 199) أليس هذا جاهلاً؟! فهو لا يعرف معنى البدعة فإذا قيل له كذا وكذا بدعة ولا أصل له في السنة قال إذن السيارة بدعة والطائرة بدعة والكمبيوتر بدعة والإنترنت بدعة. فما استوعب لجهله أن البدعة أمر محدث في الدين لقوله تعالى? اليوم أكملت لكم دينكم? (المائدة: 3) ولقوله صلى الله عليه وسلم »من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد« (أخرجه البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها)، فالبدعة أمر محدث في أمر الدين وليس في أمر الدنيا? فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثاً? (النساء: 78). أخي القارئ الكريم ليس المقصود من كلامي هذا الرد على أولئك الكتّاب بل كما قلت لك هؤلاء الإعراض عنهم هو الأنسب ولكن أردت بيان مدى الجهل الذي بلغ بهؤلاء فقد بلغ بهم درجة الجهل المركب فأحدهم جاهل ويجهل أنه جاهل بل يظن نفسه أنه عالم فبينما تجده لا يفهم معنى »البدعة الشرعية« ينكر على غيره! يروى أن جاهلاً وصف له الطبيب علاجاً لمدة خمسة أيام على أن يأخذ منه حبة واحدة كل 8 ساعات فظن هذا المسكين أن الأولى أن يأخذ 15 حبة جملة واحدة!
القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الأعراف - الآية 199
هاجمت ال إعلام ية المصرية بسمة وهبة الإعلامي إبراهيم عيسى وكل الذي يتحدثون بالأمور الدينية والإفتاء من دون تخصّص وذلك خلال تقديمها برنامج "90 دقيقة" على قناة "المحور". وقالت بسمة: "بنلاقي الناس على "تيك توك" ومنصات تانية بيتكلموا عن الدين وبيفتوا، أنت بتكتشف حاجة بمخك أنت... أنا ذنبي إيه وجيراني وأصحابي وأسرتي والمجتمع إنك انت عاوز تخليه يفهم غلط زيك؟! ". وأضافت: "عاوز توصل لإيه؟! احتفظ بآرائك لنفسك وطبّقها على نفسك، وخلّي قناعاتك لنفسك، لكن أنا ذنبي إيه؟! أنت مالك ومالي، أنت مش وصي عليّ ولا وصي على الدنيا ولا حد فوّضك إنك تتكلم باسم ربنا واسم الدين، أنتَ من تكون؟! ". واختتمت وهبة حديثها بالقول: "الفتاوى الشاذة في الدين تأتي في إطار تشويه المجتمع المصري... وأعرض عن الجاهلين، وتوخّوا الحذر، والله خاطبنا في كتابه الكريم يا أصحاب العقول، أي أن الله منحنا العقل لكي نزن به الأمور، أرجوكم تمهّلوا ومتسمعوش ومتمشوش في السكة دي، وأتمنى من كل واحد بيحب يفتي ويقول آراءه في الدين إنه يخلي آراءه لنفسه، مش عاوزين نعرف ومرجعيتنا الأزهر الشريف".
وأعرض عن الجاهلين - موقع مقالات إسلام ويب
قال الله تعالى: { وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ * إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ * وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} [الشورى: 40-43]، فجوّز الاقتصاص بالعدل، وندب إلى الفضل، والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً { إن الله لا يضيع أجر المحسنين} [التوبة: 120]. وقد علم أنّ من دَيْدَن الفضلاء وأصحاب القلوب الحية، الفيئةَ بعد الإساءة، وإكرام المساء إليه، وإن كان بعض أولئك المسيئين لا يَمُت إلى العلم الشريف بكبيرِ صلة، روى الخطيب في تاريخ بغداد أن الزجاج وقع بينه وبين رجل من أهل العلم شر فاتصل، ونسجه إبليس وأحكمه، حتى خرج الزجاج معه إلى حد الشتم، فلم يكن من غريمه إلاّ أن كتب إليه:
أبى الزجاجُ إلاّ شتمَ عرضي لينفعه فآثمه وضره
وأقسم صادقاً ما كان حُرٌّ ليطلق لفظه في شتم حره
ولو أني كررت لفر مني ولكن للمنون عَلَيَّ كَرَّه
فأصبح قد وقاه الله شري ليوم لا وقاه الله شره
قال الخطيب: فلما اتصل هذا بالزجاج قصده راجلاً حتى اعتذر إليه وسأله الصفح [1].
وتفيد الآيةُ وجوب هَجْر مجالس المعصية، ويسمى بهجر الوقاية؛ قال تعالى: ﴿ وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا ﴾ [النساء: 140]. نسأل الله تعالى أن يجعلنا في خدمة كتابه الكريم، وأن يستُر عيوبَنا، ويغفِر ذنوبنا، إنَّه هو السِّتِّير الغفور الحليم، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. مرحباً بالضيف
آخر تحديث: ديسمبر 29, 2021
حكم حلق اللحية في المذاهب الأربعة
وجب على كل رجل مسلم بالغ عاقل إطلاق لحيته؛ لأنها من السنن، استدلالاً بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قصوا الشوارب واعفوا اللحى). واللحية هي زينة الرجل في الإسلام، وتختلف اللحية ما بين لحية كثيفة، ولحية خفيفة، وقد اختلفت المذاهب الأربعة في اللحية لذلك سنتناول في مقالنا هذا حكم إطلاق اللحية في المذاهب الأربعة. تعريف اللحية
اللحية هي الشعر الذي يظهر على منطقة الخدين والذقن، وهو من علامات البلوغ عند الرجل. بالإضافة إلى أنها من ضمن السنن التي سنها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كزينة لوجه الرجل. لذلك أمر سيدنا محمد صلى الله عليه المسلمين بإعفائها وتقصير الشارب. وقد خرجت عدة آراء من أهل العلم في موضوع إعفاء اللحى. لذلك سنتناول أهم الأحكام في حلق اللحى. شاهد أيضا: هل يجوز حلق اللحية
أختلف العلماء في أمر إعفاء اللحية أو التقصير، وعد ذلك من الشئون الفقهية التي ظهرت فيها عدة آراء. فالرأي الأول يقول إنه وجب إعفاء اللحى، وعدم قص أي شيء منها. أما الرأي الثاني يقول بانه وجب إعفاؤها مع إجازة تهذيبها أو التقصير منها. وقد قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بإعفاء اللحى.
حكم حلق اللحيه مع الدليل
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (غيروا هذا بشيء واجتنبوا السواد). كذلك فقد قيل إن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يصبغ لحيته بالصفرة، وأن أبا بكر الصديق وعمر بن الخطاب استخدموا الحناء. تهذيب اللحية وإزالة الشعر الزائد منها
لا كراهة في تهذيب اللحية عن طريق التخلص من بعض الشعر المتطاير هنا وهناك. كذلك فلا يوجد أي سبب يمنع إزالة الشعر الذي يظهر أمام الأذنين، ويسبب مظهراً منفراً. حيث أن الله جميل يحب الجمال، وقد حثنا ديننا الكريم على التزين بما يتناسب مع الشرع. إذ أن الرجل يستحب أن يظهر بمظهر حسن أمام زوجته، ويحسن من شكله. وهو مثاب على ذلك في حدود شرع الله. نرشح لك أيضا: هل يجوز قص الشعر ليلا؟
وفي ختام مقالنا الذي تناولنا فيه حكم حلق اللحية عند المذاهب الأربعة، نرجو أن نكون قد قدمنا لكم محتوى مفيد وهادف. ونتمنى منكم نشر المقال على وسائل التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
حكم حلق اللحية ابن عثيمين
الحمد لله. أما العلماء المتقدمون فلا يعرف منهم من نص على جواز الأخذ من اللحية حتى تكون أقل
من قبضة اليد. ففي " فتح القدير " لابن الهمام الحنفي رحمه الله تعالى ( 2 / 352):
" وأما الأخذ منها وهي دون ذلك – أي أقل من قبضة اليد –كما يفعله بعض المغاربة
ومخنثة الرجال فلم يبحه أحد " انتهى. وقد ذهب بعض العلماء المتأخرين إلى القول بكراهة حلقها. جاء في " الموسوعة الفقهية الكويتية " ( 35 / 225 – 226):
" ذهب جمهور الفقهاء: الحنفيّة والمالكيّة والحنابلة ، وهو قول عند الشّافعيّة ،
إلى أنّه يحرم حلق اللّحية لأنّه مناقض للأمر النّبويّ بإعفائها وتوفيرها...
والأصحّ عند الشّافعيّة: أنّ حلق اللحية مكروه " انتهى. لكن ينبغي هنا أن نعلم أن الأمر النبوي جاء واضحا بإعفاء اللحية. فعنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (
خَالِفُوا الْمُشْرِكِينَ ، وَفِّرُوا اللِّحَى وَأَحْفُوا الشَّوَارِبَ ) رواه
البخاري ( 5892) ومسلم ( 259). وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنهم قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه
وسلم: ( جُزُّوا الشَّوَارِبَ وَأَرْخُوا اللِّحَى ، خَالِفُوا الْمَجُوسَ )
رواه مسلم ( 260) .
ما حكم حلق اللحية
مقالات متعلقة
تاريخ الإضافة: 14/11/2009 ميلادي - 27/11/1430 هجري
الزيارات: 201216
السؤال: رجل اعتاد على حلق لحيته باستمرار وأراد أن يضحي؛ وهو لا يصبر عن حلق لحيته؛ فماذا يفعل ؟
الجواب: حلق اللحية محرم؛ سواء في عشر ذي الحجة أو في غيرها؛ لأنه معصية ومخالفة للسنة وللإرشادات النبوية، فننصح المسلم عن هذه المعصية، ويجب على هذا وعلى غيره التوبة من هذا الذنب؛ فإن اللحية زينة الرجال وجمالهم، وهي هيبة ووقار وفارقة بين الرجال والنساء؛ وشعار للمسلمين المتمسكين بدينهم، وحلقها تشبه بالنساء وتشبه بالكفار من اليهود والنصارى والمجوس؛ ومن تَشَبَّه بِقَوْمٍ فَهُو مِنْهُم [1]. وليس في إعفائها مشقة ولا ثقل؛ بل إنه يسلم من تعذيب نفسه كل يوم بإمرار الموسى على وجهه، ويرد بأجرة الحلاق أو بقيمة الأدوات والأدوية التي يستعملها كل يوم أو كل أسبوع مما يوفر عليه مالاً كثيراً يمكنه أن يتصدق به فيجد أجره في الدار الآخرة، ومع ذلك نقول لا يترك الأضحية ويدَّعي أنها تمنعه من حلق اللحية الذي اعتاده ولا يقدر على تركه كما يدعي؛ بل لا يرده ذلك عن ذبح أضحيته، فلا يجمع بين فعل المعصية وترك السُنَّة والطاعة، وله حيئنذ أجرٌ على صدقته وأضحيته ولو فعل تلك المعصية، والله أعلم.
• لذلك فالذي يظهر لي والله تعالى اعلم من هذا العرض المختصر ما يلي:
أن حلق اللحية معناه: إزالة الشعر إزالة تامة بالموس، وأما اذا كان دون الحلق التام فيقال بأنه قص منها او قصر منها، مثل ما يقال في الرأس، كما قال عز وجل: ((محلقين رؤوسكم ومقصرين)). • فالحالة الأولى: حلق اللحية حلقاً تاماً، فالذي يظهر والله تعالى أعلم يكاد الاجماع ينطبق على أنه لا يجوز، وهو الذي تعضده الأدلة، سواء الأدلة الآمرة بإعفاء اللحية، أو الأدلة التي ورد فيها أن ذلك من التشبه بالمجوس، والتشبه بالكفار لا يجوز. • الحالة الثانية: أن يقص ما زاد عن القبضة، فالخلاف في ذلك أخف؛ لثبوت ذلك عن بعض الصحابة رضي الله عنهم كعبد الله بن عمر، وإن كان البعض يقول هذا اجتهاد منه رضي الله عنه وأرضاه، ولكن ما دام أن له سلفا في ذلك فالأمر أهون بشرط أن يكون كما ذكر عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن يقص ما زاد عن القبضة. • الحالة الثالثة: أن يكون القص أكثر مما يزيد عن القبضة، كما هو معروف الآن، وسائر في أغلب الملتحين، وبعضهم ممن ينتسب للعلم والقران والإمامة فيقص ما زاد عن القبضة وزيادة، بل إن بعضهم تجاوز ذلك بكثير، وتكون لحيته خفيفة جدا جدا، فهذا الذي يظهر والله تعالى أعلم أنه وقع في الحرام.