04:17 م
الأربعاء 23 مايو 2018
كتب- إيهاب زكريا:
ما زال القرآن الكريم يبوح بأسراره..
ولنغترف من معين البلاغة الذي لا ينتهى للتفرقة بين السّنة والعام فيما ورد من ذكرها في القرآن. وضع الله -تعالى- كلّ كلمة في القرآن الكريم بمكانها الصحيح، فكلّ كلمةٍ لها معنى تؤدّيه في مقامها على أكمل وجه، ومن الأمثلة على استخدام لفظيّ سنة وعام في المواضع التي تناسبهما، حيث حمل كلّ لفظٍ معنىً مختلفاً عن الآخر. فالسنة: تعبر عن الجدب والشدة والصعب من السنوات. والعام: تعبر عن أيّام الرّخاء والعطاء. قال الله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ}... [العنكبوت: 14]. ، فحال نوح عليه السّلام؛ إذ كانت دعوته لقومه شاقّةً وعسيرةً فكان قومه مكذّبين له ومعرضين عن دعوته، وكذلك كان المطر قليلا والأرض جدباء. ألف سنة إلا خمسين عامًا - YouTube. بعكس الأيام التي تلت الطّوفان التي قرنها الله -تعالى- بلفظ العام، عندما هلك أهل الكفر، ومرّت على الأرض أيام خصوبة ورخاء، ولفظ سنين ناسب الحديث عن أيّام الكفر لذمّها، ولفظ عام جاء لوصف الأيّام التي قضاها نوح -عليه السّلام- مع من آمن معه.
ألف سنة إلا خمسين عامًا - Youtube
إعراب الآيات (5- 7): {مَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (5) وَمَنْ جاهَدَ فَإِنَّما يُجاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ (6) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ (7)}. الإعراب: (كان) فعل ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط الفاء رابطة لجواب الشرط اللام المزحلقة للتوكيد (آت) خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء المحذوفة الواو استئنافيّة (العليم) خبر ثان مرفوع. وجملة: (من كان... ) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (كان يرجو... ) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من). وجملة: (إنّ أجل اللّه... ) لا محلّ لها تعليل للجواب المقدّر أي: فليستعدّ له لأن أجل اللّه آت. وجملة: (هو السميع... (6) الواو عاطفة (من جاهد) مثل من كان.. الفاء رابطة لجواب الشرط (إنّما) كافّة ومكفوفة (لنفسه) متعلّق ب (يجاهد) اللام المزحلقة للتوكيد (عن العالمين) متعلّق بغنيّ. وجملة: (من جاهد... ) لا محلّ لها معطوفة على جملة من كان. وجملة: (جاهد) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
قال الراغب الأصفهانيّ: العام كالسّنة؛ ولكنّ العرب تطلق السّنة على أياّم الشّدة والجدب، والعام على أيّام الرّخاء والعطاء، واستُعمل لفظ عام في سورة يوسف الآية 49: {عامٌ فيهِ يُغاثُ النّاسُ وَفيهِ يَعصِرونَ}؛ حيث قُرِن لفظ العام بالغيث. وكان قبلها قد جاء لفظ السنين مع الجدب والعمل المتواصل لمواجهته، فقال الله تعالى: (قالَ تَزرَعونَ سَبعَ سِنينَ دَأَبًا). وإليكم بعض الآيات التي ورد فيها كلمة: "سنة أو سنين" وكلمة "عام"
أولا: كلمة "سنة"
- {وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ}.. [البقرة: 96]. - {قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ}.. [المائدة: 26]. - {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ}.. [الحج: 47]. - {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ}.. [العنكبوت: 14].
والده علي أكبر الخوئي من العلماء المبرزين ومن تلاميذ عبد الله المامقاني في النجف الأشرف. السيد أبو القاسم الخوئي : زعيم الحوزة العلمية - موقع سماحة الشيخ فوزي السيف. بعد أن أتم دراسته قفل راجعا إلى موطنه خوي ليتصدى فيه للأمور الاجتماعية والدينية، وبعد أن حدث الاختلاف الشديد بين الأمّة بسبب- حادثة المشروطة- هاجر والده إلى النجف الأشرف سنة 1328هـ ق، والتحق به الخوئي سنة 1330 هـ، برفقة أخيه الأكبر عبد الله الخوئي، و بقية أفراد عائلته. نسبه أبو القاسم الخوئي بن علي أكبر الخوئي بن هاشم تاج الدين بن علي أكبر بن مير قاسم بن ولي بابا بن علي بن السيّد بن علي بن ولي بن صادق بن خان بن تاج الدين محمد (صاحب المرقد المعروف في مدينة خوي) بن علي أكبر بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن قاسم بن تاج الدين بن علي أكبر بن محمد بن أحمد بن حسين بن مرتضى بن محراب بن محمد بن محمود بن أحمد بن حسين بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم المجاب (دفين الروضة الحسينية) بن محمد العابد بن الإمام موسى الكاظم. أبناءه 1. جمال الدين الخوئي، وهو الابن الأكبر للسيد الخوئي الذي بذل عمره في خدمة مرجعية والده، توفي في طهران إثر إصابته بمرض السرطان سنة 1984م ودفن إلى جوار مرقدالسيدة فاطمة بنت موسي الكاظم في مدينة قم.
Pin On الاعلمون
البيان في تفسير القرآن
تألیف
السيّد أبو القاسم الموسوي الخوئي المحقق: المترجم:
الموضوع: القرآن وعلومه
الناشر
دار الزهراء
نسخة غير مصححة
السيد أبو القاسم الخوئي : زعيم الحوزة العلمية - موقع سماحة الشيخ فوزي السيف
أبو القاسم بن علي أكبر بن هاشم تاج الدين الموسوي الخوئي المعروف ب أبو القاسم الخوئي (1899 - 1992). هو مرجع دين شيعي، كان يترأس الحوزة العلمية بمدينة النجف بالعراق، وكان مرجعاً وزعيماً لملايين الشيعة الاثني عشرية في العالم ((أي أنه المرجع الديني الأعلى قبل المرجع علي الحسيني السيستاني)). ترأس الحوزة العلمية في فترة حساسة بنظام الحكم بزمن صدام حسين، ووقت الثورة الإسلامية بإيران، مما جعل النظام البعثي يحس بالخطر المباشر من هذه الثورة، طالبت السلطة الخوئي بأن يصدر فتوى يعارض فيها ثورة الخميني، ولكن نتيجةً لرفضه تعرض للكثير من المضايقات على يد النظام الحاكم، وفي عام 1980م عمدت السلطة لتفجير السيارة التي كان يتنقل بها الخوئي إلى مسجد الخضراء، ولكن نجا من حادث الانفجار، إضافة لاغتيال العديد من طلاب العلم من النجف وتسفير غير العراقيين منهم إلى بلدانهم، كما أعدمت جملة من تلامذته وعلى رأسهم محمد باقر الصدر الذي أغتيل في عام 1980 لمعارضته لنظام حزب البعث. Pin on الاعلمون. حياته ولادته ولد أبو القاسم الموسوي الخوئي منتصف شهر رجب سنة 1317هـ ق في مدينة خوي التابعة لمحافظة آذربايجان الغربية ، في وسط أسرة علمائية، يرجع نسبها إلى موسى الكاظم.
أبو القاسم الخوئي - مكتبة نور
منذ نعومة أظافره، كان محبّاً للعمل، ومحصِّلاً بارعاً، حيث توجه بمعية أخيه السيّد عبد الله الخوئي صوب النّجف الأشرف سنة 1330 هـ، وله من العمر 13عاماً، فالتحق بوالده هناك، وشرع بتحصيل علوم اللّغة والمنطق، وتخرَّج من مرحلة السّطوح العالية، وحينما بلغ الحادية والعشرين من العمر، حضر الدراسات العليا في الحوزة العلمية، ونال درجة الاجتهاد سنة 1352 هـ، وقد بلغ الخامسة والثلاثين من عمره المبارك، ما يدلّ على أهليته للاجتهاد في سنّ مكبرة، نسبة إلى هذه الدرجة الرفيعة والمنزلة السامية في الاجتهاد. وقد أيّد اجتهاده الكثير من المراجع البارزين، والآيات العظام في حوزة النّجف الأشرف، أمثال: النائيني، والكمباني، والعراقي، والبلاغي، والشيخ علي الشيرازي، والسيد أبي الحسن الأصفهاني، وشهدوا له بالتفوّق في نيل المراتب العلميّة الرّفيعة. كان(قده) نموذجاً عالياً في الأخلاق والسّيرة، شأنه في ذلك شأن باقي علماء الشّيعة السّابقين، الذين ترجموا بأخلاقهم وسلوكهم سيرة نبيّهم المصطفى، وأهل بيته(ع). أبو القاسم الخوئي - مكتبة نور. ولقد أشار السيّد الخوئي في موسوعة معجم رجال الحديث إلى أسماء كبار مشايخه وأساتذته في علمي الفقه والأصول، قائلاً:
"وحين وصلت النّجف الأشرف، الجامعة الدينيّة للشّيعة الإماميّة، ابتدأت بقراءة العلوم الأدبيّة والمنطق، ثم قرأت الكتب الدراسيّة الأصوليّة، والفقهيّة، لدى الكثير من أعلامها، منهم سيّدي المرحوم العلامة الحجّة الوالد (قدِست نفسه).
إنّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.