كانت المرأة قبل الإسلام مهضومة الحقوق مسلوبة الإرادة مغلوبة على أمرها، متدنية في مكانتها، بل انتهى بها الأمر إلى وأدها في مهدها، في الجاهلية التي سبقت بعثة النبي صلى الله عليه وسلم. ثم جاءت شريعة الإسلام فأعادت لها مكانتها، ورفعت الظلم عنها، وأوصت بحفظ حقوقها وإعلاء شأنها، بل جعلتها شقيقة الرجل في جميع الأحكام الشرعية، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( إِنَّ النِّسَاءَ شَقَائِقُ الرِّجَالِ) رواه أحمد و الترمذي. وفوق ذلك كله أوصى النبي صلى الله عليه وسلم وصية خاصة بها، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( استوصوا بالنساء، فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء) متفق عليه، وفي لفظ مسلم: ( استوصوا بالنساء خيرا).
واستوصوا بالنساء خيرا فإنهن عوان عندكم - طريق الإسلام
قال رسول الله ﷺ: «استَوْصُوا بالنساء خيرًا؛ فإن المرأة خُلِقَتْ مِن ضِلَعٍ، وإن أعوَجَ ما في الضِّلَع أعلاه، فإن ذهَبتَ تُقيمُه كسَرتَه، وإنْ ترَكتَه لم يزَلْ أعوَجَ، فاستَوصوا بالنساء»
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « استَوْصُوا بالنساء خيرًا؛ فإن المرأة خُلِقَتْ مِن ضِلَعٍ، وإن أعوَجَ ما في الضِّلَع أعلاه، فإن ذهَبتَ تُقيمُه كسَرتَه، وإنْ ترَكتَه لم يزَلْ أعوَجَ، فاستَوصوا بالنساء » (متفق عليه). وفي رواية في "الصحيحين: « المرأةُ كالضِّلْعِ؛ إنْ أقمْتَها كسَرتَها، وإنِ استمتعتَ بها، استمتعتَ وفيها عَوَجٌ ». معنى حديث استوصوا بالنساء خيرا - الإسلام سؤال وجواب. وفي رواية لمسلم: « إن المرأة خُلِقتْ مِن ضِلَعٍ، لن تستقيم لك على طريقة، فإنِ استمتعتَ بها استمتعتَ بها وفيها عَوَجٌ، وإن ذهَبتَ تُقيمُها كسَرتَها، وكسرُها طلاقُها ». قوله: ((عَوَجٌ)) هو بفتح العين والواو. قال سَماحة العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -: ذكر المؤلِّف رحمه الله تعالى فيما نقله عن أبي هريرة رضي الله عنه في معاشرة النساء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « استَوصُوا بالنساء خيرًا »؛ يعني: اقبَلوا هذه الوصيةَ التي أُوصيكم بها، وذلك أن تفعلوا خيرًا مع النساء؛ لأن النساء قاصراتٌ في العقول، وقاصرات في الدِّين، وقاصرات في التفكير، وقاصرات في جميع شؤونهن؛ فإنهن خُلِقْنَ مِن ضِلَعٍ.
معنى حديث استوصوا بالنساء خيرا - الإسلام سؤال وجواب
» انظر إلى رسولك واقتدي به في مساعدة أهل بيته فإن قصرت زوجتك يومًا فلا تتأفف وتغضب من تقصيرها بل تآسى بحبيبك المصطفى فقد كان كما روت السيدة عائشة أنه كان في مهنة أهله أخرج البخاري عن الأسود قال: « سألت عائشة: ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟ قالت: كان يكون في مهنة أهله - تعني: خدمة أهله - فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة » لماذا نرى بعض الازواج ينزعج عند فضفضة الزوجة له عما يؤلمها حتى وإن كان شيئًا بسيطًا أنصت إليها عند حديثها ولا تتأفف منها فهي عندما تتحدث لا تريد حلاً وإنما هى بحاجة إلى الإنصات باهتمام.
ثم قال ﷺ:
« ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف » فالزوج
هو الذي ينفق على زوجته حتى لو كانت غنية، ولو كانت موظفة، فليس له حق في وظيفتها
ولا في راتبها، ليس له قرش واحد. كله لها، وتلزمه بأن ينفق عليها؛ فإذا قال: كيف
أنفق عليك وأنت غنية، وأنت لك راتب كراتبي؟ نقول: يلزمك نقول: يلزمك الإنفاق عليها
وإن كانت كذلك، فإن أبيت فللحاكم القاضي أن يفسخ النكاح غصبًا من الزوج، وذلك لأنه
ملتزم بنفقتها. والحاصل أن خطبة حجة الوداع خطبة عظيمة قرر فيها النبي ﷺ شيئا كثيرًا من أصول الدين
ومن الحقوق، حتى قال ﷺ
من جملة ما قال: « الا وإن ربا الجاهلية موضوع تحت
قدمي »
كانوا
في الجاهلية -نسأل الله العافية- إذا حل الدين على الفقير قالوا له: إما أن تربي
وإما أن تقضي: (تقضي) يعني: توفينا، (تربي) يعني: نزيد عليك الدين حتى يصبح
أضعافًا مضاعفة. فقال
ﷺ في حجة الوداع حاكمًا
ومشرعًا: « إن ربا الجاهلية موضوع تحت قدمي هاتين »
يعني: تحت رجلي ليس له قائمة، ثم قال: «وأول ربا ً أضع ربا العباس بن عبد المطلب»
[٣]. الله أكبر، صراحة عظيمة وعدل قائم في تنفيذ أحكام الله، « أول
ربًا أضع ربا العباس »، العباس عم الرسول ﷺ. واستوصوا بالنساء خيرا فإنهن عوان عندكم - طريق الإسلام. لو
كان النبي ﷺ
رجلًا من أهل الدنيا لجحد، ولا أخبر الناس أن عمه يرابي، وأبقى رباه على ما هو
عليه، لكن الرسول ﷺ
الذي هو غاية الخلق في العدل يقول: « أول ربًا أضع ربا
العباس بن عبد المطلب »، فإنه موضوع كله، فليس لأحد ممن عليه الربا أن
يوفيه، فهو ساقط كأن لم يكن؛ ليس للعباس إلا رأس ماله فقط.
صدر عن دار الصميعي للنشر ، كتاب أخلاق النبى صلى الله عليه وسلم ، للدكتور عابد بن عبد الله البلادي ، حيث يتضمن الكتاب أروع الأمثلة لجميل أخلاقه صلى الله عليه وسلم ، وطيب معشره ورقي أدبه ولين جانبه ولطف تعامله. وقد قسم المؤلف كتابه إلى ثلاثة وعشرين خلقاً مما صح عنه صلى الله عليه وسلم ؛ لتكون نبراساً عطراً ومنهلاً عذباً لكل مسلم ومسلمة في شتى مجالات الحياة ، حيث يستفيد منه بإذن الله:
١) الوالدان يقرآنه على أبنائهم يربونهم فيه على خلق النبي صلى الله عليه وسلم. ٢) العالِمُ يهذب به طلابه بخلق النبي القدوة صلى الله عليه وسلم. المنهج النبوي في بناء الأخلاق - طريق الإسلام. ٣) إمام المسجد يدعو به الجماعة المسلمة لامتثال خلقه صلى الله عليه وسلم. ٤) الداعي يؤثر به في المدعوين لتستقيم أخلاقهم وتتهذب نفوسهم. ٥) سائر الدور والمؤسسات التربوية والاجتماعية لبيان جميل خلقه صلى الله عليه وسلم. وهو من الكتب التي تشارك بها دار الصميعي للنشر في معرض الكتاب الدولي بالرياض، وسيتوفر الكتاب بإذن الله في مكتبة روافد التعليمية. جدير بالذكر أن للمؤلف كتاب سابق مطبوع في دار طيبة الخضراء بمكة المكرمة وهو كتاب "التبسم والدعابة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم".
اخلاق النبي صلي الله عليه وسلم اريد نبي الله عليهم
وكذلك الأمر يوم أُحد لما خالف الرماة أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وانقلبت أحداث المعركة ، واضطرب جيش المسلمين وأخذوا ينسحبون من أرض المعركة، ثبت النبي عليه الصلاة والسلام ، في وجه المشركين وحوله قلة قليلة من الصحابة رضي الله عنهم، ومن بينهم سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، فكان عليه الصلاة والسلام يقول له: (ارْمِ فِدَاكَ أَبِي وأُمِّي). وقد سجّل التاريخ فرار الأعداء وأشد الخصوم من أمامه في الكثير من المواقف الحاسمة، فقد كان عليه الصلاة والسلام، يتصدّى للمصاعب بإيمانٍ راسخ، وقلبٍ ثابتٍ، حتى إنّ علي بن أبي طالب رضي الله عنه، كان يقول: (كنَّا إذا احْمَرَّ البأسُ، ولقيَ القومُ القوم، اتَّقَينا برسولِ اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم، فما يكون منَّا أحدٌ أدنا مِنَ القومِ منهُ).
[4] أخلاق الرسول مع أصحابه إن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يحب أصحابه كثيراً، فكان دائم السؤال عنهم وعندما يلتقيهم يلتقيهم بوجه بشوش، فالحب هو نعمة من نعم الله تعالى حيث أنه يوثق العلاقات بين المسلمين، فقال تعالى في سورة آل عمران: "فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا"، فقد كان رسولنا الكريم يخص كل صحابي بحب خاص به، فكان يصفهم بصفات تعزز بينهم الألفة والتقارب، فكان عليه الصلاة والسلام يصف الزبير بن العوام بأنه حواريه، وكان يصف أبا بكر وعمر بأنهما وزيراه، وقد كان حذيفة بن اليمان كاتم سره، ولقد لقب رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام أبا عبيدة بن الجراح بلقب أمين الأمة. وكان عليه الصلاة والسلام يشارك أصحابه في المأكل والمشرب، فعن جابر بن عبد الله قال: "كنت جالساً في داري فمر بي رسول الله فأشار إلي فقمت إليه، فأخذ بيدي فانطلقنا، حتى أتى بعض حُجًر نسائه فدخل، ثم أذن لي فدخلت والحجاب عليها، فقال هل من غداء؟ فقالوا: نعم، فأتى بثلاثة أقرصة فوضعن على نبي، فأخذ النبي قرصاً فوضعه بين يديه، وأخذ قرصاً آخر فوضعه بين يديَّ، ثم أخذ الثالث فكسره باثنين فجعل نصفه بين يديه ونصفه بين يدي، ثم قال: هل من أُدُم؟ قالوا: لا، إلا شيء من خل، قال: هاتوه، فنعم الأُدُم هو".