وفاة ماعز بن مالك:
وعن أبي أمامة بن سهل بن حنيف الأنصاري أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الظهر يوم ضرب ماعز فطول الأوليين من الظهر حتى كاد الناس يعجزون عنها من طول القيام فلما انصرف أمر أن يرجم فرجم فلم يقتل حتى رماه عمر بن الخطاب بلحي بعير فأصاب رأسه فقتله, فقال رجل حين فاظ لماعز: تعست! فقيل للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله! نصلي عليه؟ قال: "نعم", فلما كان الغد صلى الظهر فطول الركعتين الأوليين كما طولها بالأمس أو أدنى شيئًا فلما انصرف قال: "صلوا على صاحبكم فصلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم والناس". ويروي أبو سعيد: أنَّ رجلًا من أسلم يُقال له: ماعز بن مالكٍ أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني أصبت فاحشةً فأقمه علي! فردَّه النبي صلى الله عليه وسلم مرارًا، ثم سأل قومه فقالوا: ما نعلم به بأسًا إلا أنَّه أصاب شيئًا يرى أنَّه لا يخرج منه إلَّا أن يُقام فيه الحد. قال: فرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأمرنا أن نرجمه. قال: فانطلقنا به إلى بقيع الغرقد، قال: فما أوثقناه ولا حفرنا له، قال: فرميناه بالعظام والمدر والخزف، قال: فاشتد، واشتددنا خلفه حتى أتى عرض الحرة، فانتصب لنا فرميناه بجلاميد الحرة -يعني الحجارة- حتى سكت!
شرح حديث لعلك قَبَّلْتَ، أو غَمَزْتَ، أو نَظَرْتَ
- ولما صلوا على ماعز بن مالك ودفنوه، مرَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم على موضعه مع بعض أصحابه، فسمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلين يقول أحدهم لصاحبه: انظر: إلى هذا الذي ستر الله عليه ولم تدعه نفسه حتى رجم رجم الكلاب، فسكت النبي صلى الله عليه وسلم ثم سار ساعة, حتى مر بجيفة حمار قد أحرقته الشمس حتى انتفخ وارتفعت رجلاه، فقال صلى الله عليه وسلم: "أين فلان وفلان؟", قالا: نحن ذان يا رسول الله، قال: "انزلا، فكلا من جيفة هذا الحمار"، قال: يا نبي الله!! غفر الله لك.. من يأكل من هذا؟ فقال صلى الله عليه وسلم: "ما نلتما من عرض أخيكما آنفًا أشد من أكل الميتة، لقد تاب توبة لو قسمت على أمة لوسِعتهم والذي نفسي بيده إنَّه الآن لفي أنهار الجنة ينغمس فيها". بعض مواقف ماعز بن مالك مع الصحابة:
روى يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن نعيم بن هزال: أنَّ هزالًا كانت له جاريةٌ ترعى له وأنَّ ماعزًا وقع عليها، فخدعه هزال وقال: انطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره فعسى أن ينزل قرآن، فأتاه فأخبره فأمر به فرُجِم، وقال النبي صلى الله عليه وسلم لهزال: "يا هزال لو سترته بثوبك لكان خيرًا لك". بعض ما رواه ماعز بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم:
روى عنه ابنه عبد الله حديثًا واحدًا فيقول:عبد الله بن ماعز أن ماعزًا حدثه أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فكتب له كتابًا أن ماعزًا البكائي أسلم آخر قومه وأنه لا يجني عليه إلا يده فبايعه على ذلك.
شبهة قول النبي “أنكتها” | الموسوعة الإسلامية
إقامة الحد على ماعز:
كان الرسول الكريم يحاول أن يتأكد من حقيقة الزنا التي ربما لم تكن قد وقعت بالفعل ، لذلك كان يُشدّد في الأسئلة مع ماعز ، غير أن ماعز أكدّ للرسول صلّ الله عليه وسلم أنه قد زنا بالفعل ويرغب في التوبة الحقيقية وإقامة الحد عليه ، وبالفعل أقيم حد الرجم بالحجارة على ماعز بن مالك لأنه كان من المحصنين ، حتى مات ماعز تائبًا إلى الله توبةً صادقة. نصيحة الرسول إلى المسلمين:
لم يترك الرسول صلّ الله عليه وسلم الأمر هكذا بعد أن علم أن الصحابي هزال هو الذي شجعه على الاعتراف ، ولكنه نصح هزال وجميع الأمة الإسلامية بقوله:" والله! يا هزال لو كنت سترته بثوبك كان خيرًا مما صنعت به". تصفّح المقالات
بقلم |
fathy |
السبت 21 سبتمبر 2019 - 11:16 ص
ضرب الصحابي الجليل ماعز بن مالك المثل
في صدق التوبة، التي علم بيقينها النبي صلى الله عليه وسلم، فوصفه رغم معصيته
وكبيرته التي فعلها، أنه تاب توبة لو وزعت على سبعين من أهل المدينة لكفتهم. وييأس الكثير من المسلمين في الوقت
الحالي من التوبة نظرًا للحالة النفسية التي يمر بها أغلب المسلمين من ضيق وهم،
وكرب، فيستعظم الناس التوبة، أو ربما يدفعهم عظم المعصية لليأس منها، إما لضعف
شهواتهم، أو لظروفهم النفسية التي تتحكم بمصائرهم. ولقد ذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه
الكريم إنه يحب التوابين المتطهرين ، فإذا بلغت ذنوب الإنسان عنان السماء فإن الله
يعفو عنه إذا تاب توبةً صادقة من القلب. وضرب الصحابي الجليل ماعز بن مالك المثل
في التوبة، حينما اعترف إلى النبي صلى الله عليه وسلم بذنبه الكبير الذي اقترفه ،
لأنه كان يريد أن يتوب الله توبةً نصوحة لا مرد بعدها إلى الذنوب. من هو ماعز؟
هو الصحابي الجليل ماعز بن مالك الأسلمي
، واسمه الحقيقي عريب بن مالك ، وقد أخذ لقب "ماعز" واشتهر به ، وهو من صحابة
الرسول صلى الله عليه وسلم ، وقد اقترف جريمة الزنا ، فأراد أن يتوب إلى الله.
والشرك الأصغر لا يُخرج من ارتكس فيه من ملة الإسلام، ولكنه أكبر
الكبائر بعد الشرك الأكبر; ولذا قال عبد الله بن مسعود: " لأن أحلف بالله كاذباً أحب إلي من أن أحلف بغيره
صادقاً "، وعلى هذا فمن أحكامه أن يعامل معاملة المسلمين فيرثه
أهله، ويرثهم حسب ما ورد بيانه في الشرع، ويصلي عليه إذا مات ويدفن في
مقابر المسلمين وتؤكل ذبيحته إلى أمثال ذلك من أحكام الإسلام، ولا
يخلد في النار إن أدخلها كسائر مرتكبي الكبائر عند أهل السنة
والجماعة، خلافاً للخوارج والمعتزلة. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مجموع فتاوى اللجنة الدائمة بالسعودية - المجلد الرابع عشر
( العقيدة). ضابط الشرك الاكبر والاصغر والفرق بينهما. 14
5
43, 756
ضابط الشرك الاكبر والاصغر والفرق بينهما
ومعلوم أن الكفر الأصغر ليس شركًا بالضرورة لا أكبر ولا أصغر. قال الإمام النووي: معنى الحديث: « من تقرب إلي » بطاعتي؛ « تقربت إليه » برحمتي، وإن زاد زدت، « فإن أتاني يمشي » وأسرع في طاعتي « أتيته هرولة »؛ أي: صببت عليه الرحمة، وسبقته بها، ولم أُحْوِجْه إلى المشي الكثير في الوصول إلى المقصود ( [3]). الثالث: أن صاحب الكفر الأصغر قد يدخل الجنة -سواء بعد خروجٍ من النار، أو بعد المغفرة ابتداءً- ومعلوم أنه لا يدخل الجنة مكروهٌ من قبل الله تعالى؛ لقوله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ ۚ فَمَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ ۖ وَلَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِلَّا مَقْتًا ۖ وَلَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلَّا خَسَارًا﴾ [فاطر: ٣٩]. الرابع: أن هذا كلَّه من كرم الله ورحمته اللذين لا يقنط منهما إلا كافرٌ كفرًا أكبر؛ أما صاحب الكفر الأصغر فقد تناله رحمةُ الله تبارك وتعالى وعفوه. (1) «إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة» لأبي العباس شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل بن سليم بن قايماز بن عثمان البوصيري الكناني الشافعي (المتوفى 840هـ) تقديم: فضيلة الشيخ الدكتور أحمد معبد عبد الكريم تحقيق: دار المشكاة للبحث العلمي، بإشراف أبي تميم ياسر بن إبراهيم ط1 دار الوطن للنشر - الرياض 1420هـ.
وهذا في الأعمال الظاهرة، وكذلك لو اعتقد بقلبه أن أحداً يشارك الله تعالى في خلقه، أو يكون قادراً على ما لا يقدر عليه إلا الله -عز وجل-، فإنه يكون مشركاً شركاً أكبر. أما الشرك الأصغر فإنه ما دون الشرك الأكبر، مثل: أن يحلف بغير الله غير معتقد أن المحلوف به يستحق من العظمة ما يستحقه الله -عز وجل-، فيحلف بغير الله تعالى تعظيماً له- أي: المحلوف به- ولكنه يعتقد أنه دون الله -عز وجل- في التعظيم، فهذا يكون شركاً أصغر؛ لقول النبي-صلى الله عليه وسلم-: «من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك». وهو محرم سواء حلف بالنبي أو بجبريل أو بغيرهما من الخلق، فإنه حرام عليه، ويكون به مشركاً شركاً أصغر. وأما الشرك الخفي فهو ما يتعلق بالقلب من حيث لا يطلع عليه إلا الله، وهو إما أن يكون أكبر وإما أن يكون أصغر: فإذا أشرك في قلبه مع الله أحداً يعتقد أنه مساوٍ لله تعالى في الحقوق وفي الأفعال كان مشركاً شركاً أكبر، وإن كان لا يظهر للناس شركه فهو شرك خفي على الناس، لكنه أكبر فيما بينه وبين الله -عز وجل-، وإذا كان في قلبه رياء في عبادة يتعبد بها لله فإنه يكون مشركاً شركاً خفياً؛ لخفائه على الناس، لكنه أصغر؛ لأن الرياء لا يخرج به الإنسان من الإسلام.