فذلك قوله تعالى: * (لا يحزنهم الفزع الأكبر) * ثم ينادي الملك: يا أهل النار، خلود لا موت فيه. قال ابن عباس: فلولا ما قضى الله، عز وجل، على أهل الجنة من الخلود في الجنة، لماتوا من فرحتهم تلك، ولولا ما قضى الله، عز وجل، على أهل النار من تعمير الأرواح في الأبدان لماتوا حزنا. فذلك قوله، عز وجل: * (وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر) * [مريم: 39] يعنى إذ وجب لهم العذاب ، يعنى ذبح الموت ، فاستيقنوا الخلود في النار والحسرة والندامة، فذلك قول الله، عز وجل، للمؤمنين: * (لا يحزنهم الفزع الأكبر) * يعنى الموت بعد ما دخلوا الجنة. * (وتتلقاهم الملائكة) * يعنى الحفظة الذين كتبوا أعمال بني آدم، حين خرجوا من قبورهم ، قالوا للمؤمنين: * (هذا يومكم الذي كنتم توعدون) * [آية: 103] فيه الجنة
(٣٧١)
الذهاب إلى صفحة:
««
«...
366
367
368
369
370
371
372
373
374
375
376...
»
»»
القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الأنبياء - الآية 103
تفسير و معنى الآية 103 من سورة الأنبياء عدة تفاسير - سورة الأنبياء: عدد الآيات 112 - - الصفحة 331 - الجزء 17. ﴿ التفسير الميسر ﴾
لا يخيفهم الهول العظيم يوم القيامة، بل تبشرهم الملائكة: هذا يومكم الذي وُعِدتُم فيه الكرامة من الله وجزيل الثواب. يوم نطوي السماء كما تُطْوى الصحيفة على ما كُتب فيها، ونبعث فيه الخلق على هيئة خَلْقنا لهم أول مرة كما ولدتهم أمهاتهم، ذلك وعد الله الذي لا يتخلَّف، وَعَدْنا بذلك وعدًا حقًا علينا، إنا كنا فاعلين دائمًا ما نَعِدُ به. ﴿ تفسير الجلالين ﴾
«لا يحزنهم الفزع الأكبر» وهو أن يؤمر بالعبد إلى النار «وتتلقاهم» تستقبلهم «الملائكة» عند خروجهم من القبور يقولون لهم «هذا يومكم الذي كنتم توعدون» في الدنيا. ﴿ تفسير السعدي ﴾
لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ أي: لا يقلقهم إذا فزع الناس أكبر فزع، وذلك يوم القيامة، حين تقرب النار، تتغيظ على الكافرين والعاصين فيفزع الناس لذلك الأمر وهؤلاء لا يحزنهم، لعلمهم بما يقدمون عليه وأن الله قد أمنهم مما يخافون. وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ إذا بعثوا من قبورهم، وأتوا على النجائب وفدا، لنشورهم، مهنئين لهم قائلين: هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ فليهنكم ما وعدكم الله، وليعظم استبشاركم، بما أمامكم من الكرامة، وليكثر فرحكم وسروركم، بما أمنكم الله من المخاوف والمكاره.
تفسير قول الله عزَّ وجلَّ: &Quot;لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ&Quot; - الشيخ صالح المغامسي - Youtube
اختلف المفسرون في معنى الفزع الأكبر ،ونقل ذلك القرطبي في تفسيره،فقال في تفسير قوله تعالى"لا يحزنهم الفزع الأكبر ":
عن ابن عباس:الفزع الأكبر أهوال يوم القيامة والبعث. وقال الحسن البصري: هو وقت يؤمر بالعباد إلى النار. وقال ابن جريح وسعيد بن جبير والضحاك: هو إذا أطبقت النار على أهلها, وذبح الموت بين الجنة والنار. وقال ذو النون المصري: هو القطيعة والفراق. وعن النبي صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة يوم القيامة في كثيب من المسك الأذفر، ولا يحزنهم الفزع الأكبر رجل أم قومًا محتسبًا وهم له راضون، ورجل أذن لقوم محتسبًا، ورجل ابتلى برق في الدنيا فلم يشغله عن طاعة ربه). وقال أبو سلمة بن عبد الرحمن: مررت برجل يضرب غلامًا له, فأشار إليّ الغلام, فكلمت مولاه حتى عفا عنه; فلقيت أبا سعيد الخدري فأخبرته, فقال: يا بن أخي! من أغاث مكروبًا أعتقه الله من النار يوم الفزع الأكبر. سمعت ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الأنبياء - الآية 103
لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَٰذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ (103) قوله تعالى: لا يحزنهم الفزع الأكبر وقرأ أبو جعفر وابن محيصن ( لا يحزنهم) بضم الياء وكسر الزاي. الباقون بفتح الياء وضم الزاي. قال اليزيدي: حزنه لغة قريش ، وأحزنه لغة تميم ، وقد قرئ بهما. والفزع الأكبر أهوال يوم القيامة والبعث ؛ عن ابن عباس. وقال الحسن: هو وقت يؤمر بالعباد إلى النار. وقال ابن جريج وسعيد بن جبير والضحاك: هو إذا أطبقت النار على أهلها ، وذبح الموت بين الجنة والنار وقال ذو النون المصري: هو القطيعة والفراق. وعن النبي - صلى الله عليه وسلم -: ثلاثة يوم القيامة في كثيب من المسك الأذفر ولا يحزنهم الفزع الأكبر ، رجل أم قوما محتسبا وهم له راضون ، ورجل أذن لقوم محتسبا ، ورجل ابتلي برق في الدنيا فلم يشغله عن طاعة ربه. وقال أبو سلمة بن عبد الرحمن: مررت برجل يضرب غلاما له ، فأشار إلي الغلام ، فكلمت مولاه حتى عفا عنه ؛ فلقيت أبا سعيد الخدري فأخبرته ، فقال: يا ابن أخي! من أغاث مكروبا أعتقه الله من النار يوم الفزع الأكبر سمعت ذلك من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتتلقاهم الملائكة أي تستقبلهم الملائكة على أبواب الجنة يهنئونهم ويقولون لهم: هذا يومكم الذي كنتم توعدون وقيل: تستقبلهم ملائكة الرحمة عند خروجهم من القبور عن ابن عباس هذا يومكم أي ويقولون لهم ؛ فحذف.
الحمد لله. أولاً:
هذا الحديث يروى عن جماعة من الصحابة رضوان الله عليهم:
الحديث الأول: عن ابن عمر رضي الله عنهما ، ولفظه: (ثَلَاثَةٌ عَلَى كُثْبَانِ الْمِسْكِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: عَبْدٌ أَدَّى حَقَّ اللَّهِ وَحَقَّ مَوَالِيهِ ، وَرَجُلٌ أَمَّ قَوْمًا وَهُمْ بِهِ رَاضُونَ ، وَرَجُلٌ يُنَادِي بِالصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ). وقد جاء عنه من طريقين:
الطريق الأول: رواه الإمام أحمد في "المسند" (2/26) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (6/105) ، والترمذي في "الجامع" (1986) ، والطبراني في "المعجم الأوسط" (10/129) ، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (9/320) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (4/451) جميعهم من طريق:
أبي اليقظان ، عن زاذان ، عن عبد الله بن عمر مرفوعاً. وهذا السند ضعيف ، بسبب أبي اليقظان واسمه عثمان بن قيس ، قال فيه يحيى بن معين: ليس حديثه بشيء. وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث منكر الحديث. وقال الدارقطني: متروك. انظر: "تهذيب التهذيب" (7/146). الطريق الثاني: رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (12/433) ، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (3/318) وغيره من طريق:
الحارث بن مسلم ، ثنا بحر بن كثير ، عن الحجاج بن فرافصة ، عن الأعمش ، عن عطاء ، عن ابن عمر.
لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَٰذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ (103) اختلف أهل التأويل في الفزع الأكبر أي الفزع هو؟ فقال بعضهم: ذلك النار إذا أطبقت على أهلها. ذكر من قال ذلك: حدثنا أبو هشام ، قال: ثنا يحيى بن يمان ، قال: ثنا سفيان ، عن عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جبير ( لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الأكْبَرُ) قال: النار إذا أطبقت على أهلها. حدثنا القاسم ، قال: ثنا الحسين ، قال: ثني حجاج ، قال: قال ابن جريج ، قوله ( لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الأكْبَرُ) قال: حين يطبق جهنم ، وقال: حين ذبح الموت. وقال آخرون: بل ذلك النفخة الآخرة. ذكر من قال ذلك: حدثني محمد بن سعد ، قال: ثني أبي ، قال: ثني عمي ، قال: ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله ( لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الأكْبَرُ) يعني النفخة الآخرة. وقال آخرون: بل ذلك حين يؤمر بالعبد إلى النار. ذكر من قال ذلك: حدثنا ابن حميد ، قال: ثنا حكام ، عن عنبسة ، عن رجل ، عن الحسن ( لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الأكْبَرُ) قال: انصراف العبد حين يُؤْمر به إلى النار. وأولى الأقوال في ذلك بالصواب ، قول من قال: ذلك عند النفخة الآخرة ، وذلك أن من لم يحزنه ذلك الفزع الأكبر وآمن منه ، فهو مما بعدَه أحرى أن لا يفزَع ، وأن من أفزعه ذلك فغير مأمون عليه الفزع مما بعده.
على أن اتساع دائرة المذهب الإباضي كدعوة إسلامية سياسية عامة جعل المذهب لا يكسب طابعا خاصا يغلب عليه مدرسة بعينها أو ينسب إلى مدينة بعينها كالبصرة، فَإِنَّ الباحث يتردد كثيرا قبل أَن يرسل حكما عاما يربط فيه المذهب بمركز التجمع الإباضي في البصرة، فقد كانت تجمعات مماثلة في كل من الكوفة ومكة والمدينة وخراسان عرف منها علماء بارزون مختارون، سجلت أقوالهم في الآثار المبكرة لعلماء "الإباضية". واكتملت صورة المذهب وتم تحرير أقواله وآرائه في صورتها النهائية في أواخر أَيَّام أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة ، الذي خلف جابر بن زيد على إمامة أشياخ المذهب في البصرة، وهي مركز التجمع الأساسي لعلماء الإباضية؛ حتَّى قرابة نهاية القرن الثالث. من هم الإباضية. وعنه حمله طلبته الذين وفدوا عليه من المغرب والمشرق إلى بلدانهم، التي أضحت (من بعد) مراكز "لدول إباضية" ، لعبت دورا سياسيا خطيرا، في كل من جنوب الجزيرة وشرقها (اليمن ، وحضرموت ثُمَّ عمان وفي شمال افريقيا: ليبيا، تونس، الجزائر). وقد عرف هؤلاء التلاميذ بأسم خاص تطلقه عليهم كتب السير والطبقات "الإباضية" هو اسم: "حملة العلم". أن مذهب الاباضية، رغم تلك الجفوة التي اصطنعتها ظروف السياسة في تاريخ الأمة الإسلامية بينه وبين سائر مذاهب الأمة.. يمثل في واقعه صورة من صور الإسلام الأصيل، في عقائده وفقهه ومسلك أتباعه، ويتميز تاريخه الطويل بذلك الصراع المتصل لإقامة وجود سياسي للعقيدة الإسلامية، ممثلا في إمامة عادلة في حال الظهور، أو في السعي المتصل لإقامتها في مسالك الدين الأخرى في أطوار "الدفاع" أو "الشراء" أو "الكتمان".
من هم الإباضية
والناس في نظرهم ثلاثة أصناف: مؤمنون أوفياء بإيمانهم، مشركون واضحون في شركهم، قوم أعلنوا كلمة التوحيد وأقروا بالإسلام لكنهم لم يلتزموا به سلوكاً وعبادة فهم ليسوا مشركين لأنهم يقرون بالتوحيد، وهم كذلك ليسوا بمؤمنين لأنهم لا يلتزمون بما يقتضيه الإيمان، ويعتقدون أن شفاعة النبي لن تكون لمن مات وهو مصر على الكبائر، وإنما تكون للمؤمنين كافة للتخفيف عليهم يوم الحشر. وتنتشر الإباضية الآن في سلطنة عُمان حيث يمثلون حسب بعض الإحصائيات ما يقارب 70% من العُمانيين وينتشر أيضا فى زوارة في ليبيا ووادى مزاب في الجزائر وجربة في تونس وبعض المناطق في شمال أفريقيا وزنجبار.
من هم الإباضية ؟ لفضيلة الشيخ عثمان الخميس - Youtube
فالمذهب الإباضي بالنظر إلى تأسيسه ونشأته من أقدم المذاهب الفقهية الإسلامية وهو نتاج مدرسة العراق والبصرة خصوصا. على أنَّه وإن تأثر بمدرسة العراق فاستخدم علماؤها الرأي والقياس أيضا على تردد من بعضهم خصوصا جابر بن زيد وأبا عبيدة، إلاَّ أنَّ تأسيسه على يدي جابر وهو محدث صاحب آثار جعل منهجه يطبع فقه المذهب ويغلب عليه، ويحد من تأثير مدرسة الرأي، التي عظم خطرها في العراق. على أنَّ اتساع دائرة المذهب الإباضي كدعوة إسلامية سياسية عامة جعل المذهب لا يكسب طابعا خاصا يغلب عليه مدرسة بعينها أو ينسب إلى مدينة بعينها كالبصرة، فَإِنَّ الباحث يتردد كثيرا قبل أَن يرسل حكما عاما يربط فيه المذهب بمركز التجمع الإباضي في البصرة، فقد كانت تجمعات مماثلة في كل من الكوفة ومكة والمدينة وخراسان عرف منها علماء بارزون مختارون، سجلت أقوالهم في الآثار المبكرة لعلماء الإباضية. واكتملت صورة المذهب وتم تحرير أقواله وآرائه في صورتها النهائية في أواخر أَيَّام أبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة، الذي خلف جابر بن زيد على إمامة أشياخ المذهب في البصرة، وهي مركز التجمع الأساسي لعلماء الإباضية؛ حتَّى قرابة نهاية القرن الثالث. من هم الاباضية. وعنه حمله طلبته الذين وفدوا عليه من المغرب والمشرق إلى بلدانهم، التي أضحت (من بعد) مراكز لدول إباضية، لعبت دورا سياسيا خطيرا، في كل من جنوب الجزيرة وشرقها (اليمن، وحضرموت ثُمَّ عمان وفي شمال إفريقيا.. ليبيا، تونس، الجزائر).
من هم الاباضية
مؤسس
تاريخ التسجيل: January-2010
الدولة: كوكب الارض
الجنس: ذكر
المشاركات: 1, 709 المواضيع: 240
صوتيات:
2
سوالف عراقية:
0
التقييم: 443
مزاجي: برتقالي
المهنة: مهندس زراعي
أكلتي المفضلة: تنتوني
موبايلي: سمبيان!!!! آخر نشاط: 3/July/2021
الاتصال:
مقالات المدونة: 109
SMS:
Unrest of spirit is a mark of life
في سلطنة عمان يشكل الاباضية الاغلبية، وهنالك اقليات منهم في الجزائر وتونس
ان تسمية الخوارج أطلقت على "الاباضية", للدلالة على كونهم معادين للامويين وليس لانهم خرجوا عن طلعة سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه كما يعتقد الناس. وينتشر اتباع هذا المذهب العراقي الاصل، حاليا في عمان وفي الجزائر. لما وقعت معركة صفين، بادر جذور الإباضية الأولون (وهم قراء الكوفة) إلى مناصرة علي (ع) في حرب صفّين ضد معاوية بن أبي سفيان وسقط في الميدان إلى جانبه عدد من الصحابة كعمار بن ياسر. حتى بادر عمرو بن العاص إلى الأمر برفع المصاحف على الرماح. وقبل علي بالتحكيم، لكنه جوبه بمعارضة من القراء. و بعد ما رأى أصحابه أنهم في حل من بيعته لخلعه نفسه بقبول التحكيم وبقائهم بلا إمام، بعد كل هذا رأو أنه لا بد من إمام يخلفه في أمورهم فعرضوها على كبارهم واحداً واحداً فأبوها إلا عبد الله بن وهب الرّاسبي الأزدي, قبلها قائلاً: ما أخذتها رغبة في الدنيا ولا أردها فرقا من الموت.
فانحازوا عندئذ إلى النهروان وبعد أن همّ علي بالذهاب إلى الشام لقتال معاوية بن أبي سفيان صرفه الأشعث بن قيس إلى النهروان آمرا إياه بقتال الوهبية هناك. فصرف جنده إلى النهروان. بعد ذلك, هرب من بقي منهم إلى البصرة واتخذوها مقرا لهم, حتى ظهرت فئة منهم, يكفرون مرتكب الكبيرة ويستحلون دماء أهل التوحيد, سمّوا بالخوارج, فقال الربيع بن حبيب لأتباعه: دعوهم حتى يتجاوزوا القول إلى الفعل, فلما تجاوزا ذلك إلى الفعل, طاردوهم الإباضية, وتبرأوا منهم, وأظهروا عداوتهم الشديدة لهم, لكن الكثير من المؤرخين تحدثوا بضم الإباضية إلى الخوارج. انتشار المذهب الإباضي
يرجع المذهب الإباضي في نشأته وتأسيسه إلى عصر التابعين؛ فمؤسسه الذي أرسى قواعد الفقه الإباضي وأصوله هو التابعي الشهير جابر بن زيد الأزدي البصري، فهو إمام ومحدّث وفقيه، من أخص تلاميذ ابن عباس، وممن روى الحديث عن أُمِّ المؤمنين عائشة (رض) وعدد كبير من الصحابة ممن شهد بدرًا. كان إماما في التفسير والحديث، وكان ذا مذهب خاص به في الفقه. ولد سنة 21 للهجرة، وكان أكثر استقراره بالبصرة وبها توفي سنة 93 للهجرة. ولم ينسب إِليه المذهب وإنما نسب إلى عبدالله بن إباض وهو تابعي أيضا عاصر معاوية بن أبي سفيان وتوفي في أواخر أَيام عبد الملك بن مروان فهي نسبة عرضية كان سببها بعض المواقف الكلامية والسياسية التي اشتهر بها ابن إباض وتميز بها، فنسب المذهب الإباضي إِلَيهِ، ولم يستعمل "الإباضية" في تاريخهم المبكر هذه النسبة، بل كانوا يستعملون عبارة "جماعة المسلمين" أو "أهل الدعوة" أو "أهل الاستقامة" وأول ما ظهر استعمالهم لكلمة "الإباضية" كان في أواخر القرن الثالث.