عبد الملك بن مَيسرة الهلالي الكوفي الزراد ، نسبة إلى عمل الزرود: ثقة كثير الحديث ، من صغار التابعين. عبد الرحمن بن سابط الجمحي المكي: تابعي ثقة. عمرو بن ميمون الأودي: من كبار التابعين المخضرمين ، كان مسلمًا في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولم يره. وهذا الخبر رواه الطبري بهذين الإسنادين وبالإسناد الآتي: 507. فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة. وفي الأول والثالث أن عبد الملك ابن ميسرة يرويه عن عبد الرحمن بن سابط عن عمرو بن ميمون ، وفي الثاني: 504 "عبد الملك الزراد عن عمرو بن ميمون" مباشرة ، بحذف "عبد الرحمن بن سابط". ولو كان هذا الإسناد وحده لحمل على الاتصال ، لوجود المعاصرة ، فإن عبد الملك الزراد يروي عن ابن عمر المتوفى سنة 74 ، وعمرو بن ميمون مات سنة 74 أو 75. ولكن هذين الإسنادين: 503 ، 504 دلا على أنه إنما رواه عن عبد الرحمن بن سابط عن عمرو بن ميمون. والخبر رواه الحاكم في المستدرك 2: 261 ، من طريق محمد بن عبيد عن مسعر عن عبد الملك الزراد عن عبد الرحمن بن سابط عن عمرو بن ميمون عن ابن مسعود. فهذه طريق ثالثة تؤيد الطريقين اللذين فيهما زيادة عبد الرحمن في الإسناد. وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه".
لماذا ذكر الله الحجارة في قوله وقودها الناس والحجارة - Youtube
وقد روينا عن عمرو بن العاص أنه وفد على مسيلمة الكذاب قبل أن يسلم ، فقال له مسيلمة: ماذا أنزل على صاحبكم بمكة في هذا الحين ؟ فقال له عمرو: لقد أنزل عليه سورة وجيزة بليغة فقال: وما هي ؟ فقال: ( والعصر إن الإنسان لفي خسر) ففكر ساعة ثم رفع رأسه فقال: ولقد أنزل علي مثلها ، فقال: وما هو ؟ فقال: يا وبر يا وبر ، إنما أنت أذنان وصدر ، وسائرك حقر فقر ، ثم قال: كيف ترى يا عمرو ؟ فقال له عمرو: والله إنك لتعلم أني لأعلم أنك تكذب.
فكلٌّ منهما آثر الكفرَ على الإيمان فكان أن قادهما هذا إلى الخسران المبين في الدنيا والآخرة. تدبَّر الآيات الكريمة التالية: (وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ. قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ. وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ. وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ. قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِين. قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (42-47 هود).
{أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى* عَبْداً إِذَا صَلَّى}
من طرف هشام الطواف on ١٠:٤٩ م
|
{أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى* عَبْداً إِذَا صَلَّى} الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ،والصَّلاة والسلامُ على أشرفِ الأنبياءِ والمرسلينَ،وعلى آلهِ وأصحابهِ، ومنِ اهتدى بهداه إلى يوم الدين، أمَّا بعدُ:
فهذهِ الآيةُ نزلتْ في أبي جهلٍ لما رأى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُصلِّى عندَ الكعبةِ؛ فقالَ لصناديد قريش" هَلْ يُعَفِّرُ مُحَمَّدٌ وَجْهَهُ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ قَالَ فَقِيلَ نَعَمْ. فَقَالَ-وَاللاَّتِ وَالْعُزَّى-: لَئِنْ رَأَيْتُهُ يَفْعَلُ ذَلِكَ لأَطَأَنَّ عَلَى رَقَبَتِهِ أَوْ لأُعَفِّرَنَّ وَجْهَهُ فِى التُّرَابِ-قَالَ -فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَهُوَ يُصَلِّى زَعَمَ لِيَطَأَ عَلَى رَقَبَتِهِ - قَالَ - فَمَا فَجِئَهُمْ مِنْهُ إِلاَّ وَهُوَ يَنْكِصُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَيَتَّقِى بِيَدَيْهِ - قَالَ - فَقِيلَ لَهُ مَا لَكَ فَقَالَ إِنَّ بَيْنِى وَبَيْنَهُ لَخَنْدَقًا مِنْ نَارٍ وَهَوْلاً وَأَجْنِحَةً. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ-صلى الله عليه وسلم- ((لَوْ دَنَا مِنِّى لاَخْتَطَفَتْهُ الْمَلاَئِكَةُ عُضْوًا عُضْوًا)).
{أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى* عَبْداً إِذَا صَلَّى} ~ الاسلام دين العدل هشام الطواف
فهذهِ الأدلةُ لتذكيرِ بعضِ الأخيار الَّذينَ يتصدَّوْنَ للفتيا أو دعوة الناس، مِمَّنْ قد يظنونَ أنَّهم حينما يُقدِّمون شيئاً من التنازلاتِ في أمورِ الشَّرعِ، أو يتوسَّعونَ، ويتكلَّفونَ في بابِ التَّيسيرِ في الفتوى؛ أَنَّهُ سوفَ يُفسحُ لهم المجالُ، أو يرضى عنَّهم الغربُ، أو أنْ يُوصموا بالاعتدالِ ويُبْعِدوا عنْ أنفسِهم شبهةَ التَّشَدُّدِ، كما يُرَوِّجُ الغربُ لذلكَ في حقِّ كُلِّ متمسكٍ بالشَّرعِ، ولايقبلُ المساومةَ عليهِ. والأهمُ منْ ذلكَ كُلِّه، فإنَّ هؤلاءَ اتبعوا طريقةً مُحدثةً مخالفةً للنُّصوصِ الشَّرعيةِ؛ فإنَّ التَّيسيرَ لا يكون بِمصادمةِ النُّصوصِ، والأخذِ بكلامِ العلماءِ دونَ النَّظرِ في النُّصوصِ الشَّرعيةِ؛ فإنَّ هذا منهجٌ منحرفٌ مخالفٌ لما كان عليه السَّلفُ، وللمنهجِ العلميِّ الَّذي يُقِرُّ بهِ هؤلاءِ الأخيارُ.
(أرأيت اللذي ينهى عبداً إذا صلَّى)(كلا لا تطعه واسجد واقترب)#وصل_صوتك #احنا_اصحاب_البلد #العيد_ثوره - Youtube
وقد روي: أنّ عارفاً من العارفين قارف ذنباً وما أسرع أن تاب واستغفر منه، ولكنه كان بعد ذلك لا يزال يبكي، فقيل له لم هذا البكاء؟ ألم تعلم أنّ الله غفور رحيم؟ فقال: بلى، ولكن متى أستطيع أن أبعد عن نفسي الإحساس بالخجل منه جلّ وعلا وهو قد رآني أمارس ذلك الذنب؟
أرأيت الذي ينهى. عبداً اذا صلى - Youtube
جميع الحقوق محفوظة لموقع " " - 2016
ماذا كانَ الموقفُ الغربيُّ منْ هذا الشيخِ الَّذِي كانوا يصمونه بالاعتدالِ والوسطيةِ، ويُفسحُ له المجالُ في بلادِهم؟، لقد مُنِعَ منْ دخولِ بلادِهم، وأصرُّوا على أنْ لا يَدْخُلَ إليه، وشَهَّروا بهِ في الإعلامِ، وَهنا حَضَرتِ السُّنَّةُ الرَّبانيةُ، والقاعدةُ الإلهيةُ الَّتي غابتْ عنِ الشيخِ الفاضلِ، ومثلُهُ كثيرٌ: (أرأيتَ الذين يَنْهَى عبداً إذا صَلَّى!! ). - وهناكَ مثالٌ آخرٌ لشيخٍ فاضلٍ له حضورٌ إعلاميٌّ ودعويٌّ، وكانَ له موقفٌ غريبٌ هُوَ، ومجموعةٌ من المشايخِ الفضلاءِ الَّذين يُحسنونَ الظنَّ بالغربِ الكافرِ، وتغيبُ عنهم هذه السُّنَّةُ الرَّبانيةُ... أقولُ كانَ لهم موقفٌ لا يليقُ من مقاطعةِ الشَّركات الدنماركيةِ؛ لأجلِ الرُّسوماتِ التي أساءتْ إلى نَبِيِّ الإسلامِ (مُحَمدٍّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ)، وتعجَّبَ النَّاسُ منْ موقفِهم!! {أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى* عَبْداً إِذَا صَلَّى} ~ الاسلام دين العدل هشام الطواف. ، حيثُ أرسلوا رسالةً بيَّنُوا فيها تسامُحَهم الغريبَ، واعتدالَهم المريبَ، ونتيجةً لذلكَ مَدَحَهم الغربُ!! ، ولكنْ هَيْهَاتَ هَيْهاتَ؛ فالعرسُ والفرحةُ لم تَدُمْ لهؤلاءِ؛ فإذا بالشَّيخِ الفاضلِ تُوَجَّهُ له دعوةٌ لحضورِ مؤتمرٍ سلمِيٍّ، وليسَ لإدارةِ الحربِ على الغربِ، وفي دولةٍ مجاورةٍ للدنمارك، وكانتِ المفاجأةُ له ولغيرهِ، أنَّهُ مُنِعَ من دخولِ الدَّولةِ التي تُحِبُّ المتسامحينَ والمعتدلينَ على حدِّ زعمهم، ولكنْ مَرَّة أُخرى غابَ عنهم قولُ أحكمِ الحاكمينِ: "أرأيت الذي ينهى عبداً إذا صلى!!