وقيل: السر الزنا، أي: لا يكونن منكم مواعدة على الزنا في العدة، ثم التزوج بعدها. واختار هذا القول الطبري. وقيل: السر الجماع، أي: لا تصفوا أنفسكم لهن بكثرة الجماع؛ ترغيباً لهن في النكاح، فإن ذكر الجماع مع غير الزوج فحش، وهذا قول الشافعي. (191) قوله تعالى: {وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُم بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ ..} الآية:235 - الموقع الرسمي للشيخ أ. د. خالد السبت. المسألة السابعة: أجمعت الأمة على كراهة المواعدة في العدة للمرأة في نفسها، وللأب في ابنته البكر. ثم قال مالك فيمن يواعد في العدة، ثم يتزوج بعدها: فراقها أحب إلي، دخل بها، أو لم يدخل، وتكون تطليقة واحدة، فإذا حلت خطبها مع الخطاب. وفي رواية عنه أنه يفرق بينهما إيجاباً. وقال الشافعي: إن صرح بالخطبة وصرحت له بالإجابة، ولم يعقد النكاح حتى تنقضي العدة، فالنكاح ثابت، والتصريح لها مكروه؛ لأن النكاح حادث بعد الخطبة. المسألة الثامنة: إذا عقد على المعتدة في عدتها، ولم يدخل بها، يجب فسخ العقد بينهما، ويفرق بينهما، وهذا بالاتفاق، ثم اختلفوا هل تحرم عليه على التأبيد، فمذهب مالك أنها تحرم عليه على التأبيد، ومذهب الحنفية والشافعية أن لها مهر مثلها، فإذا انقضت عدتها من الأول، تزوجها الآخر إن شاء. وإن عقد عليها في عدتها، ودخل بها قبل انقضائها، فمذهب مالك و أحمد أنه يفرق بينهما، ويتأبد التحريم بينهما، فلا يحل له الزواج منها بعدُ، وتكون كأم الزوجة.
(191) قوله تعالى: {وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُم بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ ..} الآية:235 - الموقع الرسمي للشيخ أ. د. خالد السبت
(إلا أن تقولوا) يعني: لكن أن تقولوا قولاً معروفاً. أي: ما عرف شرعاً من التعريض فلكم ذلك. (ولا تعزموا عقدة النكاح) يعني: لا تعزموا على عقد النكاح. ص8 - تفسير القرآن الكريم المقدم - تفسير قوله تعالى ولا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء - المكتبة الشاملة الحديثة. (حتى يبلغ الكتاب) يعني المكتوب من العدة (أجله) أن ينتهي. (واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه) يعني: ما في أنفسكم من العزم وغيره فاحذروه أن يعاقبكم إذا عزمتم، فلا تعزم عقدة النكاح، فإذا عزمت فهذا مخالف لهذا التشريع. (واعلموا أن الله غفور) أي: لمن يحذره (حليم) بتأخير العقوبة عن مستحقها.
ص8 - تفسير القرآن الكريم المقدم - تفسير قوله تعالى ولا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء - المكتبة الشاملة الحديثة
وفي قوله -تبارك وتعالى: وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ يعلم ما في أنفسكم، من الإيمان والكفر والنفاق؛ لأن ذلك عام، والسياق هنا فيما يتعلق بما يُكنه الإنسان بهذا الأمر، أو بهذا الجانب، لكن لا شك أن الله -تبارك وتعالى- يعلم ما تُكنه النفوس من إيمان وكفر ونفاق وخوف ورجاء ومحبة وتوبة وإنابة، ونحو ذلك، فيُراقب الإنسان هذه الخواطر والإيرادات، وينظر ويُفتش في قلبه، إلى أين يتوجه؟ وبمن يتعلق؟ وهكذا، والناس إنما يرون ظاهره، ولا يطلع على البواطن إلا الله، حتى النبي ﷺ قال: إني لم أومر أن أنقب عن قلوب الناس، ولا أشق بطونهم [7]. وفي قوله -تبارك وتعالى: فَاحْذَرُوهُ الحذر من الله -تبارك وتعالى- بفعل ما أمر، واجتناب ما نهى، وقوله في الموضعين: وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ هذا للإيقاظ والتنبيه، وهز النفوس من أجل أن تتبصر في ذلك، وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ ولو يؤاخذهم بما كسبوا من جنايات لما ترك على ظهرها من دابة، ولكنه كثير الغفر، وهو حليم، لا يُعاجل بالعقوبة. وأسأل الله -تبارك وتعالى- أن ينفعنا وإياكم بما سمعنا، وأن يجعلنا وإياكم هداة مهتدين.
عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ لضعفكم وعجلتكم وَلَكِنْ لا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّا أَنْ تَقُولُوا قَوْلاً مَعْرُوفًا لا يواعدها على التزوج، فضلاً عن غيره من السِفاح والزنا والفجور، فكل ذلك مُحرم -كما هو معلوم، لكن لو أنه قال قولاً يُعرَّض فيه، يُفهمها أنه يرغب في نكاحها من غير تصريح ولا مواعدة، كأن يقول: أنا أبحث عن امرأة، أو يقول: مثلك يرغب فيه الرجال، ونحو ذلك من العبارات، فهذا لا إشكال فيه، لكن من غير عزم ومواعدة في مدة العِدة، حتى تنقضي. ثم ذكَّر بما يُذكر به عادة من تنمية المراقبة لله -تبارك وتعالى: وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ فهو يعلم ما في النفوس من الاستجابة من عدمها، والعزم، وما يقع من النيات والإرادات، فكيف بما يصدر عن الأفواه، أو تُترجم عنه الجوارح؟! فكل ذلك يعلمه الله -تبارك وتعالى، وإن خفي على الناس، فهذا يوجب الحذر، فاحذروه، واعلموا أن الله غفور لمن تاب وأناب، كثير الغفر للعباد على كثرة الذنوب والمقارفات، وعلى كثرة العباد المقارفين، حليم لا يُؤاخذ بالعقوبة. فيُؤخذ من هذه الآية الكريمة: وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنتُمْ فِي أَنفُسِكُمْ أن الخواطر والوساوس التي تقع في القلوب لا يُؤاخذ الإنسان عليها إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها، ما لم تعمل أو تتكلم [1] ، فقيده بهذا القيد ما لم تعمل أو تتكلم ما لم يُترجم ذلك بكلام يقوله الإنسان، أو فعل يفعله.
عكس التيار حكاية مثل: ((أسد عليّ... أسد علي وفي الحروب نعامة « نزار. وفي الحروب نعامة)) معنى المثل: يضرب للرجل يُبدي شجاعته عندما يكون في مأمن من عدوه ثم يجبن عند مجابهة الأخطار، ولقاء الأعداء؛ فهو قوي على الضعفاء جبان أمام الاحتلال. حكاية المثل: أن الحجاج بن يوسف الثقفي كان أميراً على العراق من قبل عبد الملك بن مروان الخليفة الأموي وكان ظالماً سفاحاً معروف بسفك الدماء خصوصاً اتباع اهل البيت إذ أكثر فيهم التقتيل والتنكيل والتهجير وكان من جراء ذلك ان كرهه الناس وثاروا عليه بثورات متعددة كثورة ابن الأشعث ،وثورة شبيب الخارجي. وكان لشبيب زوجة قوية شجاعة اسمها (غزالة) كانت تقود الخوارج في معاركهم مع الحجاج، فأقسمت (غزالة)ذات يوم أنها ستصلي ركعتين في مسجد الكوفة، وبراً بقسمها هاجمت الكوفة ثم دخلتها ،فهرب الحجاج منها وتحصن في قصر الامارة، فدخلت غزالة مسجد الكوفة فصلت فيه ركعتين وبرت بقسمها. فاستهجن الناس جبن الحجاج وخوفه من ملاقاة امرأة، فقال شاعر الخوارج: أسد علي وفي الحروب نعامة****فتخاءتنفر من صفير الصافر هلا برزت الى غزالة في الوغى****أم كان قلبك في جناحي طائر فاستحسن الناس قوله كرهاً بالحجاج ونكاية به وذهب ذلك القول مثلاً وكذلك أصبحت مقولة # طفح_الكيل سائدة لدى الشعب الفلسطيني يضربها للسلطة لجبنها من ملاقاة الاحتلال وتغولها وظلمها وبطشها في شعبها ومواطنيها!
الحرية لمصر: أسدُ علىَّ وفى الحروب نعامةُ
كلمة بشار تعني أنه متأكد من خروجه من الأزمة، لكن قلقه ينصبّ فقط على "أخلاق" السوريين التي قد تتغير بعد تلك الأزمة! أليس هذا مؤشراً على مدى اضطرابه الخطير. وبعيداً عما تسجله كاميرات الهواتف المحمولة على الإنترنت من قتل وتنكيل بالسوريين وشبيحة جربتهم مصر وتونس واليمن، فإن بشار بالتأكيد يعرف أن تاريخ سوريا منذ أن تولت أسرته الحكم تاريخ قمعي دموي، والكل يعرف عن مذبحة حماة في 1982 ومقتل آلاف السوريين بالطائرات السورية.. الطائرات نفسها لم تقتل هذا العدد من "العدو الإسرائيلي" ولا تجرؤ على مجرد التفكير في قتل واحد إلا عن طريق "وسيط"! كل الناس بمن فيهم السوريون يعرفون عن قمع الأجهزة الأمنية للمعارضين والاعتقالات والتعذيب الذي يتعرضون له. إن سوريا في عهد "الأسدين الكبير والصغير" سجن كبير لأصحاب الرأي والفكر! هل لا يعرف "المثقف الفيلسوف" هذه الحقائق؟ نريد أن نذكّره بأن قطعة من أرضه لاتزال يحتلها هذا العدو! حكاية مثل: ((أسد عليّ...وفي الحروب نعامة)) - منتدى الكفيل. فلماذا لا يرسل دباباته وطائراته وشبيحته اليها بدلاً من توجيهها الى صدور وأعناق السوريين؟ يتحدث الرئيس السوري كما لو أنه ممثل للفكر الواعي والمثقف الراقي وقدوة السوريين بتاريخهم وحضارتهم وأخلاقهم كما لو أنه ليس في سوريا من مفكّر غيره!
أسد علي وفي الحروب نعامة &Laquo; نزار
فقد تعاملت مصر مع الإخوة الفلسطينيين خاصة بعد إستحواذ حماس على السلطة وهروب شلة ابي مازن لرام الله وترك ممثلي الاتحاد الاوروبي لمعبر رفح بطريقة غريبة تذكرنا بمشهد الايتام على موائد اللئام فشاركت في حفلة الحصار التي قررها المجتمع الدولي بحجة ان حماس خرجت عن الشرعية الدولية وباقي الترهات التي صدعتنا بها دبلوماسيتنا العرجاء وأبواقها من مرتزقة الصحافة الحكومية!!! وظل الاخوة في غزة يرزحون تحت نير الحصار الغاشم الذي عطل حياتهم بالكامل وفي هذه الاثناء كانت إسرائيل كالعادة تمارس هوايتها المعتادة في تقتيل الشعب الفلسطيني ووصل الأمر لمداه عندما قررت إسرائيل قطع الكهرباء عن غزة ووقف العالم يتفرج على القطاع وهو يغرق في ظلام دامس وبرد شديد وتوقفت الحياة بالكامل حتى أغرقت مياة الصرف الصحي الشوارع ومن لم يمت بالصواريخ مات في المستشفيات بسبب قطع الكهرباء.
حكاية مثل: ((أسد عليّ...وفي الحروب نعامة)) - منتدى الكفيل
إن الأسد لم يستفد من عبر هذا الزمن المتغير سريعاً ودروسه فقد سبق أن عرضت الإدارة الأمريكية على القذافي ملاذاً آمناً فرفض ولقي حتفه، والرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح قبل مبادرة دول المجلس بقيادة المملكة فنجا بنفسه، وبن علي هو الآخر عندما ثار شعبه وطلب رحيله استجاب وفر مسرعا ومبارك ركب حصان العناد فوقع في (المصيدة) التي لا ترحم، وسيكون مصير الأسد وزملائه أسوأ بكثير بعد رفضه ملاذا آمنا وركوب صهوة العناد والتشبث بالسلطة (اللعينة) فكم أغوت من قادة كبار حتى أعمتهم عن رؤية الحقيقة. إن القانون الدولي وقوانين حقوق الإنسان وقانون المحكمة الجنائية الدولية هي بالمرصاد لكل طاغية يفتك بشعبه، ولذا لم يبق أمام العرب في ظل عناد الدب الروسي والتنين الصيني إلا أن يشمروا عن سواعدهم لنقل الملف إلى محكمة الجنايات الدولية، فهي المحكمة الرئيسية للوقوف في وجه المجرمين لمعاقبتهم على ما ارتكبوا من جرائم، وهي (المحكمة) التي من واجباتها المنوطة بها طبقا لقانونها الأساسي ملاحقة مجرمي سوريا وإرغامهم على احترام قوانين حقوق الإنسان وقوانين الحروب وإيقاع العقاب الرادع عليهم جراء ما ارتكبوه من جرائم ضد الإنسانية على مدى أكثر من خمسين عاما.
وبعد هلاك الأسد الأب خلفه ابنه فتحولت السلطة بالتدريج من حكم فرد واحد مطلق إلى طبقة حاكمة تتمثل بأسرة الأسد، ومجموعة من الفاسدين المفسدين، وليته كان مع القهر وكتم الحريات واضطهاد الناس شيء من دعة العيش، ولكن الحاصل أن الإنسان السوري كان يعاني البطالة والفقر والعوز بجانب البطش والقهر. منذ فرض قانون الطوارئ منذ عام 1963م عند استلام حزب البعث للسلطة إثر انقلاب قام به وعرف باسم ثورة 8 آذار/مارس، حتى اليوم أحكم الحزب يده على السلطة وأخذ يقمع أي شكل من أشكال المعارضة أو إبداء الرأي، وأصبح نظاما بوليسيا متسلطا يحكم قبضته على الناس ويعد انقسامهم من خلال القوات النظامية المتمثلة في الاستخبارات العسكرية، المخابرات العامة، استخبارات سلاح الطيران، مديرية الأمن السياسي، القوات النظامية في الجيش والبحرية وسلاح الطيران ناهيك عن (الشبيحة) الذين جندهم الأسد لقتل الشعب السوري. وهذه تركيبة بوليسية قهرية فاشية لا توجد حتى في ظل النظام الشيوعي المعقد الذي خرج نظام الأسد من رحمه لكنه تغلب على نظرية سيده في البطش وانتهاك حقوق الإنسان. استمر نظام الأسد على هذه الحال ببث الرعب في قلوب الناس ونشر الجواسيس بأعداد كبيرة حتى ما عاد الأخ يأمن أخاه، ولا الابن يأمن أباه، فكل إنسان خائف من كل إنسان، ولا ينطق ببنت شفة عن البعث ونظام الحكم خوفا على نفسه وأهله.
وهذه الجرائم وأفدح منها ارتكبها الأسد والقيادة السورية والجيش السوري عمداً فتوفرت جميع أركان تلك الجرائم في حقهم، وينطبق عليها نظام محكمة الجنايات الدولية الأساسي ولائحته التفسيرية باعتبارها (جرائم ضد الإنسانية) وغيرها من الجرائم الخطيرة غير المسبوقة.