انتهى
وبناء عليه, فلا يجوز لك قصر الظهر والعصر قبل السفر, ولو كان وصولك للمكان المقصود بعد صلاة المغرب أو قبلها, وإنما يجوز لك القصر إذا بدأت في السفر وجاوزتَ جميع بيوت القرية التي أردت السفر منها, ولو سافرت بعد دخول وقت الظهر, وراجع في ذلك الفتوى رقم: 199745. وبخصوص جمع الظهر مع العصر قبل سفرك: فإن كنت ستسافر في طائرة وأمكنك أن تصلي داخل الطائرة فلا يجوز لك الجمع قبل السفر, وإن تعذرت الصلاة داخل الطائرة, وكنت ستصل بعد المغرب ففي هذه الحالة يجوز لك الجمع قبل السفر رفعًا للحرج والمشقة, وراجع في ذلك الفتوى رقم: 142323, والفتوى رقم: 147169. أما إن كنت ستسافر عن طريق البر فيجوز لك جمع الظهر مع العصر وقصرهما إذا جاوزت جميع بيوت قريتك - سواء كنت ستصل البلد المقصود قبل المغرب أم بعده - ولا يجوز لك الجمع قبل السفر. والله أعلم.
الجمع والقصر قبل السفر لها
يجب أن يكون سفراً مُباحاً، أو سفراً لطاعة، والسفر أنواع، ومنه ما يلي: السفر المُباح: وهو الذي يشمل كلّ أمر مُباح شرعاً. لسفر الواجب: مثل السفر لأداء فريضة الحجّ، أو الجهاد الواجب. السفر المُحرَّم: وهو الذي يقصد فيه المسافر فِعل ما حرَّمه الله، كقطع الطريق، والاتِّجار في المُحرَّمات، وغيرها من المحرمات. السفر المُستحَبّ: مثل السفر لأداء عمرة التطوُّع، أو أداء عبادة. السفر المكروه: مثل سفر الشخص وحيداً بلا رِفقة إلّا إذا اضطرَّ إلى ذلك. إلى هنا نكون قد تعرفنا على إجابة السؤال: هل يجوز الجمع والقصر للمسافر في منزله قبل السفر؟، حيث كانت الاجابة أنه لا يجوز قصر الصلاة للمسافر إلا إذا بدأ في السفر فعلاً، ولا يكفي مجرد نية السفر، أما بالنسبة إلى حكم ومشروعية الجمع والقصر للمسافر فقد شرع الله تعالي له ذلك، فإن الجواز في قصر الصلاة مشروع للمسافر فقط.
الجمع والقصر قبل السفر والطيران
21-07-2017 د. عارف الشيخ
يقول بعضهم: أنا عازم على السفر وموجود في المطار ورحلتي سوف تستغرق ساعات من السفر، ومن المؤكد أنني لن أتمكن من أداء الصلاة في وقتها فهل يجوز لي أن أصليها قصراً وجمعاً مقدماً وأنا لم أغادر بعد؟ أقول: ما دمت في المطار فلا ينطبق عليك حكم المسافر لأنك لم تغادر حدود بلدك ولم تقطع مسافة القصر ولم تجد مشقة السفر بعد، وبإمكانك وأنت في المطار أن تصلي كل صلاة في وقتها. وما ينبغي أن تعلم أن القصر والجمع رخصة والرخصة وجدت لدفع المشقة، والله تعالى يقول (وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة) (النساء: ١٠١). والمراد بالضرب في الأرض السير فيها، ولا فرق بين الجمع والقصر في السفر غالباً، والقول بأنه ربما لن يجد مكاناً يصلي فيه ادعاء لا أصل له، فمن رحمة الإسلام أنه أجاز لنا أن نصلي في أي مكان، قال عليه الصلاة والسلام «جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً فأيما رجل أدركته الصلاة فليصلّ». قلنا بأنه لا فرق بين القصر والجمع في السفر غالباً، لكن ما تسامح فيه الإسلام أنه أباح لك الجمع بين الصلاتين جمع تقديم وأنت مسافر قبل أن تغادر منزلك أو تغادر المطار إذا وجدت الضرورة، أما القصر فلا يكون إلاّ لمن سافر فعلاً وغادر البلد.
الجمع والقصر قبل السفر اليها
والمراد بالصلاة التي تقصر في السفر هي: الصلاة الرباعية، وذلك لا يكون إلا في صلاة الظهر والعصر والعشاء، أما الصبح والمغرب فلا يقصر أي واحد منهما بإجماع العلماء، فالقصر جائز في السفر الطويل الذي يكون أكثر من خمس وثمانين كيلو مترا. ويبتدئ قصر الصلاة وجمعها إذا جاوز المسافر عمران البلد، فإذا جاوزه فإنه يكون مسافرا، وأما ما دام في بلده فهو ناوٍ للسفر وليس مسافرا فلا يجوز له القصر ولا الجمع؛ لأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يقصر إلا بعد خروجه من المدينة على بعد ستة أميال أو سبعة، وهذا يفيد أن المسافر لا يجوز له القصر إلا إذا خرج مسافرا وباشر السفر بالفعل من بلده. ويدخل في ذلك جمع التقديم والتأخير على حد سواء لما روي عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال: "كان النبي ـ صلى الله عليه سلم ـ إذا ارتحل قبل أن تزيغ الشمس -أي تميل- أخر الظهر إلى وقت العصر ثم يجمع بينهما، وإذا زاغت صلى الظهر ثم ركب"، وهذا بالنسبة لجواز جمع التأخير. وأما بالنسبة لجواز جمع التقديم فدليله لما رواه أحمد وأبو داود والترمذي عن معاذ أن رسول الله ـ صلى الله عليه سلم ـ كان في غزوة تبوك إذا ارتحل قبل أن تزيغ الشمس أخر الظهر حتى يجمعها إلى العصر يصلها جميعا، وإذا ارتحل بعد زيغ الشمس صلى الظهر والعصر جميعا ثم سار، وإذا ارتحل قبل المغرب أخر المغرب حتى يصلها مع العشاء، وإذا ارتحل بعد المغرب عجل العشاء فصلاها مع المغرب.
الجمع والقصر قبل السفر للاطفال
قصر الصلاة الرباعية رخصة للمسافر، وعند جمهور الفقهاء لا يجوز للمسافر قصر الصلاة إلا بالشروع في السفر ولا تكفي النية، وخالف في ذلك بعض فقهاء السلف فقالوا يجوز القصر بمجرد انعقاد النية على السفر.
أمّا بالنسبة إلى قصر الصلاة في السفر فهي بأن يُصلّي الظهر ركعتَين بدلاً من أربع، وكذلك العصر، والعشاء، كما أنه لا يجوز القصر في كلّاً من صلاتَي المغرب، والفجر؛ لذلك على الشخص عليه أن يُصلّي المغرب ثلاثاً، والفجر اثنتَين.
فيغني الزوج بزوجة خير له منها، ويغنيها من فضله وإن انقطع نصيبها من زوجها، فإن رزقها على المتكفل بأرزاق جميع الخلق، القائم بمصالحهم، ولعل الله يرزقها زوجا خيرا منه، { وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا ْ} أي: كثير الفضل واسع الرحمة، وصلت رحمته وإحسانه إلى حيث وصل إليه علمه. ولكنه مع ذلك { حَكِيمًا ْ} أي: يعطي بحكمة، ويمنع لحكمة. فإذا اقتضت حكمته منع بعض عباده من إحسانه، بسبب من العبد لا يستحق معه الإحسان، حرمه عدلا وحكمة. - تفسير قوله تعالى: (وَإِن يَتَفَرَّقَا يُغنِ اللَّهُ كُلًّا مِن سَعَتِهِ). وفي تفسير البغوي حول هذه الآية: (وإن يتفرقا) يعني: الزوج والمرأة بالطلاق ، ( يغن الله كلا من سعته) من رزقه ، يعني: المرأة بزوج آخر والزوج بامرأة أخرى ، ( وكان الله واسعا حكيما) واسع الفضل والرحمة حكيما فيما أمر به ونهى عنه ، وقال جمهور من العلماء في تفسير هذه الأية، إن قول الله تعالي: إن يتفرقا يغن الله كلا من سعته وكان الله واسعا حكيما، فقد يقيض للرجل امرأة تقر بها عينه ، وللمرأة من يوسع عليها. وروي عن جعفر بن محمد أن رجلا شكا إليه الفقر ، فأمره بالنكاح ، فذهب الرجل وتزوج ؛ ثم جاء إليه وشكا إليه الفقر ، فأمره بالطلاق ؛ فسئل عن هذه الآية فقال: أمرته بالنكاح لعله من أهل هذه الآية: إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله فلما لم يكن من أهل تلك الآية أمرته بالطلاق فقلت: فلعله من أهل هذه الآية وإن يتفرقا يغن الله كلا من سعته
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة النساء - الآية 130
تفسير و معنى الآية 130 من سورة النساء عدة تفاسير - سورة النساء: عدد الآيات 176 - - الصفحة 99 - الجزء 5. ﴿ التفسير الميسر ﴾
وإن وقعت الفرقة بين الرجل وامرأته، فإن الله تعالى يغني كلا منهما من فضله وسعته؛ فإنه سبحانه وتعالى واسع الفضل والمنة، حكيم فيما يقضي به بين عباده. ﴿ تفسير الجلالين ﴾
«وإن يتفرقا» أي الزوجان بالطلاق «يُغن الله كلا» عن صاحبه «من سعته» أي فضله بأن يرزقها زوجا غيره ويرزقه غيرها «وكان الله واسعا» لخلقه في الفضل «حكيما» فيما دبره لهم. ﴿ تفسير السعدي ﴾
هذه الحالة الثالثة بين الزوجين، إذا تعذر الاتفاق فإنه لا بأس بالفراق، فقال: وَإِنْ يَتَفَرَّقَا ْ أي: بطلاق أو فسخ أو خلع أو غير ذلك يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا ْ من الزوجين مِنْ سَعَتِهِ ْ أي: من فضله وإحسانه الواسع الشامل. وإن يتفرقا يغن الله كلا من سعته | موقع البطاقة الدعوي. فيغني الزوج بزوجة خير له منها، ويغنيها من فضله وإن انقطع نصيبها من زوجها، فإن رزقها على المتكفل بأرزاق جميع الخلق، القائم بمصالحهم، ولعل الله يرزقها زوجا خيرا منه، وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا ْ أي: كثير الفضل واسع الرحمة، وصلت رحمته وإحسانه إلى حيث وصل إليه علمه. ولكنه مع ذلك حَكِيمًا ْ أي: يعطي بحكمة، ويمنع لحكمة.
وإن يتفرقا يغن الله كلا من سعته | موقع البطاقة الدعوي
قال أبو قلابة: ولو شئت لقلت: إن أنسا رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم. وإذا أراد الرجل سفر حاجة فيجوز له أن يحمل بعض نسائه مع نفسه بعد أن يقرع بينهن فيه ، ثم لا يجب عليه أن يقضي للباقيات مدة سفره ، وإن طالت إذا لم يزد مقامه في بلده على مدة المسافرين ، والدليل عليه ما أخبرنا عبد الوهاب بن محمد الخطيب ، ثنا عبد العزيز بن أحمد الخلال ، ثنا أبو العباس الأصم ، ثنا الربيع ، ثنا الشافعي ، ثنا عمي محمد بن علي بن شافع ، عن ابن شهاب ، عن عبيد الله بن عبد الله ، عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد السفر أقرع بين نسائه فأيتهن خرج سهمها خرج بها ، أما إذا أراد سفر نقلة فليس له تخصيص بعضهن لا بالقرعة ولا بغيرها ".
- تفسير قوله تعالى: (وَإِن يَتَفَرَّقَا يُغنِ اللَّهُ كُلًّا مِن سَعَتِهِ)
قال أبو قلابة: ولو شئت لقلت: إن أنسا رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم. وإذا أراد الرجل سفر حاجة فيجوز له أن يحمل بعض نسائه مع نفسه بعد أن يقرع بينهن فيه ، ثم لا يجب عليه أن يقضي للباقيات مدة سفره ، وإن طالت إذا لم يزد مقامه في بلده على مدة المسافرين ، والدليل عليه ما أخبرنا عبد الوهاب بن محمد الخطيب ، ثنا عبد العزيز بن أحمد الخلال ، ثنا أبو العباس الأصم ، ثنا الربيع ، ثنا الشافعي ، ثنا عمي محمد بن علي بن شافع ، عن ابن شهاب ، عن عبيد الله بن عبد الله ، عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد السفر أقرع بين نسائه فأيتهن خرج سهمها خرج بها ، أما إذا أراد سفر نقلة فليس له تخصيص بعضهن لا بالقرعة ولا بغيرها ". ﴿ تفسير الوسيط ﴾
وبعد أن رغب- سبحانه- في الصلح بين الزوجين وحض عليه، وأمر الأزواج بالعدل بين الزوجات بالقدر الذي يستطيعونه، عقب ذلك ببيان أن التفرقة بينهما جائزة إذا لم يكن منها بد. لأن التفرقة مع الإحسان خير من المعاشرة السيئة فقال- تعالى- وَإِنْ يَتَفَرَّقا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكانَ اللَّهُ واسِعاً حَكِيماً. وإن عز الصلح بين الزوجين واختارا الفراق تخوفا من ترك حقوق الله التي أوجبها على كل واحد منهما يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا منهما مِنْ سَعَتِهِ أى يجعل كل واحد منهما مستغنيا عن الآخر وَكانَ اللَّهُ واسِعاً حَكِيماً أى: وكان الله- تعالى- وما يزال واسعا أى واسع الغنى والرحمة والفضل حَكِيماً في جميع أفعاله وأحكامه.
هنا يكمن العلاج الرباني بأفضل ما يمكن لأنه من لدن من خلق النفس ويعلم ما يصلحها فهو يبدأ عند مجرد الخوف من حدوثه قبل أن يستفحل ويستعصي فيكون علاجا أقرب إلى الوقاية. أما إن حدث من جانب الزوج فالحل الأول الصلح بأن يتنازل كل طرف عن بعض ما يطلبه من الطرف الآخر أو ما يتوهمه حقا له وذلك عن طريق الأهل أو من يقضي بينهما، فالصلح خير من الخصومة ومن سوء العشرة ومن الفرقة، فيحثوا الزوجين بالأسلوب الذي يفيد ويؤثر. والله عليم خبير بما يعمل الزوج من الإحسان أو النشوز فيجازي العامل بعمله، وهو سبحانه وتعالي لا يكلف نفسا إلا وسعها، فالعدل المطلق مستحيل وخارج عن قدرة المكلف فهو مطالب بما يستطيعه، فلا الميل الجائر الشديد الذي يجعل الزوجة كالمعلقة لا هي متزوجة تأنس بزوجها ولا هي مطلقة، ويوجه الله الحكمين إلى انتهاج طريق الإصلاح لما مضي واتقاء الإساءة فيما يستقبل، وحث الحكمين على الإصلاح وتقوى الله ونظير ذلك المغفرة والرحمة للجميع. أما الحل الثاني إذا تعذر الصلح واستنفدت كل الطرق واستحالت العشرة بمعروف فهو الفراق، فلا معنى للحياة الزوجية مع الكراهية والتعالي والنفور وهضم الحقوق والمعاندة والإصرار على مزايا متوهمة، لأن ذلك ينافي مقصود الزواج الذي هو السكن والمودة والسعادة، وهنا يكون الفراق علاجا لا بد منه، وقد تعهد من بيده كل شيء بأن يغني كل طرف من سعته وقدرته، إما ببدل عن صاحبه أو سلو عنه، وهو سبحانه واسع القدرة والعلم، حكيم يضع كل أمر في موضعه.