تطبيق. ستخلق لينهان ما يُعرف الآن بالعلاج السلوكي الجدلي أو الجدلي ، خاصة المكرسة لعلاج السلوكيات المدمرة والادمان.. ما هو الهدف? إنها تقنية تنتمي إلى الموجة الثالثة أو جيل من العلاجات السلوكية ، بحيث لا تركز كثيرًا على القضاء على السلوك أو السمة التي تسبب لها صعوبات ولكن بالإضافة إلى ذلك ، وتحويل علاقة المريض بها وتوجيهها من الطريقة التي يمكنني قبولها والذهاب لرؤية الواقع بطريقة مختلفة عن الأصل. الهدف الأساسي من العلاج الجدلي السلوكي هو التأكد من أن المريض يتعلم كيفية إدارة عواطفهم وسلوكهم بشكل صحيح ، بحيث يكونوا قادرين على التحكم في السلوكيات الاندفاعية الناجمة عن اضطرابات المزاج في حين أن كل من الموضوع والمعالج الذي يحضره يقبل تجربته مع الحقائق وماذا بالنسبة له أفترض. لذلك ، يتم السعي لتحقيق التوازن بين استراتيجيات التغيير السلوكي للقبول الذاتي. هذا القبول والتحقق من تجربة واحدة يزيد من القدرة على إدارة المشاعر الخاصة بطريقة أكثر تكيفًا ، مما يقلل بدوره من الاندفاع الذي يؤدي في النهاية إلى سلوكيات متطرفة. ضمن هذا العلاج ، من المهم جدًا تحديد شخصية (أو من ، حيث يتم استخدام فريق من المهنيين) ، كونها العلاقة العلاجية وقبول جزء من تلك العناصر التي تجعل التغيير ثابتًا أساسيًا للنجاح.
العلاج الجدلي السلوكي بين النظرية والتطبيق
العلاج السلوكي الجدلي (Dialectical Behavior Therapy - DBT): يعدُّ العلاج السلوكي الجدلي أحدَ أنواع العلاج السلوكي المعرفي (Cognitive Behavioral Therapy – CBT)، وهدفه الرئيس تعليمُ الناس سُبل العيش في الوقت الراهن، والتعامل صحيًّا مع الإجهاد، وتنظيم العواطف، وتحسين العلاقات مع الآخرين، عن طريق تحويل أنماط التفكير السلبي إلى تغيير سلوكي إيجابي (1, 4). ما قصة اكتشاف (DBT)؟ ابتُكِر في الأصل لمعالجة اضطراب الشخصية الحديّة (Borderline Personality Disorder - BPD) والأفكار الانتحارية، بمعنى آخر: المشكلات النفسية الشديدة والمزمنة، ولكن منذ ذلك الحين جرى تكييفه لحالاتٍ أخرى تتضمن: إيذاء النفس، واضطرابات الأكل، والإدمان، إضافةً إلى اضطراب ما بعد الصدمة (Post-Traumatic Stress Disorder – PTSD)، (1, 3) فعندما أيقنت الدكتورة Marsha Linehan وزملاؤها أن العلاجَ السلوكي المعرفي (CBT) لا يحقق النتائج المرجوّة للمرضى الذين يعانون (BPD)؛ طوّرت (CBT) أواخرَ الثمانينيات كي يلبي احتياجاتِ هؤلاء المرضى (1, 2). يتضمن (DBT) عمليةً فلسفيةً تسمى "الجدلية" التي تعتمد على مفهوم وجود التناقضات في كل شيء، وأن التغيير يحدث عندما يكون هناك "حوار" بين الأطراف المتعارضة، إذ يعمل المريض والمعالج على حلِّ التناقض الظاهري بين "قبول الذات" و"التغيير" من أجل إحداث تغييرات إيجابية في المريض (1, 2)، ويجري ذلك عن طريق مساعدة المرضى على قبول الصفات التي لا يحبونها ثم توفير الحافز والتشجيع لتغيير هذه الصفات باستخدام مفهوم "الجدلية" (3).
يساعد العلاج السلوكي الجدلي علي تغير السلوكيات غير المفيدة ولكنه يختلف عن العلاج السلوكي المعرفي في أنه يركز علي قبول من أنت في نفس الوقت ( تقبل الذات, تقبل مشاعرك كما هي ولا تحاول مكافحتها أو اجتنباها), ويضع العلاج السلوكي الجدلي أهمية العلاقة بينك وبين المعالج وتستعمل تلك العلاقة لتحفيز علي التغير. أساليب التقبل حيث تركز تقنيات التقبل علي فهم نفسك كفرد وإدراك سبب القيام بأشياء مثل إيذاء الذات أو تعاطي المخدرات, وقد يشير أحد المعالجين بهذا الأسلوب العلاجي إلي أن هذا السلوك ربما كان الطريقة الوحيدة التي تعلمتها للتعامل مع المشاعر الشديدة التي تشعر بها, حتي لو كان ذلك ضلراً لك علي المدي البعيد, فإن السلوكيات في الواقع منطقي, وأخيراً قد يقول أحدهم نعم أنه من الأمور المنطقية بدلاً من أن يقول لا ذلك خطأ. أساليب التغير حيث يستعمل المعالجون العلاج السلوكي الجدلي للعمل علي تشجيعك من أجل تغير السلوكيات وتعلم طرق أكثر فاعلية للتعامل مع حالة الضيق التي تعيشها, كما يشجعونك علي استبدال السلوكيات الضارة بك من خلال السلوكيات التي يمكن أن تساعدك علي المضي قدماً في الحياة, فعلي سبيل المثال قد تتعلم كيفية تشتت تركيزك للمشاعر السلبية أثناء الأزمات من خللا الانخراط في الأنشطة بدلاً من إيذاء الذات ويمكنك البدء في تحدي الأفكار غير المفيدة وتطوير طريقة أكثر توازناً للنظر إلي الأشياء.