مفتاح دار السعادة - Google Drive
- مفتاح دار السعادة مكتبة نور
- مفتاح دار السعادة لابن القيم pdf
- مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة
مفتاح دار السعادة مكتبة نور
Download
من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
اذهب إلى التنقل
اذهب إلى البحث مفتاح دار السعادة 1
مفتاح دار السعادة 2
مفتاح دار السعادة 3
نقل عن " فتاح_دار_السعادة&oldid=97807 "
تصنيفان: كتب فضل العلم ابن القيم
فإن فاتته هذه وهُديَ للإسلام، حرص على تلوِ الكفرِ وهي: البدعة، وهي أحب إليه من المعصية؛ فإن المعصية يُتاب منها، والبدعة لا يُتاب منها؛ لأن صاحبها يرى أنه على هدًى. فإن أعجزته ألقاه في الثالثة وهي الكبائر، فإن أعجزته ألقاه في اللَّمَمِ وهي الرابعة وهي الصغائر. فإن أعجزَّته شغله بالعمل المفضول عما هو أفضل منه؛ ليرتجَّ عليه الفضل الذي بينهما وهي الخامسة. فإن أعجزه ذلك صار إلى السادسة وهي: تسليط حزبه عليه يؤذونه ويشتمونه ويبهتونه ويرمونه بالعظائم؛ ليحزنه ويشغل قلبه عن العلم والإرادة وسائر عمله. فكيف يمكن أن يحترز منه مَن لا علم له بهذه الأمور ولا بعدوِّه ولا بما يحصنه منه؟ فإنه لا ينجو من عدوه إلا من عرفه، وعرف طرقه التي يأتيه منها، وجيشه الذي يستعين به عليه، وعرف مداخله ومخارجه، وكيفية محاربته وبأي شيء يحاربه، وبماذا يداوي جراحته، وبأي شيء يستمد القوة لقتاله ودفعه، وهذا كله لا يحصل إلا بالعلم؛ فالجاهل في غفلة وعمى عن هذا الأمر العظيم والخطب الجسيم. وجوه فضل العلم على المال: فضل العلم على المال يُعلم من وجوه: أحدها: أن العلم ميراث الأنبياء، والمال ميراث الملوك والأغنياء. الثاني: أن العلم يحرس صاحبه، وصاحب المال يحرس ماله.
مفتاح دار السعادة لابن القيم Pdf
الرابع عشر: أن العالم يدعو الناس إلى الله بعلمه وحاله، وجامع المال يدعوهم إلى الدنيا بحاله وماله. الخامس عشر: أن اللذة الحاصلة من غِنى المال؛ إما لذة وهمية، وإما لذة بهيمية، فإن صاحبه إن التذَّ بنفس جمعه وتحصيله فتلك لذة وهمية خيالية، وإن التذَّ بإنفاقه في شهواته فهي لذة بهيمية، وأما لذة العلم فلذة عقلية روحانية، وهي تشبه لذة الملائكة وبهجتها، وفرقٌ بين اللَّذَّتين. السادس عشر: أن غِنى المال مقرون بالخوف والحزن؛ فهو حزين قبل حصوله خائف بعد حصوله، وكلما كان أكثر كان الخوف أقوى، وغِنى العلم مقرون بالأمن والفرح والسرور. السابع عشر: أن الغِنى بالمال هو عين فقر النفس، والغِنى بالعلم هو غناها الحقيقي، فغناها بعلمها هو الغِنى، وغناها بمالها هو الفقر. الثامن عشر: أن من قُدِّم وأُكرم لماله، إذا زال ماله ذهب تقديمه وإكرامه، ومن قُدِّم وأُكرم لعلمه، فإنه لا يزداد إلا تقديمًا وإكرامًا. التاسع عشر: أن غَنيَّ المال يُبغِض الموت َ ولقاء الله؛ فإنه لحبِّه مالَه يكره مفارقته ويحب بقاءه... وأما العلم فإنه يُحبِّب للعبد لقاء ربه، ويزهِّده في هذه الدنيا.. الفانية. العشرون: أن الأغنياء يموت ذكرهم بموتهم، والعلماء يموتون ويحيا ذكرهم.
الثالث: أن المال تُذهِبه النفقات، والعلم يزكو على النفقة. الرابع: أن صاحب المال إذا مات فارقه ماله، والعلم يدخل معه قبره. الخامس: أن العلم يحكم على المال، والمال لا يحكم على العلم. السادس: أن المال يحصل للمؤمن والكافر والبَرِّ والفاجر، والعلم النافع لا يحصل إلا للمؤمن. السابع: أن العالم يحتاج إليه الملوك فمن دونهم، وصاحب المال إنما يحتاج إليه أهل العدم والفاقة. الثامن: أن النفس تشرف وتزكو بجمع العلم وتحصيله وذلك من كمالها وشرفها، والمال لا يزكيها ولا يكملها ولا يزيدها صفةَ كمالٍ، بل النفس تنقص وتشح وتبخل بجمعه والحرص عليه، فحرصها على العلم عين كمالها، وحرصها على المال عين نقصها. التاسع: أن المال يدعوها إلى الطغيان والفخر والخُيلاء، والعلم يدعوها إلى التواضع والقيام بالعبودية. العاشر: ما أطاع الله أحدٌ قطُّ إلا بالعلم، وعامةُ مَن يعصيه إنما يعصيه بالمال. الحادي عشر: أن العلم جاذب موصِّلٌ لها إلى سعادتها التي خُلقت لها، والمال حجاب عنها وبينها. الثاني عشر: أن المال يستعبد مُحبَّه وصاحبه فيجعله عبدًا له، والعلم يستعبده لربه وخالقه. الثالث عشر: أن قيمةَ الغنيِّ مالُه وقيمةَ العالِم علمُه، فهذا متقوم بماله فإذا عُدم عُدمت قيمته فبقي بلا قيمة، والعالم لا تزول قيمته، بل هي في تضاعف وزيادة دائمة.
مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة
وعَلى هَذَا حمل غيرُ وَاحِدٍ مَا جَاءَ من إِثْبَات دُخُول الْجنَّة بالأعمال، كَقَوْلِه تَعَالَى: وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ [الزخرف:72]، وَقَوله تَعَالَى: ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ [النحل:32]. قَالُوا: وَأمَّا نفي دخلوها بالأعمال كَمَا فِي قَوْله: لن يَدْخلَ الْجنَّةَ أَحَدٌ بِعَمَلِهِ ، قَالُوا: وَلَا أنتَ يَا رَسُول الله؟ قَالَ: وَلَا أنا ، فَالْمُرَاد منه نفي أصل الدُّخُول. الشيخ: أصل الدُّخول برحمة الله، وأسبابه العمل، والقول الثاني: أنَّ الباء للعوض: لا يدخل الجنةَ بعوض أعماله، ولكنَّها برحمة الله، وإنما الأعمال سبب، فالباء باء السَّببية: ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ يعني: بسبب، ولكن المعول على رحمة الله وفضله . وأحسن من هَذَا أن يُقَال: الْبَاء الْمُقْتَضِيَة للدُّخول غير الْبَاء الَّتِي نفى مَعهَا الدُّخُول، فالمقتضية هِيَ بَاء السَّبَبِيَّة الدَّالَّة على أنَّ الأعمال سَبَبٌ للدخول، مُقتضية لَهُ، كاقتضاء سَائِر الأسباب لمسبباتها. وَالْبَاء الَّتِي نفى بهَا الدُّخُول هِيَ بَاء الْمُعَاوضَة والمقابلة الَّتِي فِي نَحْو قَوْلهم: اشْتريتُ هَذَا بِهَذَا.
الشيخ: "لم" بدون واوٍ، هذا الجواب. الطالب: تصويب الحديث: "إنَّ في الجنَّة"، الحديث موجود في البخاري، يقول سلَّمك الله: قال النبيُّ ﷺ: مَن آمن بالله وبرسوله، وأقام الصلاة، وصام رمضان؛ كان حقًّا على الله أن يُدخله الجنةَ، جاهد في سبيل الله، أو جلس في أرضه التي وُلِدَ فيها ، فقالوا: يا رسول الله، أفلا نُبشر الناس؟ قال: إنَّ في الجنة مئة درجةٍ...
الشيخ: هذا المعروف، نعم. الطالب: جواب الشَّرط أليس "رسخ"؟
الشيخ: فإن أيش؟
الطالب: وَلِهَذَا إِذا ذاق العَبْدُ طعمَ حلاوة الإيمان، وخالطت بشاشتُه قلبَه رسخ فِيهِ حبُّه، وَلم يُؤثِر عَلَيْهِ شَيْئًا أبدًا. الشيخ: الجواب "رسخ"، طيب، ماشٍ.