كما أرسل سليمان ثمانين سفينة وثمانية آلآف مقاتل من الإنكشارية إلى قائد أسطوله "خير الدين بربروسا"، وأمره بمهاجمة الأندلس وإنقاذ المسلمين هناك وقد فتحت الدولة العثمانية أبوابها أمام الأندلسيين الفارين من بلادهم فاستقبل العثمانيون قرابة نصف مليون أندلسي من المسلمين وغيرهم. هذه كانت إطلالة سريعة عن بعض محاولات العثمانيين لإنقاذ الأندلس، ويبقى السؤال الأخير: لماذا لم تكلل هذه المحاولات بالنجاح ؟! الحقيقة أن الأمر لم يكن بهذه السهولة التي يتخيلها البعض، فالأمر كان شديد التعقيد، وقد تعددت العوامل التي منعت العثمانيين من إنقاذ الأندلس ومن أهم هذه العوامل الطبيعة الجغرافية، حيث المسافة كبيرة جدا بين غرناطة والقسطنطينية، وهذا جعل وصول الجيش العثماني إلى الأندلس وعبوره كافة هذه الحواجز أمرا يشبه المستحيل، إضافة إلى التحالف الصليبي الأوروبي ضد العثمانيين وإغلاق الإسبان لمضيق جبل طارق. ما هي اسباب سقوط الاندلس ؟ | المرسال. العوامل العسكرية والسياسية: لم تتوقف الدولة العثمانية منذ قيامها على يد مؤسسها عثمان بن أرطغرل عن الجهاد في سبيل الله وكانت تقاتل على عدة محاور في وقت واحد، حيث اشتبكت مع أوروبا في الغرب والصفويين والمماليك في الشرق، وهذا بالطبع كان له أثر كبير في انشغال العثمانيين عن الأندلس رغماً عنهم.
- ما هي اسباب سقوط الاندلس ؟ | المرسال
ما هي اسباب سقوط الاندلس ؟ | المرسال
اسم الكتاب: قصة الأندلس من الفتح إلى السقوط اسم الكاتب: د. راغب السرجاني عدد الصفحات: 800 التقييم: ★★★★★ عشرة أيام جمعتني بهذا الكتاب، الذي انكببت عليه حتى أنهيته، وقد استغرق وقتًا أطول مما قد حددته له، ولكنه صدقًا يستحق، إنه كنز حقيقي بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ، وبحر شافٍ وافٍ لكل طالب ومريد للاطلاع على تاريخ الأندلس، تلك الحضارة الإسلامية العظيمة التي يذوب القلب كمدًا على ضياعها. الكتاب على كبر حجمه إلا أنه يتميز بالتكثيف للأحداث حتى يتمكن من استيعاب كل تلك المدة الزمنية دون أن يغفل عن أي حدث مهم..
كتاب تاريخي جميل للغاية، يتحدث عن الأندلس مُنذ الفتح ونشر الإسلام حتى سقوطها بيد النصارى، وما بين الفتح والسقوط مئات السنين من النهضة الإسلامية والحضارية وأيضاً الدعوة إلى الله، لتصل بلاد الأندلس إلى عصر النور والعلم والرُقي والحضارة العمرانية التي لا يُضايهها في ذلك الزمان سوى بغداد عاصمة الخلافة الإسلامية.
إنّ مشهدهم لا يكاد يفترق عن صورة ملوك الطوائف بالأمس في التّفرّق والتشرذم، وفي التحاسد والتّباغض، وفي الصّراع العسكريّ والسّياسيّ العلنيّ والخفيّ، وفي الخضوع للأعداء والاستقواء بهم على أبناء الجلدة. لكن مهلًا فهناك فارقٌ رئيسٌ بين ملوك الطّوائف في الأندلس وملوك الطّوائف اليوم في أكثر من مجالٍ من أهمّها أنّ الحركة الفكريّة والثقافيّة والدّينيّة والحريّات المجتمعيّة كانت متميّزة وليست خاضعةً للحالة السياسيّة المتهافتة البائسة ولا تشبهها في السّوء، فقد كان ملوك الطّوائف في الأندلس في إطار تصارعهم مع بعضهم بعضًا يعمل كلّ واحدٍ منهم على استقطاب الكفاءات العلميّة والفكريّة ويفتح لها آفاق العمل بحريّة مع تقديم الإمكانات وتذليل العقبات في إطار التّنافس بين ملوك الطوائف فكلّ منهم كان يرى في ذلك سببًا من أسباب التّفاخر على خصومه والنّكاية بهم والانتصار عليهم. كما أنّ سقف الحريّات الفكريّة والعلميّة كان عاليًا فلا اعتقالات على خلفيّات الفكر والرّأي، ولا اعتقالات أو اغتيالات للمنتقدين لسياسات ملوك الطوائف مهما بلغت قسوتها. فلك أن تتخيّل مثلًا أنّ ابن حزم كان يشدّد في انتقاده القاسي على ملوك الطوائف فلا يلقى إلّا التّكريم فلم يتمّ اعتقالُه أو مداهمة بيته فجرًا وترويع أهله ولا الحكم عليها بتوهين نفسيّة الأمّة، ولا نفيه من البلاد وتركه مشرّدًا مطاردًا في بلاد الله الواسعة؛ فهو يقول مثلًا في حديثه عن ملوك الطّوائف: "والله لو علموا أن في عبادة الصُّلبان تمشية أمورهم لبادروا إليها، فنحن نراهم يستمدّون النصارى فيمكّنُونهم من حُرُم المسلمين وأبنائهم ورجالهم يحملونهم أُسارى إلى بلادهم، وربما أعطوهم المدن والقلاع طوعًا فأخلوْها من الإسلام وعمَّروها بالنواقيس، لعن اللهُ جميعَهم وسلَّطَ عليهم سيفًا من سيوفه".