تفسير و معنى الآية 17 من سورة لقمان عدة تفاسير - سورة لقمان: عدد الآيات 34 - - الصفحة 412 - الجزء 21. ﴿ التفسير الميسر ﴾
يا بنيَّ أقم الصلاة تامة بأركانها وشروطها وواجباتها، وأْمر بالمعروف، وانْه عن المنكر بلطفٍ ولينٍ وحكمة بحسب جهدك، وتحمَّل ما يصيبك من الأذى مقابل أمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر، واعلم أن هذه الوصايا مما أمر الله به من الأمور التي ينبغي الحرص عليها. ﴿ تفسير الجلالين ﴾
«يا بنيّ أقْم الصلاة وأمُر بالمعروف وانْهَ عن المنكر واصبر على ما أصابك» بسبب الأمر والنهي «إن ذلك» المذكور «من عزم الأمور» أي معزوماتها التي يعزم عليها لوجوبها. يا بني اقم الصلاة وامر بالمعروف وانه عن المنكر ابن باز. ﴿ تفسير السعدي ﴾
يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ حثه عليها، وخصها لأنها أكبر العبادات البدنية، وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وذلك يستلزم العلم بالمعروف ليأمر به، والعلم بالمنكر لينهى عنه. والأمر بما لا يتم الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر إلا به، من الرفق، والصبر، وقد صرح به في قوله: وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ ومن كونه فاعلا لما يأمر به، كافًّا لما ينهى عنه، فتضمن هذا، تكميل نفسه بفعل الخير وترك الشر، وتكميل غيره بذلك، بأمره ونهيه.
- خطبة عن ( أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ) - خطب الجمعة - حامد إبراهيم
- القرآن الكريم - تفسير البغوي - تفسير سورة لقمان - الآية 17
خطبة عن ( أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ) - خطب الجمعة - حامد إبراهيم
وهذا إنما يريد به بعد أن يمتثل ذلك هو في نفسه ويزدجر عن المنكر ، وهنا هي الطاعات والفضائل أجمع. ولقد أحسن من قال:وابدأ بنفسك فانهها عن غيها فإذا انتهت عنه فأنت حكيمفي أبيات تقدم في ( البقرة) ذكرها. الثانية: قوله تعالى: واصبر على ما أصابك يقتضي حضا على تغيير المنكر وإن نالك ضرر; فهو إشعار بأن المغير يؤذى أحيانا; وهذا القدر على جهة الندب والقوة في ذات الله; وأما على اللزوم فلا ، وقد مضى الكلام في هذا مستوفى في ( آل عمران والمائدة). وقيل: أمره بالصبر على شدائد الدنيا كالأمراض وغيرها ، وألا يخرج من الجزع إلى معصية الله عز وجل; وهذا قول حسن لأنه يعم. الثالثة: قوله تعالى: إن ذلك من عزم الأمور قال ابن عباس: من حقيقة الإيمان الصبر على المكاره. وقيل: إن إقامة الصلاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من عزم الأمور; أي مما عزمه الله وأمر به; قاله ابن جريج. ويحتمل أن يريد أن ذلك من مكارم الأخلاق وعزائم أهل الحزم السالكين طريق النجاة. القرآن الكريم - تفسير البغوي - تفسير سورة لقمان - الآية 17. وقول ابن جريج أصوب.
القرآن الكريم - تفسير البغوي - تفسير سورة لقمان - الآية 17
(إِنَّ ذلِكَ) إن واسمها (مِنْ عَزْمِ) متعلقان بالخبر المحذوف (الْأُمُورِ) مضاف إليه والآية مقول القول.. إعراب الآية (18): {وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ (18)}. يا بني اقم الصلاة وامر بالمعروف وانه عن المنكر وظائف. (وَلا تُصَعِّرْ) الواو حرف عطف ومضارع مجزوم بلا الناهية والفاعل مستتر (خَدَّكَ) مفعول به (لِلنَّاسِ) متعلقان بالفعل والجملة معطوفة على ما قبلها، (وَلا تَمْشِ) معطوف على ولا تصعر (فِي الْأَرْضِ) متعلقان بالفعل (مَرَحاً) صفة مفعول مطلق محذوف (إِنَّ اللَّهَ) إن ولفظ الجلالة اسمها (لا يُحِبُّ) نافية ومضارع فاعله مستتر (كُلَّ) مفعول به (مُخْتالٍ) صفة موصوف محذوف تقديره عبد مختال (فَخُورٍ) صفة ثانية والجملة الفعلية خبر إن والجملة الاسمية تعليل.. إعراب الآية (19): {وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْواتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (19)}. (وَاقْصِدْ) الواو حرف عطف وأمر فاعله مستتر (فِي مَشْيِكَ) متعلقان بالفعل والجملة معطوفة على ما قبلها (وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ) معطوف على ما قبله (إِنَّ أَنْكَرَ) إن واسمها (الْأَصْواتِ) مضاف إليه (لَصَوْتُ) اللام المزحلقة (صوت الْحَمِيرِ) خبر إن المضاف إلى الحمير والجملة الاسمية تعليل.. إعراب الآية (20): {أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَباطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتابٍ مُنِيرٍ (20)}.
وبنحو ما قلنا في ذلك قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك:حدثني حجاج، عن ابن جُرَيج في قوله: ( يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ) قال: اصبر على ما أصابك من الأذى في ذلك ( إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأمُورِ) قال: إن ذلك مما عزم الله عليه من الأمور، يقول: مما أمر الله به من الأمور.